أفادت تحقيقات نيابة السيدة زينب فى واقعة شروع عبده عبدالمنعم جعفر، صاحب مطعم فول وطعمية بالإسماعيلية، فى الانتحار بإشعال النيران فى نفسه أمام مجلس الشعب صباح الاثنين بأنه يمتلك مطعماً فى منطقة القنطرة غرب، وحدث خلاف بينه ومسؤولى الإدارة المحلية فى المحافظة على حصته من الخبز المدعم، وأنه حضر من الإسماعيلية مساء الأحد، وأقام فى أحد الفنادق بمنطقة الحسين لمدة ليلة، وذهب صباح الاثنين إلى مجلس الشعب بعد حصوله على جركن من أحد الأشخاص، وتوجه إلى إحدى محطات الوقود وملأه بالبنزين، واستقل سيارة أجرة وطلب من سائقها الذهاب إلى مجلس الشعب، وهناك أخذ يصرخ ويردد عبارات تفيد اضطهاده من المسؤولين فى محافظته، ثم سكب البنزين على نفسه وأشعل النيران بولاعة كان يحتفظ بها.
تبين من التحقيقات التى أجراها أحمد هريدى، ومحمد محب، وكيلا أول النيابة، برئاسة أحمد الأبرق، تحت إشراف المستشار ممدوح وحيد، المحامى العام الأول لنيابات جنوب القاهرة، أن الإدارة المحلية فى الإسماعيلية خصصت حصة من الخبز لكل مواطن يتم تسلمها أسبوعياً، وأن جعفر «49 سنة» حاول استبدال مكان تسلم الخبز من الإدارة المحلية إلى قريته لكنه فشل، فقرر التخلص من حياته بالحضور إلى القاهرة وإشعال النيران فى نفسه.
واستمعت النيابة إلى أقوال «جعفر» الذى يتلقى العلاج فى مستشفى المنيرة، وبدأ كلامه بترديد بعض العبارات التى تم إثباتها فى محضر التحقيقات، وقال إنه يمر بأزمة نفسية وشعر بالاكتئاب مما يحدث له فى محافظته بعد أن فشل فى الحصول على الخبز المدعم، موضحاً أنه توجه الأربعاء الماضى إلى الإدارة المحلية لاستبدال مكان تسلم حصته من الخبز إلى قريته، وقدم طلباً بذلك وظل المسؤولون يماطلونه، وفشل فى تحقيق رغبته، فقرر التخلص من حياته فحضر إلى القاهرة واستيقظ مبكرا يوم الحادث وتناول إفطاره فى منطقة الحسين وكوبا من الشاى واستقل سيارة أجرة وتوجه بها إلى مجلس الشعب، مشيراً إلى أن والدته مسنة، ولديه أطفال مسؤول عن الإنفاق عليهم.
وتسلمت النيابة التقرير الطبى المبدئى من المستشفى، الذى أفاد بأنه مصاب بحروق بنسبة 15% فى الوجه والرقبة واليدين والقدمين، وأمرت النيابة بتحريز الملابس، وجركن البنزين وإرسالها إلى مصلحة الأدلة الجنائية، وعرضها على الطب الشرعى لمعرفة المادة المستخدمة فى إشعال النيران، ثم تحفظت النيابة على 3 أقراص مخدرة، عثرت عليها داخل ملابسه.