سمير فريد.. ناقد زاده السينما ( ملف خاص)

كتب: اخبار, ريهام جودة الخميس 16-02-2017 21:28

جاء تكريم مهرجان برلين السينمائى فى دورته رقم 67 التى تستمر حتى يوم 19 فبراير الجارى للناقد السينمائى الكبير سمير فريد ليضاف إلى سلسلة تكريمات عالمية حصل عليها رائد النقد السينمائى وعميد النقاد العرب من كبرى المهرجانات مثل كان ونيودلهى ودبى وغيرها. سنوات طويلة والأفلام المصرية غائبة عن خريطة المهرجانات السينمائية الدولية نتيجة أزمات عديدة مرت بها الصناعة وظل سمير فريد بمفرده ممثلا لمصر فيها بمشاركاته وكتاباته النقدية عن الأفلام بكافة لغاتها داخل مصر وخارجها. اهتمت المهرجانات بما يكتبه وينشره من نقد ومن آراء فنية .استفادت المهرجانات العربية من خبرته السينمائية الطويلة ولم يتأخر عن مساعدتها بالرأى والنصيحة والكتب التى ينسجها بقلمه. مشوار نقدى وسينمائى حافل بدأه فريد عقب تخرجه من قسم النقد بالمعهد العالى للفنون المسرحية مطلع الستينيات عبر آلاف المقالات اليومية والأسبوعية فى كبرى الإصدارات المصرية والعربية والعالمية وعشرات الكتب التى تذخر بها المكتية السينمائية العربية والتى يصل عددها إلى 70 كتابا تقريبا فى النقد السينمائى يحلل فيها الأفلام ويرصد هموم الصناعة. مقال «صوت وصورة» الذى يكتبه بانتظام فى «المصرى اليوم» منذ أعدادها الأولى يتصدر قائمة المقالات الأكثر قراءة ونجح فى تحويله إلى شاشة مقروءة يتبادل فيها الآراء مع قراءة فى مختلف الأمور الثقافية والسياسية والاجتماعية.

فريد: ثوراتنا العربية ربيع وليست خريفاًتكريم سمير فريد في مهرجان برلين للسينما

فى الندوة التى أقامها مهرجان القاهرة السينمائى لمناقشة كتاب ربيع السينما العربية، كشف الناقد الكبير سمير فريد أن الكتاب يعد تعبيراً عن موقف سياسى، وهو الموقف الذى يشترك فيه مع الكثير من النقاد والسياسيين.

وقال: مازلت مؤمناً أن الثورات التى حدثت هى ربيع رغم كل المآسى الشتوية التى شهدتها ومازالت تحدث، وأرى أنه ربيع لأنه فكرة تنطوى على إرادة فى التغيير الحقيقى، وأضاف: هذه الثورات كانت حرة لم ينظمها حزب أو فرد. وشبه فريد هذا الربيع بسقوط جدار برلين الذى كان الهدف الرئيسى منه الرغبة فى التغيير.

وواصل: هذه الثورات كانت تهدف بالأساس إلى الرغبة فى التغيير الحقيقى والرغبة فى الحرية.

رئيس الاتحاد الدولى للنقاد: تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأفلامتكريم سمير فريد في مهرجان برلين للسينما

«سمير فريد واحد من أهم نقاد السينما البارزين فى العالم العربى، ويعتبر خبيرا سينمائيا تأخذ بآرائه حول العالم وهو الناقد الذى رافق مهرجان برلين لعقود طويلة، حيث بدأ مسيرته فى عالم النقد الصحفى من خلال جريدة الجمهورية المصرية فى عام 1965 ومسيرته الفنية ممتدة لأكثر من 38 عاما»، هكذا وصف مهرجان «برلين» الناقد الكبير، مبرزا أهمية وقيمة الجائزة التى تُعد المرة الأولى التى يفوز فيها ناقد سينمائى بها، وأول شخصية من مصر والعالم العربى وأفريقيا. وفى حفل خاص أقامه المهرجان على شرف الناقد الكبير أكد الناقد الألمانى كلاوس إيدر، رئيس الاتحاد الدولى للنقاد، أن «فريد» تعلم أن يجعل عينه حادة وبارعة فى قراءة الأعمال السينمائية.

إلهام شاهين: قاموس المُخرِجات أحدث إصداراتهإلهام شاهين - صورة أرشيفية

كشفت الفنانة إلهام شاهين، رئيس شرف مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة، أن المهرجان سوف يصدر كتابا جديدا للناقد الكبير سمير فريد ضمن مطبوعات الدورة الأولى للمهرجان التى تنطلق يوم 20 فبراير الجارى بعنوان «قاموس المخرجات فى السينما العربية».

وقالت إلهام: نحن سعداء لأن مطبوعات مهرجان أسوان ستتضمن هذا الكتاب الهام الأول من نوعه لناقد كبير بحجم سمير فريد، وأن ذلك يعطى المهرجان نوعا من الدعم الذى يحتاجه فى دورته الأولى. وهو الذى رشح للمهرجان فيلم «ليلى بنت الصحراء» ليعرض فى الافتتاح. وأضافت: كتاب «قاموس المخرجات فى السينما العربية» يعرف بجميع مخرجات الأفلام الروائية الطويلة فى جميع الدول العربية منذ بداية السينما وحتى الآن، ويتضمن سيرة وأفلام كل مخرجة، مما يجعله المرجع الشامل للمعلومات عن مخرجات السينما العربية.

عمرو واكد: تكريمه حدث تاريخىعمرو واكد - صورة أرشيفية

أعرب الفنان عمرو واكد عن سعادته بتكريم الناقد الكبير سمير فريد فى مهرجان برلين ومنحه كاميرا البيرانالى وقال لـ«المصرى اليوم» إن سبب سعادته بتكريم فريد لأنه أول عربى ومصرى وأفريقى يتسلم هذه الكاميرا والجائزة المهمة والكبيرة فى حدث تاريخى. وأضاف «واكد»: إن تكريم سمير فريد حدث مهم فى تاريخ السينما المصرية وحدث أهم فى تاريخنا كسينمائيين، مشيرًا إلى أن السينما كصناعة عليها أن تستفيد من هذه الجائزة التى شرفت السينما المصرية. وتابع: «عندما أقدم فيلما أو أشترك فى أى مهرجان فى العالم أذهب بعد المشاركة وعرض أفلامى وأنتظر كتابة مقالاته عنها، لأننى حريص كل الحرص على قراءة مقالاته بانتظام عن أعمالى وعن السينما المصرية والعالمية، فهو مرجع قوى وشخصية مثالية وفنية مخضرمة، فأنا أعرفه شخصيًا فهو ناقد واع وفاهم يعرف قيمة الفن والسينما فى العالم وتأثيرها فى مصر لذلك تجده مهتما بنقل كل ما يحدث فيها لنا،المزيد

كمال رمزى:ترسانة الجدية.. آفاق الحريةكمال رمزي

الآن، اختلف مشهد النقد السينمائى عما كان عليه منذ نصف قرن.. فيما قبل تواجدت صفحات الفن فى الجرائد والمجلات، دأبت على تقديم أخبار النجوم، وصورهم، مزاجهم، مشاريعهم.. مع الأيام، خفتت تلك الاهتمامات لتفسح المجال لما هو أهم وأجدى: تقييم الأعمال الفنية، تحليلها، تفسيرها وتلمس أفكارها، إبراز عناصرها الإبداعية، بالتالى، أصبح للجرائد والمجلات نقاد متخصصون، بعد أن كان يطلق عليهم المحررون الفنيون.

عوامل عدة أدت إلى هذه النقلة الواسعة.. فى مقدمتها سمير فريد الذى تفرغ تماماً للنقد السينمائى منذ التحاقه بجريدة الجمهورية فى منتصف الستينيات.. صحيح، كان فى الساحة سعدالدين توفيق، حسن إمام عمر، عثمان العنتبلى، إلى جانب جيل جديد، مثل هاشم النحاس، صبحى شفيق، فتحى فرج.. لكن سمير فريد، جاء متفرداً فى مجاله، درس النقد وأصول الدراما، على يد مجموعة من الثقات: محمد غنيمى هلال، أستاذ الأدب المقارن، صقر خفاجة، المتبحر فى التراث اليونانى.. الأهم محمد مندور، برحابة أفقه، اتساع ثقافته، ذائقته المرهفة، فضلاً عن منهجه الاجتماعى الباحث دوما عن العلاقة المركبة بين الفن والواقع.المزيد

على أبوشادى: صديقى سمير .. أيقونة مصريةد. علي أبو شادي، الناقد السينمائي - صورة أرشيفية

لم يكن سمير فريد، وما زال، بالنسبة لى، ذلك الناقد الكبير قيمة وقامة، الذى مارس النقد السينمائى المتخصص والمنهجى منذ منتصف الستينيات وحتى الآن، والذى أكد، باستمرار، وأصر على أن يعرَّف بالناقد «السينمائى»، وليس الناقد الفنى، كما كان شائعًا، وهو من حاول طوال خمسين عامًا تكريس هذه الصفة، احترامًا منه للتخصص ولمهنته التى زاولها منذ تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية عام ١٩٦٥، وانطلق منذئذٍ يكتب عن السينما فى صحيفة الجمهورية التى اختارها بدلًا من صحيفة الأهرام التى رشِّح للعمل بها حيث كان يعمل والده الصحفى الكبير سعيد فريد خشية أن يحسب نجاحه، أو فشله، على أبيه، ومنذ أن التحق سمير بالجمهورية ناقدًا متخصِّصًا وعمره لا يتجاوز الثانية والعشرين، ظل وفيًا لها حتى اليوم رغم تراجعها فى فترات كثيرة!المزيد

طارق الشناوى: سمير فريد ومتعة الخلافطارق الشناوي - صورة أرشيفية

اسمه عند كثيرين ممن يمارسون النقد السينمائى فى العالم العربى صار مرادفاً للمهنة، أحد أهم النقاد فى الساحة ممن يتعاطون مع الكلمة المطبوعة على مدار خمسة عقود من الزمان وبغزارة ودأب وإصرار وتحد، لم يكتف بهذا القدر بل كان فاعلاً فى الحياة السينمائية، من خلال مشاركته فى اللجان ورئاسته لبعضها وإقامته عدداً من المهرجانات، كما أنه، وهذا هو المفتاح الذى تطل منه عليه، دائما ستجده يقف فى أول الصف مدافعا شرسا عن الحرية والتى يراها ينبغى أن تمنح للجميع، وليس فقط ممن يتوافقون معه فكريا أو سياسيا، لم أضبطه يوما صامتا أمام أى اعتداء لكبت الآراء يمارس على الفنانين أو الكتاب والصحفيين. لا أنكر أننا لا نتفق كثيرا وليس فقط قليلا فى تناول العمل الفنى أو فى الدفاع عن توجه ما أو قرار يتحمس له أو جائزة يمنحها، وغيرها من أمور تجرى فى حياتنا الثقافية، ولكن لم يحدث، وهذه كلمة حق، موثقة بالعديد من المواقف، أن امتد الاختلاف فى وجهات النظر إلى خلاف شخصى، على العكس تماما عندما نلتقى، خاصة خارج مصر، لأن اللقاء فى مصر نادر، بمجرد أن ألتقيه لا يتبقى سوى الدفء، فى اللجان التى تجمعنا أحيانا أتحمس لرأى يقف على الجانب الآخر تماما من رأيه، ولكن المشاعر الإنسانية كانت ولاتزال لا تعرف سوى الحب. عندما بدأت ممارسة مهنة النقد السينمائى فى منتصف الثمانينيات كان قد سبقنى عشرات من الأسماء التى حققت لمعاناً وشهرة وحضوراً، وكان لها خصوصية فى الكتابة، أذكر منهم سامى السلامونى ورؤوف توفيق ومصطفى درويش ورفيق الصبان وكمال رمزى وعلى أبوشادى وإيريس نظمى وأحمد صالح وخيرية البشلاوى ويوسف شريف رزق الله وأحمد رأفت بهجت وآخرين، كل منهم كان له مذاق خاص، ولكن وجدت أن أكثر ناقدين يقفان كطرفى نقيض فى المنهج والأسلوب وأيضا فى تفاصيل التعامل مع الحياة، هما سامى السلامونى وسمير فريد. السلامونى نموذج للكاتب والناقد الذى لا يعنيه سوى المهنة وما يكتبه على الورق، ولا أتذكر أننا رأيناه يوما يرتدى بدلة وكرافت مهما كانت خصوصية المناسبة، بينما سمير متأنق فى ملبسه وأسلوبه، فهو يحرص على الصورة الذهنية للناقد.المزيد