القذافي للتونسيين: خسرتم خسارة كبيرة و«الزين أفضل واحد لتونس»

كتب: الألمانية د.ب.أ, أ.ش.أ الأحد 16-01-2011 08:35

 

قال الزعيم الليبي معمر القذافي إنه كان يتعين على التونسيين الانتظار لحين انتهاء فترة الرئيس زين العابدين بن علي في عام 2014 وعدم التعجل في الإطاحة بالرئيس، الذي وصفه بأنه «أفضل» شخص يحكم تونس.

وفي كلمة له بثها التلفزيون الليبي مساء السبت، أوضح القذافي أنه كان من المفترض أن «يتم التحول بالتي هي أحسن»، مشيرا إلى أن تونس «تعيش في رعب وتحولت إلى دولة عصابات ونهب وسلب».

وأضاف «خسرتم خسارة كبيرة، لا يمكن إرجاعها، فالذي ابنه مات لا يمكن أن يعود في الدنيا، الذين ماتوا لا يمكن أن يعودوا».

وأردف قائلا «وحتى الرئيس، لو عملتم رئيسا جديدا ، فهو سينساكم، ولو عوضكم، ماذا سيعوضكم؟ ملء الأرض لن يعيد لك ابنك... وأنا لا أعرف أحدا هناك. أنا أعرف من (الرئيس الأسبق الحبيب) بورقيبة، إلى عند الزين. الزين إلى عند الآن، أفضل واحد لتونس، وعمله جعل تونس في هذه المرتبة».

وقال إنه «لا يوجد أحسن من الزين أبدا في هذه الفترة، بل أتمناه ليس إلى عام 2014، بل أن يبقى إلى مدى الحياة».

وأضاف القذافي أن تونس تعيش الآن في خوف «العائلات يمكن أن تداهم وتذبح في دار النوم، والمواطن في الشارع يقتل وكأنها الثورة البلشفية أو الثورة الأمريكية».

ومضى قائلا «لماذا هذا؟ هل من أجل أن تحولوا زين العابدين، ألم يقل لكم زين العابدين إنه بعد ثلاث سنوات لا أحب أن أبقى رئيسا. إذن اصبر لمدة ثلاث سنوات ويبقى ابنك حيا. ألا تستطيع أن تصبر».

وتابع «إن ابنك يموت اليوم، لأنك لست قادرا أن تصبر على زين العابدين؛ ثلاث سنوات مثلا».

وقال القذافي الذي يتولى مقاليد الحكم في ليبيا منذ عام 1969 «أنا يهمني الشعب التونسي، لأنه يضحي بأولاده في كل يوم يسقطون».

وحذر القذافي الشعب التونسي من أن «الفوضى العارمة التي تجتاح المدن التونسية مع وجود العصابات الملثمة يمكن أن تفقد تونس المكانة التي وصلت إليها والنجاحات التي حققتها، مثلما تبين ذلك مختلف التقارير الدولية... السياحة هي القطاع الأساسي في تونس يمكن أن تتأثر بشكل كبير بما يجري».

وقال إن «تونس يحسبها الناس دولة سياحة، ودولة متحضرة، وأن السواح يكونون مطمئنين، وإذا بها دولة ملثمين، وعصابات ليل، وهراوات وسكاكين، وقتل وحرائق».

وقال الزعيم الليبي إنه يهتم بواقع تونس لاعتبارات كثيرة، أهمها أنها بلد عربي وأن الحدود بين البلدين مفتوحة وهناك آلاف من الداخلين والمغادرين.

و قال القذافي «إنى أوجه كلمة للشعب التونسي الشقيق، لأن عندنا [دلالة] عليه؛ ولأننا نحن أخوة، ونحن فرد شعب؛ وجيران، وكوني رئيس القمة العربية الحالية؛ وعميد الرؤساء العرب والأفارقة ؛ وتونس دولة عربية وإفريقية، وكوني الرئيس الدائم حتى الآن لاتحاد المغرب العربي؛ وتونس دولة عضو في الاتحاد المغاربي. الذي يهمني هو الشعب التونسي، فأنا الحقيقة متألم جدا لما يحدث في تونس».

وأضاف القذافي: «إذا كان الذي يحدث في تونس، هو التحول من النظام الجمهوري، إلى النظام الجماهيري، فيجب أن يكون هذا واضحا. وهذا يعني أن الشعب ،هو الذي يتولى السلطة؛ ولا يتولاها غيره، ولا يهم بعد ذلك أن يكون هناك رئيس أو أي رمز. إذا كان التحول الذي يجري الآن، هو نحو هذا، إذن يجب أن يكون واضحاً أن الشعب لا يُسلّم السلطة لأحد. أما إذا كنا، ما زلنا داخل دائرة المرحلة الثانية؛ وهي النظام الجمهوري؛ من جمهورية إلى جمهورية؛ من رئيس إلى رئيس؛ من حكومة إلى حكومة ؛ من برلمان إلى برلمان، فلا أعتقد أن هذا يستحق هذه التضحيات».

وأضاف «أنا متألم للذي حصل، وكان يمكن أن يحصل بالتي هي أحسن، حتى مع الرئيس الزين كان ممكنا أن يتم الاتفاق وتستطيع الفاعليات التونسية كلها؛ والأحزاب التونسية إن وُجدت؛ والنقابات وما إليه أن تأتي حتى للرئيس الزين وهو موجود، ويقولون له [نحن نريد أن نتحوّل سلميا من النظام الجمهوري إلى النظام الجماهيري ، وأن يكون وضعك أن تكون أنت على رأس هذا التنظيم]. وهذا يتم بدون أي إشكالية».

ونوه القذافى بوضع تونس الاقتصادى الجيد، مشيرا إلى أن تقرير منتدى دافوس العالمى لعام 2008 - 2009، صنف تونس في المرتبة الأولى مغاربيا وإفريقيا؛ والرابعة في العالم العربي.

وقال إن تونس تحصلت على المرتبة  35 من  135، في المؤشر العام للقدرة التنافسية للاقتصاد على الصعيد الدولي؛ أي عندها مرتبة متقدمة جدا في التنافسية، تسبق حتى الدول التي عندها النفط. واعتمد هذا التقرير الدولي في تصنيفه لهذه السنة ، جملة من العناصر تتعلق بالمؤسسات والبنية التحتية؛ والاستقرار الاقتصادي الكلي في تونس؛ والصحة  والتعليم الابتدائي والتعليم العالي والتكوين ؛ ونجاعة أسواق الخبرات؛ وجدوى سوق الشغل؛ ودرجة التقنية بالأسواق المالية والمهارة التكنولوجية؛ وحجم السوق، ومناخ الأعمال والتجديد.وهذا جعل تونس، تنال هذه المرتبة ، حسب تقرير منتدى دافوس الاقتصادي المشهور.

وأضاف أن تقريرا آخر من صندوق النقد الدولي، قال إن مستقبل الاقتصاد التونسي يبعث على التفاؤل؛ وأنها تمكنت من تجاوز تداعيات الأزمة المالية العالمية بنجاعة. واعتبر التقرير- بحسب قول القذافي- أن الآفاق المستقبلية للاقتصاد التونسي، تبعث على التفاؤل؛ وأن تونس سجلت معدل نمو تجاوز  3 في المائة ، مع تخفيض متواصل في حجم ديونها المصنفة؛ والتحكم بعجز الميزانية وبنسبة التضخم؛ وتجاوز تداعيات الأزمة بنجاح.

وقال القذافى: «لا أرى شيئا يستدعي القتل والحرق. يا إخوتنا: لماذا تونس الخضراء ، حولتموها؛ إلى تونس السوداء ؟!. نحن كنا نفخر بتونس أنها حديقتنا الخضراء السياحية على البحر المتوسط، في مواجهة أوروبا ؛ نحن في شمال إفريقيا نفخر بها. والآن تحولت إلى فحمة؛ بدل خضراء  أصبحت سوداء. تحطمت السياحة ، وتحطم وجه تونس الجميل، والاخضرار احترق. دماء تسيل مقابل لا شيء، كأننا نقاتل ضد قوات أجنبية داخلة لتونس، ولا معركة بنزرت».

 ومضى يقول: «معروف أني قائد الثورة الشعبية في العالم؛ وأُحّرض الشعوب كلها للاستيلاء على السلطة، لكن ليس بهذا الشكل . تونس لا أرى أنها تحتاج حتى أن تتحول من نظام جمهوري إلى نظام جمهوري، ولا تغيير رئيس برئيس ، ولا حكومة بحكومة ، ولا برلمان ببرلمان. تونس وضعها ممتاز جدا . أنا أمامي تقارير دولية ؛ وأنا أتابع المنطقة العربية من الناحية الاقتصادية والسياسية؛ وهناك مؤتمر قمة اقتصادي عربي سيُعقد في آخر هذا الشهر في شرم الشيخ، وأنا عاكف على دراسة الأوضاع في كل دولة عربية. وتونس في التقارير الدولية، دائما لها الأولوية في التنمية والانتعاش الإقتصادي، ويُعتبر الاقتصاد التونسي من الاقتصاديات الصاعدة. فمثلا الفائض التجاري بين تونس وفرنسا، هو لصالح تونس بقرابة ربع مليار؛ وهذا يعني أن تونس تصدّر  لفرنسا ، أكثر مما تستورد منها ، وهذا في حد ذاته كاف».

ودعا القذافى أولياء الأمور في تونس إلى الإمساك بأبنائهم ومنعهم من التورط فيما يجرى من اعتداء وإضرار بالممتلكات. وقال: «أنت يا مواطن يا تونسي يا شقيقي يا ابن عمي، أمسك ابنك. هو يموت من أجل من؟! ألكي يكون شخص آخر رئيسا؟!. وما علاقته لو كان أصبح رئيسا؛ الرئيس يذهب بنفسه لقصر قرطاج إذا كان يريد الذهاب،لا أن يذهب لابنك ليموت. إذا كانت سلطة الشعب؛ سلطة شعبية: مؤتمرات شعبية، لجانا شعبية، أو السلطة للشعب، نعم دونها الموت فعلا، لأن هذا هو آخر رقي في الديمقراطية، آخر مرحلة. عندما نصل إليها يجب أن لا نُفرّط فيها. لكن ما دامت هي ليست كذلك، ابنك سيموت في الشارع؛ وأنت ستذهب لبيتك ، ومن يعلم بك!».

وقال: «الذين مات أبناؤهم، سيرجعون حزانى؛ ويطلع بعدها رئيس. رئيس برئيس؛ جمهورية جمهورية؛ حكومة حكومة؛ نواب نواب، لماذا؟!. لا ابنك الذي مات؛ ولا أنت، ستصبح وزيرا ولا رئيسا ولا نائبا».

وخاطب القائد معمر القذافى شعب تونس قائلا: «نحن نقول إخواننا الشعب التونسي، شعب متحضر، وإذا هناك قضايا تستحق التغيير؛ فبطريقة حضارية. الرئيس ينتخب وفقا للدستور، يجب أن يُحترم الدستور. مدة الرئيس يجب أن تستمر حتى نهايتها، وفي نهايتها أعط صوتك لهذا الرئيس أو لغيره. ولكن إذا كنت في نصف المسافة؛ لا تريد الرئيس، هناك طريقة أخرى؛ هناك الاستفتاء ، مثلما حصل في فنزويلا ، وحصل في مناطق أخرى».

وأضاف أنه إذا كان الشعب لا يريد الرئيس فليكن ذلك من خلال الاستفتاء ويقول للرئيس «والله يا سيادة الرئيس، نحن لا نريدك أن تبقى إلى عام 14. يقول [حسنا ؛ تفضلوا ما هي الوسيلة التي تخرجوني بها، لأني وفقاً للدستور لا أستطيع أن أتوقف هكذا، أنا منتخب من الشعب. ألم تنتخبوني وتصفقوا لي ثم ماذا حصل ؟!، لم أُعجبكم . حسنا، اعملوا استفتاء مرة ثانية».

وقال «نعمل استفتاء على زين العابدين بالتي هي أحسن؛ بالصناديق؛ وبالاستفتاء: نعم أو لا. وفي حال قلتم [لا نريد النظام الجمهوري؛ نريد نظاما جماهيريا]، هي أيضا بالتي هي أحسن. أنا دائما أحرّض الشعوب، وأقول يمكن أن تستولي على السلطة بدون سلاح؛ وبطريقة سلمية، ولا حرق ولا قتل ولا دخان. أقيموا المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ، ويُسّير الشعب أموره».