أثار انتخاب حركة حماس، القيادى يحيى السنوار، أحد مؤسسى جناحها العسكرى، والذى أدرجته واشنطن على قائمة الإرهاب في سبتمبر 2015، رئيسًا لمكتبها السياسى في قطاع غزة، خلفًا لإسماعيل هنية، حالة غضب إسرائيلية وتهديدات بشن حرب جديدة على قطاع غزة.
وكانت الولايات المتحدة أدرجت في سبتمبر 2015، اسم السنوار على لائحتها السوداء «للإرهابيين الدوليين» بموجب القرار التنفيذى رقم (13224)، إلى جانب قياديين آخرين من «حماس»، وهما روحى مشتهى ومحمد الضيف، واتهمتهم بالتورط في أعمال إرهابية، وبمواصلة الدعوة لخطف جنود إسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد صنفت حركة «حماس» تنظيماً إرهابية في 8 أكتوبر1997. وأمضى السنوار 24 عاماً من حياته داخل السجون الإسرائيلية، ويعد من أبرز المعتقلين المفرج عنهم في إطار صفقة «شاليط» لتبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل عام 2011.
ونقلت الإذاعة العبرية، صباح الثلاثاء، عن القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسرائيلى، يوفال شتاينتس، قوله: «إن المواجهة القادمة مع حركة (حماس )، مسالة وقت»، واعتبر أن انتخاب السنوار لقيادة الحركة «خطر للغاية بسبب اتسامه بالاندفاع»، وقال: «كلما تتعززت مكانته يزداد الخطر الذي يشكله السنوار»، محذرًا من أن قائد «حماس» الجديد، قد يرد بالهستيرية لما له من «خيالات جهادية»، مضيفاً أنه لا يوجد شريك في الجانب الفلسطينى وأنه لا فرق بين «حماس» و«داعش».
ونقل موقع «والا» الإسرائيلى عن رئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلى أفى ديختر، قوله إنه يتعين على إسرائيل تعزيز قدراتها لتدمير البنية التحتية لـ«حماس» بعد انتخاب السنوار، وأضاف: «من اليوم أصبح زعيم (حماس) في غزة شيخ القتلة، علينا الآن تعزيز المزيد لتدمير البنية التحتية الإرهابية للحركة لأن استخدامها قد يكون في وقت أقرب مما نتوقع».
وقالت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إن انتخاب السنوار زعيماً جديداً للحركة يعد صفعة جديدة للعلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية ولآمال المجتمع الدولى في تحقق السلام في الشرق الأوسط، ولكنه في الوقت نفسه، لا يعنى بالضرورة إمكانية حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة، وأضافت الصحيفة أن «السنوار»، مقاتل عصابات، متورط في عمليات قتل ممنهجة للفلسطينيين المتهمين بالتعاون مع المخابرات والشرطة وغيرهما من الأجهزة الإسرائيلية أثناء الانتفاضة الأولى.
وقال آفى سخاروف، محلل الشؤون الفلسطينية في موقع «والا» الإسرائيلى: إن الإسرائيليين ينظرون إلى هذا التطور بأنه «انتصار للمعسكر المتشدد في (حماس)». وأضاف: من المعروف أن السنوار وروحى مشتهى من الأكثر تشددا في (حماس)، وهناك مخاوف في إسرائيل من أن انتخابه، قد يكون مؤشرا على أن الأمور تسير باتجاه التصعيد. وأكد أن السنوار يفهم إسرائيل بشكل كبير جدا، وعلى نحو ملفت، ويتقن العبرية بطلاقة، ويفهم التركيبة في إسرائيل جيدا.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الثلاثاء، إن انتخاب السنوار يزيد من مخاوف حدوث مواجهات بين حماس وإسرائيل، وربما يمثل خللا في الصراع بين الغزاويين داخل القطاع، ومن يعيشون بالخارج متمثلين في رئيس المكتب السياسى للحركة، خالد مشعل، الذي يعيش في قطر، ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن انتخاب السنوار يثير تساؤلات بشأن إمكانية اندلاع حرب جديدة بين حماس وإسرائيل، مشيرة إلى أن الجانبين أخذا وضع الاستعداد. وبينما تثار توقعات بأن يعيد السنوار تحسين العلاقات مع إيران، بحثا عن إمكانية تمويل حماس، قال نائب رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، موسى أبومرزوق إن الانتخابات الجارية لقيادة الحركة، ليس من شأنها إحداث تغير جذرى في الحركة.