تباينت التصريحات الحكومية، الثلاثاء، حول أزمة موظفى البريد، حيث أكدت مصادر حكومية أن الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، يدرس إقالة الدكتور طارق السعدنى، رئيس الهيئة القومية للبريد، لامتصاص غضب العاملين بالهيئة، بينما نفى الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إقالة السعدنى أو تقدمه باستقالته.
وقالت المصادر الحكومية لـ«المصرى اليوم» إن «شرف» يدرس إقالة «السعدنى»، لامتصاص غضب العاملين بالهيئة، على خلفية الإضرابات التى نظمها العمال والموظفون نتيجة لعدم الاستجابة لمطالبهم وتحسين أحوالهم المعيشية.
وأضافت المصادر - طلبت عدم ذكر أسمائها - أن السعدنى كان متواجداً فى الخارج حتى الثلاثاء رغم تفاقم أزمة العاملين بمكاتب المحافظات. وأكدت أن «شرف» سيلتقى خلال ساعات مع ممثلين عن موظفى البريد المضربين فى الأقاليم للوصول إلى حلول لمشاكلهم.
وأرجعت المصادر تجدد المطالب الفئوية وإضرابات العاملين ببعض أجهزة ومصالح الدولة إلى عدم الاستجابة لمطالبهم واستمرار الفجوة بين رواتب العاملين بالحكومة، وعدم حدوث تغيير بعد الثورة.
من جانبه، أكد الدكتور محمد سالم، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أنه اجتمع مع «السعدنى»، عقب وصوله من الولايات المتحدة، الثلاثاء، لوضع حل «فورى» للإضرابات المتوالية لموظفى البريد، نافياً ما تردد حول إقالة «السعدنى» أو تقدمه باستقالته.
من جهته، أكد الدكتور محمد معيط، مساعد وزير المالية لشؤون التأمينات الاجتماعية والمعاشات، أن وزارة المالية لم يتم إبلاغها بأزمة «البريد» لصرف المعاشات، من خلال مكاتبها فى المحافظات. ولفت إلى تحويل أموال المعاشات «2 مليار جنيه» منذ أكثر من 5 أيام لصرفها إلى المستحقين فى موعدها يومى 10 و20 من الشهر الجارى.
فى سياق متصل، تصاعدت أزمة العاملين بالبريد فى عدد من المحافظات، الثلاثاء، احتجاجاً على مماطلة «الهيئة» وعدم الاستجابة لمطالبهم فى صرف الحوافز وتحسين الخدمات وتعيين العمالة المؤقتة، وطالبوا بإقالة الدكتور طارق السعدنى، رئيس الهيئة القومية للبريد، وإقالة جميع المستشارين ومحاسبة الفاسدين. ففى الدقهلية واصل العاملون بنحو 83 مكتباً، تشمل «أجا والسنبلاوين وميت غمر وتمى الأمديد» إضرابهم عن العمل، وطالبوا بمساواتهم مع العاملين بالشركة المصرية للاتصالات، ورفع الحوافز إلى 200٪ وصرفها على الراتب الشامل وليس الأساسى، بينما تجمهر المواطنون أمام المكاتب ونشبت اشتباكات مع الموظفين، وحاول عدد من المواطنين اقتحام مكتبى بريد أجا وميت غمر.
من جانبه، انتدب الحاكم العسكرى بالمحافظة قوة من الجيش إلى مكتب بريد ميت غمر لتأمينه، بعد محاولة المواطنين اقتحامه مرتين ورشقه بالحجارة، مما تسبب فى تحطيم النوافذ.
يذكر أن وزير الاتصالات أصدر قراراً بإقالة رئيس هيئة البريد بمنطقة جنوب الدقهلية، وأسند أعمالها إلى خالد عباس، نائب رئيس الهيئة، وكلفه مع شريف بطيشة بالاجتماع بالموظفين والاستماع إلى مطالبهم والعمل على حلها، كما أرسل الوزير فاكساً طالب فيه باختيار 2 من الموظفين من كل منطقة لعرض مشاكلهم عليه فى الوزارة اليوم والعمل على حلها.
وفى الأقصر أضرب العمال والموظفون، وعطلوا العمل فى 93 مكتباً على مستوى المحافظة، وطالبوا بزيادة الحوافز وتثبيت العمالة المؤقتة. وشهد مكتب بريد الأقصر الرئيسى، بجوار ساحة مسجد أبوالحجاج، تجمهر العشرات من مستحقى المعاشات، الذين رفضوا المغادرة، ونظموا وقفة احتجاجية مضادة للموظفين ورددوا هتاف: «حسبنا الله ونعم الوكيل»، فيما اكتفت النساء المتعاملات مع المكتب بالجلوس أمام البوابة، وناشدن الموظفين صرف أموالهم ومعاشاتهم. وقال شوقى جادالمولى، «66 سنة»: أنتظر صرف المعاش بفارغ الصبر، لشراء ملابس ومستلزمات المدارس. وناشد المجلس العسكرى التدخل لمساعدة الآلاف من أصحاب المعاشات، الذين يمرون بظروف صعبة وليس لهم مورد سوى المعاشات.
وفى بنى سويف، واصل أكثر من 100 موظف اعتصامهم أمام مقر منطقة البريد، بشارع عبدالسلام عارف، وتم إغلاق حوالى 7 مكاتب بمركزى ناصر والواسطى. وطالب المعتصمون بإقالة رئيس الهيئة، وصرف حافز الإثابة بنسبة 200٪، وتحويل نظام الهيئة من جهاز خدمى إلى جهاز مصرفى استثمارى، وإعادة هيكلة الأجور على أن تكون العلاوة الدورية بحد أدنى 7٪ من الأساسى، وصرف المنح على الراتب الشامل.
وفى كفرالشيخ، علق الموظفون إضرابهم لحين مقابلة محمد سالم، وزير الاتصالات، المحدد لها اليوم بمكتبه. وأعلن طارق جميل، أحد العاملين، أن وزير الاتصالات أرسل لهم فاكساً وطالبهم بإرسال وفد لمقابلته ومناقشته فى مطالبهم. وأوضح أنه حال فشل المفاوضات سيتم التصعيد والعودة للإضرابات والاعتصامات بدءا من الغد، حتى يحصل العاملون على حقوقهم العادلة- حسب قوله.
وواصل العاملون فى بريد البحر الأحمر إضرابهم عن العمل، واعتصم بعضهم فى المكتب الرئيسى بالغردقة، وطالبوا مجلس الوزراء بالتدخل للاستجابة إلى مطالبهم.
وفى البحيرة، تجمع نحو 600 من العاملين بالبريد على مستوى المحافظة أمام المكتب الرئيسى فى دمنهور، وطالبوا بزيادة الحوافز وتثبيت العمال المؤقتين، فيما تجمع عدد من المواطنين أمام المكاتب المغلقة للمطالبة بصرف المعاشات. وأجرى المهندس مختار الحملاوى، محافظ البحيرة، اتصالات بقيادات الهيئة لإقناعهم بالعودة للعمل حرصاً على مصلحة المواطنين.