دماء ودمار وحرائق فى معركة الشرطة و«ألتراس» الأهلى

كتب: إيهاب الخطيب, إيهاب الفولي الأربعاء 07-09-2011 17:48


تحول ملعب استاد القاهرة، مساء الثلاثاء، إلى ساحة قتال، بعدما اشتبكت قوات الأمن المركزى مع جماهير الألتراس الأهلاوى عقب انتهاء مباراة الأهلى وكيما أسوان فى دور الـ32 لكأس مصر، التى انتهت بفوز الفريق الأحمر بأربعة أهداف للاشىء، ولم تقف الأحداث داخل ملعب المباراة فقط، بل امتدت الاشتباكات بين الطرفين إلى منطقة عمارات العبور المحيطة باستاد القاهرة فى شارع صلاح سالم، مما أسفر عن زيادة عدد الإصابات، حسب تقرير وزارة الصحة، إلى 130 شخصاً من الطرفين، تم إسعاف بعضهم فى منطقة الأحداث، فيما تم نقل الباقين إلى مستشفيات الشرطة والمقاولون العرب ومعهد مدينة نصر والتأمين الصحى.


وأسفرت الاشتباكات أيضاً عن حرق الجماهير عدداً من سيارات الشرطة والسيارات الخاصة، فضلاً عن إحداث بعض التلفيات بالبوابات الخاصة باستاد القاهرة، كما قامت الجماهير بقطع طريق صلاح سالم حتى تم تفريقهم بالقوة وإعادة حركة المرور لطبيعتها إلى شارع صلاح سالم.


بدأت شرارة الأحداث عندما قامت جماهير الألتراس الأهلاوى بترديد هتافات معادية لمبارك وحبيب العادلى، ثم تلتها بترديد الألفاظ نفسها للجنود والقيادات الحالية لوزارة الداخلية، فضلاً عن قيام بعض الجماهير باستثارة الجنود بجذب العصىّ والهراوات منهم، وقيام البعض بإلقاء بعض القاذورات عليهم، مما أدى إلى إصدار القيادات الأمنية الموجودة بالاستاد أوامرها للجنود بإخلاء مدرجات الدرجة الثالثة من الجماهير عقب المباراة، وفى هذه الأثناء قام الجنود بضرب الجماهير بالعصىّ والهراوات، مما أدى إلى استثارتهم فبدأوا فى استعادة قواهم وتنظيم أنفسهم فى الممرات المؤدية للخروج من ملعب المباراة، واعتدوا بالضرب المبرح على ضباط وجنود الأمن المركزى الذين فشلوا فى الصمود أمام الجماهير المنظمة، مما أدى إلى وقوع العديد من الإصابات داخل استاد القاهرة بين صفوف قوات الأمن المركزى، والذين تم نقلهم إلى مستشفى الشرطة عن طريق سيارات الإسعاف وسيارات الأمن المركزى، لعدم كفاية سيارات الإسعاف نظراً لتصاعد الأحداث بشكل غير مسبوق باستاد القاهرة.


ولم تكتف الجماهير بما حدث وإنما خرجت فى مسيرات منظمة إلى خارج الاستاد وقاموا بتحطيم معظم البوابات وحرق عدد من السيارات الخاصة وسيارات الشرطة التى كانت موجودة فى طريق صالح سالم، مما أدى إلى هروب العديد من الجنود من أمام جماهير الألتراس.


وبدأت جولة جديدة بين الطرفين، بعدما قامت قوات الأمن بترتيب نفسها من جديد والجرى خلف الجماهير والمارة فى شارع صلاح سالم، ومطاردتهم داخل العمارات والاعتداء عليهم، ولكن بصورة أكثر شراسة هذه المرة رداً منهم على ما حدث، مما دفع الجماهير إلى التجمع وقطع طريق صلاح سالم.


وسادت حالة من الهرج فى المنطقة المحيطة بأتوبيسات اللاعبين خوفاً من امتداد الأحداث إليها، وتعرضهم للأذى إلى أن نجحت قوات الأمن فى الإسراع بإخراج اللاعبين من طريق صلاح سالم قبل قيام الجماهير بقطعه.


من جانبه، أكد سيد عبدالحفيظ، مدير الكرة بالنادى الأهلى، أن البداية لا تبشر بالخير بين الجماهير والشرطة، مؤكداً أن الأمر سيتكرر كثيراً مستقبلاً، إذا لم يتم التوصل لحلول لتهدئة الأوضاع بين الطرفين وإزالة حالة الشحن الموجودة بين الجماهير والشرطة. وأشار «عبدالحفيظ» إلى أن الألتراس الأهلاوى من العناصر التى تواجدت فى ثورة 25 يناير، وأن استثارتها تمت بعد قيام الشرطة بالاعتداء على أهالى الشهداء أثناء محاكمة الرئيس السابق وحبيب العادلى، مما أعاد الشحن بين الطرفين مجدداً. وأضاف «عبدالحفيظ»: يجب الوقوف على حقيقة ما حدث، والوصول إلى البادئ فى إشعال الأزمة، ومعاقبته سواء كان من الجماهير أو من الشرطة لتفادى حدوث هذا الأمر مستقبلاً، وحتى نضمن استمرار الدورى، لأنه لو استمر الوضع هكذا فلن تستمر بطولة الدورى، وسيؤدى الأمر إلى فشلها مبكراً.


وطالب «عبدالحفيظ» رجال الشرطة بالتحلى بالصبر أكثر من ذلك، قائلاً: لو استمر تعامل الشرطة مع الجماهير بهذه الطريقة فستستمر الأزمة بين الطرفين، وستصل الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، وناشد جماهير الكرة المصرية بجميع ألوانها التحلى بالروح الرياضية وعدم الخروج عن النص.


وحاولت «المصرى اليوم» الاتصال بأعضاء مجلس إدارة النادى الأهلى للرد والتعقيب على ما حدث، لكنهم رفضوا الرد على تليفوناتهم المحمولة.


فيما تباينت ردود الأفعال بين الجماهير عقب الأحداث بين مؤيد ومعارض. وأكد عمار فؤاد، رئيس رابطة الأهلى، أن الأمور داخل المدرجات وصلت إلى صورة لا يجب السكوت عليها، لافتاً إلى أن المخربين بدأوا يتسللون بين الجماهير. وأبدى «فؤاد» أسفه واعتذاره لوزير الداخلية منصور عيسوى عن التجاوزات التى صدرت من جماهير الأهلى تجاه قوات الأمن فى المدرجات لكنه طالب الوزير أيضاً برد حق جماهير الأهلى التى تعرضت لانتهاكات واضحة من الشرطة أثناء مطاردتها.


وأكد «عمار» أن عدداً من الجماهير اندسوا بين الجماهير العاشقة لفريقها لتنفيذ مخططات. وحمّل مسؤولين داخل النادى الأهلى المسؤولية كاملة حول وصول الأمور إلى هذه الصورة داخل المدرجات، التى تحولت إلى أداة فى أيديهم عن طريق تحريض بعض الجماهير لتقليبها على أى شىء ليس على هواهم مثلما حدث مع حسام البدرى، المدير الفنى السابق للأهلى، عندما هاجمته الجماهير لتطفيشه من النادى.


يأتى هذا فى الوقت الذى تحول فيه مستشفى الشرطة بمدينة نصر، مساء الثلاثاء، إلى ما يشبه حالات الحرب، حيث استقبل الجنود والضباط المصابين على مدار ساعتين كاملتين لإجراء الإسعافات اللازمة لهم بعد تعرضهم للضرب من جماهير الألتراس، وتوافد معظمهم على كراسى متحركة بواسطة سيارات الأمن المركزى.


وأعلن المستشفى حالة الطوارئ، وتم استدعاء جميع الأطباء والممرضين لمواجهة الأعداد الكبيرة التى توافدت على المستشفى لتلقى العلاج، والتى وصلت إلى 72 حالة تعرضت للإصابة ما بين جروح وكدمات وكسور.


وسيطرت حالة من الحزن على قيادات المستشفى بسبب وقوع هذا العدد الكبير من الإصابات فى مباراة كرة قدم، وأبدوا استياءهم الشديد مما تعرضوا له على أيدى الجماهير.


وحاولت «المصرى اليوم» إجراء بعض الحوارات مع المصابين بالمستشفى لكنهم رفضوا الحديث. وأشاروا إلى أن لديهم تعليمات بعدم الحديث، وقصر الأمر على البيانات التى تصدرها العلاقات العامة بوزارة الداخلية.