صلاح والنني.. «على لون أنديتكم ترزقون»

كتب: محمد البرمي السبت 11-02-2017 14:51

«على لون أنديتكم ترزقون».. جملة تنطبق على محترفي مصر ممن لم يحظوا بفرصة اللعب للأهلي والزمالك، فلا للأبيض انتموا أو للأحمر، لذا لم يجدوا جماهير تتصدى للدفاع عنهم طوال الوقت، حتى لو حققوا مثل ما حققه محمد صلاح، لاعب تشيلسي السابق وروما الحالي، ومحمد النني، لاعب بازل السابق وأرسنال الحالي، رغم أنهما في بداية مشوارهما الكروي.

*«ملوش ضهر»..

أكثر الجمل التي يرددها جمهور الكرة المصرية حينما تتحدث عن اللاعبين المحترفين، ففي بطولة أفريقيا الأخيرة وبمجرد إعلان المنتخب إصابة شريف إكرامي، حارس الأهلي، بدأت الشائعات تطاله «مش مصاب. بيتمارض. عرف أنه الحارس التالت» وهكذا، ومن بعدها جاءت إصابة أحمد الشناوي، في مباراة مصر الأولى بالبطولة أمام منتخب مالي، وعلى الرغم من أن كل الأسباب المنطقية تُنصف كلا اللاعبين، إلا أن كل منهما كان لديه جمهور كبير يدافع عنه.

وتكرر هذا الأمر بعد أيام قليلة فقط، عندما تحدث مدرب حراس المنتخب أحمد ناجي، عن شريف إكرامي، بأنه لم يكن مصابًا، ووقتها اتفق جمهور الناديين ضد أحمد ناجي «الأهلاوي»، واتهموه بمجاملة «الحضري»، وأن الحمل التدريبي الزائد سبب الإصابات.

وفي الحالتين، وجد لاعبو الأهلي والزمالك من يدافع عنهم، بينما بقي الثنائي محمد صلاح ومحمد النني، خاصة الأخير في مرمى سهام الجماهير، دون أن يتطوع سوى القليل للدفاع عنهما.

*نجوم خارج القطبين

الجمهور الذي وصف الفريق القومي بأنه «منتخب باصي لصلاح»، وهذا إن دل فيؤكد تأثير لاعب روما الكبير، اتهمه البعض بأنه يخشى على نفسه من الإصابة ويبتعد عن الالتحامات، وهو ما يكلف الفريق دور دفاعي مهم عليه القيام به، بينما قال «ميدو»، المدير الفني لوادي دجلة، عن محمد النني «لما أشوف فينجر هسأله شايف فيه إيه»، في إشارة إلى مستواه الذي ظهر عليه في البطولة، والذي برره آخرون بأن اللاعب يؤدي مهام تم تكليفه بها من جانب الأرجنتيني كوبر.

في بطولة أفريقيا الأخيرة سجلت مصر 5 أهداف، صنع صلاح منها هدفين، سجلهما عبدالله السعيد ومحمد النني، وتكفل نجم روما بتسجيل اثنين آخرين، بينما سجل كهرباء من كرة ثابتة.

وظهر تأثير صلاح في المباراة الأولى للمنتخب أمام مالي، فعندما لم يقدم المستوى المطلوب نظرًا لعودته من الإصابة وعدم جاهزيته، ظهر المنتخب في الملعب بلا أنياب هجومية، بينما غياب النني تسبب في تراجع كبير لأداء منتصف ملعب المنتخب الوطني، وهو ما يُظهر تأثير اللاعب الكبير.

*مسيرة احترافية ناجحة لصلاح والنني

في 2012 أعلن نادي بازل الحصول على توقيع محمد صلاح من المقاولون العرب، وبعد عام في 2013 تبعه محمد النني إلى نفس الفريق، ليبدأ مشوار احترافي ومستقبل جديد للاعبين.

قضى صلاح مع نادي بازل موسما ونصف خاض خلالها 79 مباراة محرزا 20 هدفا في مختلف البطولات قبل أن ينتقل بعدها بما يقارب من 11 مليون باوند، مما يعادل 13.25 مليون يورو إلى تشيلسي في فترة لم تكن قوية بعدها ذهب إلى فيورنتينا في الدوري الإيطالي الممتاز، وسجل 6 أهداف في الدوري، ولعب مبارتين في كأس إيطاليا وسجل هدفين، وظهر في الدوري الأوروبي بقميص فيورنتينا 8 مرات، سجل خلالها هدفاً واحداً، أي أنه ظهر إجماليا 26 مرة وسجل 9 أهداف.

وانتقل صلاح بعدها إلى روما، وفي موسمه الأول سجل 2016، وصلت لـ15 هدفا منها 14 في الدوري وهدف في البطولة الأوروبية، بينما صنع 9 أهداف، واحتل خامس هدافي الدوري الإيطالي بـ14 هدفا كما حصد لقب أفضل لاعب في روما 2016.

أما النني، صاحب الـ24 عامًا، فشارك في 91 مباراة بالدوري السويسري مع فريقه بازل، وسجل معه 6 أهداف فقط، بينما شارك في 14 مباراة بكأس سويسرا، سجل بهم هدفين، كما أحرز اثنين أيضًا في 19 مباراة أوروبية.

ومع أرسنال، كانت أول مشاركة للنني ٥ مارس ٢٠١٦، وحصل على لقب لاعب الشهر في المدفعجية وقتها.

ولعب 6 مباريات وله هدف في دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة، وحقق إنجاز غير مسبوق، وهو أعلى لاعب في الدوري الانجليزى يمرر الكرة تمريرا صحيحا في مباراة واحدة بـ١٢٢ تمريرة صحيحة أمام فريق واتفورد، واستمر محمد النني على هذا الأداء، وحصل على أفضل لاعب شهر إبريل ووصل لنسبة هي الأفضل في التمرير الصحيح بواقع ٩٤٪ وفقاً لمواقع وإحصائيات نشرتها صفحة أرسنال.

*أبرز المحترفين لم يحصلوا على بصمة الأهلي والزمالك

الأرقام تؤكد أن كل من خرجوا من الأهلي والزمالك للاحتراف عادوا كما ذهبوا دون بصمة، بينما من نجحوا فقط خرجوا قبل أن يأخذوا جزءا بسيطا من النجومية، كانوا صغارًا كهاني رمزي، لاعب الأهلي الذي احترف بعد كأس العالم، وعمره ما بين 20 لـ21 عامًا، وأحمد حسام ميدو، الذي رحل عن الأبيض وهو في سن الـ17 عامًا.

فيما تضمنت قائمة الأفضل، اللاعبين الذي نالوا فرصة الاحتراف من خارج القطبين، وفي مقدمتهم محمد زيدان وأحمد حسن وأحمد المحمدي ومحمد صلاح ومحمد النني وعبدالظاهر السقا وأحمد حسن ومحمد عمارة وياسر رضوان.

*رحلات احتراف غير موفقة

وفي المقابل، لم يُكتب للعديد من لاعبي القطبين الاستمرار في عالم الاحتراف الخارجي، وجميعهم لا يختلف أحد على موهبتهم وتاريخهم مع الدوري، ومن بينهم حازم إمام ونادر السيد وسمير كمونة ومدحت عبدالهادي وأحمد بلال ومحمد شوقي وجدو وشيكابالا ورامي ربيعة وومروان محسن وصالح جمعة وأحمد حمودي وأحمد حجازي وجمال حمزة، وكذلك كهربا الذي يحاول إعادة اكتشاف نفسه في خارج مصر، من خلال ناديه الحالي الاتحاد السعودي.

وكذلك محمد بركات وحسني عبدربه وحسام غالي، الذي كان متألقاً في فينورد وتسبب ذلك في جذب انتباه أرسنال وتوتنهام له، قبل أن يذهب للثاني، لكن تصرفاته الشخصية أضاعت عليه فرصة أن يكون أحد أهم المحترفين في تاريخ مصر، ومعهم عبدالستار صبري، الذي نجح مع بنفيكا في البرتغال في البداية، لكنه خيب الآمال فيما بعد ليعود ويُنهي مسيرته في نادي الجيش.

*ملايين ونجومية فلماذا الاحتراف؟

يحصل لاعبو الأهلي والزمالك على أرقام ضخمة سنوياً، فأقل لاعب من نجوم الفريق (الصف الأول والثاني) والمؤهلين للاحتراف، يتقاضى ما بين 2 إلى 4 ملايين جنيه سنوياً، وفي حال وصل عقده لـ5 سنوات، فيحصل على مبلغ مالي ما بين 10 و20 مليون جنيه في العام الواحد، دون أن يقدم ربع ما يقدمه لاعب محترف من جهد وتدريب وغربة وغيرها.

ودون الخوض في تفاصيل أكثر حول فشل لاعبي القطبين في أوروبا، على الجماهير أن تكون أكثر عقلانية في التعامل مع اللاعبين، على قدر ما يبذلوه وليس على لون قمصانهم.