ذكرت منظمات دولية أن ثلثي الشعب اليمني تجد صعوبة في تأمين الغذاء وناشدت الأمم المتحدة تقديم 2.1 مليار دولار لتحاشي مجاعة في اليمن، بينما سيطرت القوات الحكومية على مدينة المخا الواقعة على البحر الأحمر في جنوب غرب اليمن.
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم الجمعة إن التحالف الذي تقوده السعودية كثف ضرباته الجوية على ميناء الحديدة اليمني وهو ما قد يحاصر المدنيين ويعرض للخطر العملية الإنسانية الرامية لاستيراد الإمدادات الحيوية. وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في مؤتمر صحفي في جنيف «حوصر المدنيون خلال القتال (في المخا).. ثمة مخاوف حقيقية من أن يكرر الوضع نفسه في ميناء الحديدة حيث تتصاعد الضربات الجوية على ما يبدو». ووجهت ثلاث وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء الجمعة من اجل تقديم مساعدة عاجلة لتجنب حصول «كارثة» في اليمن حيث يواجه ثلثا الشعب صعوبات في تامين الغذاء بسبب النزاع في هذا البلد.
وحذرت دراسة أجرتها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي اللذان يتخذان من روما مقرا، ومنظمة اليونيسيف، بان 17،1 مليون يمني من أصل 27,4 مليونا، يجدون صعوبة في تأمين الغذاء. ومن أصل هذا العدد، يحتاج 7,3 ملايين إلى مساعدة غذائية عاجلة، بزيادة ثلاثة ملايين عن صيف 2016، كما أعلنت الوكالات الثلاث في بيان مشترك. ولفتت الوكالات إلى أن نسبة سوء التغذية بلغت مستوى «حرجا» إذ باتت تطاول أكثر من 15% من السكان في أربع محافظات هي ابين وحضرموت وتعز والحديدة. وقال مندوب الفاو في اليمن صلاح الحاج حسن إن «سرعة تدهور الوضع والزيادة الكبيرة في عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي، أمران مقلقان جدا». ونبه مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن ستيفن اندرسون بان 7 ملايين شخص قد «لا يتمكنون من الصمود في هذا الوضع إذا ما استمر».
وتحدث مندوب اليونيسف في اليمن ميريتكسل ريلانو عن «أعلى نسب سوء تغذية لدى الأطفال سجلت حتى الآن ... وحتى إذا ما تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، ثمة مخاطر قوية بأن هؤلاء الأطفال لن يتمكنوا من النمو بصورة تامة، ما يشكل خطرا كبيرا على جيل بكامله». وطلبت الأمم المتحدة الأربعاء 2.1 مليار دولار لكي تؤمن مساعدات هذه السنة لنحو 12 مليون شخص متضررين من النزاع في اليمن أي قرابة نصف عدد سكان هذا البلد، وخصوصا أن 2.1 مليون طفل يعانون من سود تغذية حاد. من جانب أخر، أحكمت القوات الحكومية اليمنية سيطرتها بالكامل على مدينة المخا الواقعة على البحر الأحمر في جنوب غرب اليمن بعد أسابيع من المعارك مع المتمردين الحوثيين، بحسب ما أفادت الجمعة مصادر عسكرية. وقال المتحدث باسم قيادة المنطقة الرابعة محمد النقيب لوكالة فرانس برس اليوم الجمعة «انتهينا من معركة المخا والميناء تماما»، مضيفا «تم دحر المتمردين منها واجبروا على الفرار إلى منطقة يختل شمالا على بعد خمسة كيلومترات».