قالت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، إن وضع التونسيين الذين عانوا من تفشي الفساد والحرمان الاقتصادي على مدى عقود، هو ما أدى إلى الإحباط الذي دفع بهم إلى الشوارع، وذلك على الرغم من القيود الشديدة على حرية التعبير والتجمع المفروضة عليهم من قبل حكومتهم، وأكدت أنه يشبه وضع الجمهوريات العربية الأخرى.
وأضافت المجلة، في تقرير لها، الاثنين، بعنوان «الفجر الكاذب للجمهوريات العربية»، أنه لا شك أن قادة الجمهوريات الأخرى في المنطقة يشعرون بالقلق وهم يرون أثار الانتفاضة التونسية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ولفتت المجلة إلى أنه بالرغم من تصور الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، أن الحكم الجمهوري سيحرر البلاد من أغلال الاستعمار، وسيجعلها محققة لرغبات شعوبها، إلا أنه بالنظر إلى قائمة الدول التي طبقت هذه الأفكار، في إشارة إلى مصر، واليمن، وليبيا، والعراق، سيتضح من هي الدول الفاشلة والاستبدادية في الشرق الأوسط.
وأوضحت المجلة أن الخليج، الذي يحكمه مجموعة من الأمراء والملوك، يقدم المسار الأكثر إلحاحاً للعالم العربي، مشيرة إلى أنه بالرغم من عدم وجود ديمقراطية خليجية على النمط الغربي، إلا أن الشباب العربي الموهوب يتدفق إلى هذه المنطقة من العالم العربي بحثاً عن حياة أفضل.
وأشارت المجلة إلى تسجيل دولة الإمارات العربية المتحدة لمعدلات أعلى من الجمهوريات العربية في عدة مؤشرات للتنمية البشرية، مؤكدة أن ممالك الخليج أثبتت أنها أكثر مهارة في توجيه مواردها الطبيعية، وتطوير رأس المال البشري، من نظرائهم «الجمهوريين».
وأكدت المجلة أن الجمهوريات العربية أعطت سمعة سيئة لسلطة الشعب، مشيرة إلى أن الأمر سيستغرق عقوداً لمعالجة الضرر الذي خلفته أفكار جمال عبد الناصر على مصر وسوريا، مضيفة أنه من السابق لأوانه الحديث عن مدى تأثير الانتفاضة التونسية.
ولفتت المجلة إلى رغبة البعض في حلول موجة من الديمقراطية تجتاح منطقة الشرق الأوسط، حاملة معها الحكم الرشيد والتنمية الاجتماعية، مؤكدة أن معظم العرب يرغبون في حياة كريمة وآمنة، مؤكدة أن هذا هو ما تقدمه دول الخليج.