«موجود» هى الكلمة الوحيدة التى نطقها حسنى مبارك، الرئيس السابق، فيما كان راقداً على سريره أكثر من 6 ساعات داخل قفص الاتهام، وكان صوته قوياً، ما يشير إلى تحسن صحته رغم الأنباء التى ترددت قبل الجلسة عن إصابته بوعكة صحية جعلت الأطباء يؤخرون نقله إلى مقر المحاكمة، وللمرة الأولى منذ بدء الجلسات دار حوار قصير بين «مبارك» وحبيب العادلى.
كانت الجلستان السابقتان لم تشهدا أى حوار بين الرئيس السابق ووزير داخليته، غير أن «العادلى» توجه إلى «مبارك» وهمس له ببعض الكلمات مبتسماً، لكن «مبارك» لم يبد أى رد فعل. وخلال الفترة التى قضاها الرئيس السابق المتهم داخل القفص كان يغمض عينيه لفترات طويلة، لدرجة أن ابنه جمال كان يقترب منه بين الحين والآخر للاطمئنان عليه، وكان مبارك يرد عليه بصوت خفيض. وكعادته فى الجلستين السابقتين كان يضع ذراعه على جبينه تارة، وتارة أخرى يشبك أصابعه على صدره، فيما حرص 2 من الأطباء المصاحبين له على متابعة حالته بين فترة وأخرى، وقدما له بعض المشروبات أثناء رفع الجلسة وإعادته للغرفة الملحقة بالقفص.
ولم يغير علاء وجمال المشهد الثابت فى الجلستين السابقتين، إذ ظلا واقفين طوال الجلسة بجوار سرير والدهما، وحرص جمال على إخفاء الملابس التى يرتديها والده عن طريق تغطيته باستمرار بـ«الملاءة» البيضاء، ورجحت مصادر أن يكون جمال لجأ إلى هذه الحيلة لإخفاء مخالفة والده ملابس الحبس الاحتياطى البيضاء. وظل علاء ممسكاً بمصحف طوال الجلسة، وعقب انتهائها أشار بيده مبتسماً لأحد المتواجدين بالقاعة.
لم يغير باقى المتهمين أماكنهم داخل القفص، حيث واصل «العادلى» انفراده بالمقعد الأول مرتدياً بدلة السجن الزرقاء، وجلس فى المقعد الذى يليه مباشرة مساعدوه الأربعة «رمزى وفايد وعبدالرحمن والشاعر»، وفى المقعد الأخير «الفرماوى والمراسى»، اللذان حضرا بملابسهما المدنية.
وأثناء إدلاء الشاهد الأول بأقواله أمام المحكمة، كانت ابتسامة تظهر على وجه أحمد رمزى، رئيس قطاع الأمن المركزى الأسبق، كلما قال الشاهد كلمات فى صالحه، وتتحول ملامحه إلى العكس كلما كانت الكلمات تحمل إدانة له.