احتشد العشرات من أنصار حزب الله اللبناني في العديد من شوارع العاصمة بيروت، الثلاثاء، بعد ساعات من تقديم القرار الاتهامي الظنى في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وتم إغلاق عدة مدارس في مناطق كثيرة غرب العاصمة في وقت يمر فيه لبنان بأزمة سياسية حادة وسط مخاوف من تطورها إلى توترات أمنية.
وأكد مسؤول أمني طالباً عدم الكشف عن هويته أن عدة مدارس طلبت من أولياء أمور التلاميذ الحضور واصطحاب أولادهم بعد ظهور مجموعات من الشبان في الصباح الباكر في أحياء شهدت تواجداً شعبيا لحركتى أمل وحزب الله الشيعيتين، إلا أن مصوري وكالة الأنباء الفرنسية رصدوا مئات الطلبة خارج المدارس، كانوا عائدين إلى منازلهم بينما انتشر جنود الجيش اللبناني فى الشوارع تحسباً لأي اضطرابات على خلفية تسليم القرار الاتهامي حول القضية المثارة منذ 2005.
جاء ذلك فى الوقت بعد ساعات من بيان نشره البيت الأبيض الاثنين، وأعلن فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن تسليم القرار الاتهامي في لاهاي يمثل «خطوة حاسمة نحو إنهاء عهد الإفلات من العقاب في لبنان»، داعياً إلى الهدوء وتطبيق العدالة للشعب اللبناني على حد تعبيره، فيما أعربت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون عن ثقتها بأن المحكمة الدولية ستواصل العمل «وفقاً لأعلى معايير استقلالية ونزاهة القضاء».
وتزامن ذلك مع تحذيرات أطلقتها الحكومة السعودية لتنبيه القوى السياسية في لبنان من مخاطر وقوع فتنة واضطرابات بعد سقوط حكومة زعيم تيار المستقبل سعد الحريري.
وفي بيان نشر في ختام اجتماعه الأسبوعي الاثنين، دعا مجلس الوزراء السعودي «الأشقاء في لبنان للعمل سويا للحفاظ على وحدة البلد وأمنه واستقراره ، والبعد به عن مخاطر الفتنة والاضطرابات السياسية».