بسبب إيمانه بما رآه في السينما من رسالة أخلاقية واجتماعية للارتقاء بالمجتمع كان حرص الفنان حسين صدقى على اختيار أدوار وأفكار تتسق وقناعاته الأخلاقية، وقد عرف عنه التزامه الدينى لنشأته في أسرة متدينة، ومما لا يعرفه البعض أنه كانت تربطه علاقة وثيقة بالإخوان، بدءاً بحسن البنا وانتهاء بسيد قطب، ذلك أن منزله في الحلمية كان على مقربة من مقر الجماعة الأول.
وروى أن صدقى وزوجته كانا في زيارة لـ«قطب» في المستشفى قبل إعدامه بأيام وكانت زوجته تلح عليه لترك الفن، وفى هذه الزيارة عرض صدقى الأمر على سيد قطب أثناء زيارتهما له، وكانت المفاجأة أن قطب لم يشجع صدقى على ترك الفن،وقال له:«إن الحركة الإسلامية محتاجة لفن إسلامى وإننى أكتب عشرات المقالات، وأخطب عشرات الخطب، وبفيلم واحد تستطيع أنت أن تنهى على ما فعلته أنا أو تقويه» لذلك فإننا نقف على هذا المعنى في أفلام صدقى حيث الاهتمام بالقضايا المجتمعية مثل مشكلة العمال في فيلمه «العامل» ومشكلة تشرد الأطفال في فيلمه «الأبرياء».
وكان قدم ٣٢ فيلماً واعتزل في الستينيات وأوصى أبناءه الثمانية «خمسة ذكور وثلاث بنات» بحرق ما يصل إليهم من أفلامه وكان صدقى بدأ حياته الفنية بفيلم«تيتاوونج»فى ١٩٣٧ إخراج أمينة محمد، ثم أسس شركة «أفلام مصر الحديثة» وكانت باكورة إنتاجها فيلم «العامل» إلى أن اعتزل السينما في الستينيات وهو مولود في ٩ يوليو ١٩١٧ وتوفى «زي النهارده» في ١٦ فبراير ١٩٧٦ومن أفلامه «عمر» و«جميلة» و«العزيمة» و«ليلى» و«شاطئ الغرام» و«ليلة القدر» و«الحبيب المجهول» و«خالد بن الوليد».