واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصحفيين بشكل مباشر يوم الخميس، في مؤتمر صحفي شامل نفى فيه وجود أية تعاملات له في روسيا وهاجم وسائل الإعلام لكونها «سلبية وغير أمينة».
ووجه ترامب ضرباته لوسائل الإعلام متنقلا من موضوع إلى آخر ولكنه ركز بصفة خاصة على إذاعتها لتقارير عن تسريبات استندت إلى مصادر مجهولة عن اتصال أناس مقربين منه بالروس خلال الحملة الانتخابية.
وقال إن تلك التقارير هي «أخبار زائفة»، مشيرا إلى أنه سيحقق في التسريبات، التي قال إنها «إجرامية».
ويشار إلى أن تلك التسريبات هي الأساس التي استندت إليه تقارير إخبارية نقلا عن مصادر لم يتم الكشف عنها في أعقاب الإطاحة بمستشار الأمن القومي مايكل فلين في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وجددت تلك التقارير الشبهات في أن ترامب ومساعديه تواصلوا مع الروس أثناء حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية التي شابتها عملية اختراق إلكتروني لنظام حاسوب اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي.
وخلصت أجهزة استخباراتية أمريكية إلى أن روسيا هي التي تقف وراء الاختراق الالكتروني ضمن حملة بتوجيه من الكرملين.
وجاءت استقالة فلين على خلفية تقديمه معلومات وصفت بـ«المضللة» لنائب الرئيس مايك بنس حول اتصالات له مع السفير الروسي في غضون أيام من الأوامر التي أصدرها الرئيس السابق باراك أوباما بفرض عقوبات على روسيا بسبب تدخلها في الانتخابات.
وقال ترامب إنه طالب باستقالة فلين لأنه لم يكن سعيدا بما قاله لبنس إلا أنه ذكر أن فلين لم يكن مخطئا.
وحاول ترامب إخماد الشكوك بشأن التسريبات التي أثيرت حول علاقات إدارته بروسيا بالقول بانه لا توجد له املاك أو عليه أي قروض أو له صفقات في روسيا.
وقال ترامب إن الحديث عن «روسيا نوع من التدليس ... ليس لدي أي علاقة مع روسيا. وعلى حد علمي، ليس هناك علاقة كذلك مع أي شخص ممن أتعامل معهم.»
وأوضح ترامب أن المكالمتين اللتين تلقاهما من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كانتا لتهنئته على انتخابه: «بشكل لطيف للغاية» والأخرى بمناسبة تنصيبه.
ودعا أعضاء بالكونجرس إلى فتح تحقيق في تلك المسألة قائلين إنهم غير مقتنعين بأن كلمات ترامب كافية لتبديد الاشتباهات بشأن العلاقة مع روسيا.
وقال السيناتور الديمقراطي ديك دوربين لشبكة (سي إن إن) إن ترامب على ما يبدو يرفض تدخل روسيا في الانتخابات ويحاول تصوير ذلك بأنه من اختلاق الإعلام.
وأضاف: «هناك أدلة على أن روسيا حاولت التأثير على نتيجة الانتخابات. نحتاج إلى جلسة استماع عامة بشأن ذلك».
ونفى ترامب أيضا التقارير الإخبارية عن «فوضى» سادت البيت الأبيض أثناء تشكيل حكومته.
وتعهد ترامب بالرد على الحكم ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره حول الهجرة بحلول الأسبوع المقبل، ولكنه لم يكشف عن مزيد من التفاصيل.
وكانت الإدارة الأمريكية قد دخلت في معركة قانونية للدفاع عن الامر، الذي علق بشكل مؤقت برنامج الولايات المتحدة للاجئين ومنع دخول مواطني سبع دول ذات اغلبية مسلمة.
ولكن ترامب قضى معظم الوقت في شن هجوم شديد القسوة ضد وسائل الإعلام لإعدادها تقارير «غير أمينة» مضيفا أن المعاملة التي تلقاها من وسائل الإعلام كانت أبعد بكثير مما توقع.