توابع «زلزال» تونس.. هل تضرب المنطقة العربية؟

كتب: سارة نور الدين السبت 15-01-2011 18:59

توقع سياسيون ومحللون تكرار أحداث تونس فى دول عربية أخرى، وقالوا إن الظروف الاقتصادية التى تمر بها دول عربية مثل الجزائر والمغرب والأردن تشبه إلى حد كبير المشهد الاقتصادى التونسى.


قال الدكتور عبدالجليل مصطفى، المنسق العام للجمعية الوطنية من أجل التغيير، إن أحداث تونس فى منتهى الأهمية، ووصف خروج الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين بن على بـ «انعتاق» الشعب من قبضة وأسر الديكتاتورية وإرهاب السلطة.


وأضاف: «إن ما حدث فى تونس يعد مكسباً لجميع الشعوب العربية، ولابد أن يحدث التغيير الديمقراطى بأيدى الشعوب»، مؤكداً أن تونس مجرد بداية.


وبسؤاله عن الأحداث الساخنة التى تشهدها الساحة العربية، قال: «على الدول العربية أن تعلم أنها ليست استثناء من هذه الأحداث، وأن شعبها تواق للتغيير، ولا يهمنا من سيأتى عليه الدور من البلدان العربية بقدر ما يهمنا أن تتغير الأنظمة نحو الديمقراطية».


وأكد أبوالعز الحريرى، القيادى بحزب التجمع، أن الظروف مهيأة فى بلدان عربية كثيرة لحدوث ثورة شعبية، كما حدث فى تونس، مشيراً إلى أن الأزمة انتقلت إلى الجزائر والمغرب والأردن، وستصل إلى عدد من الدول العربية فى الفترة المقبلة، وقال: «عوامل الموقف فى كثير من الدول متكاملة لقيام ثورة شعبية، لأن البطالة موجودة وتقدر بملايين العاطلين، والطائفية متفجرة، والأمراض الاجتماعية المختلفة منتشرة، بمعنى أن الظروف الاقتصادية متشابهة إلى حد كبير، وما حدث يعد إنذاراً للشعوب، كما هو إنذار للحكام الذين سيبدأون فى تغيير أساليب حكمهم خشية أن تتكرر معهم تجربة زين العابدين».


وقال عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: «من الواضح أن هناك تشابهاً كبيراً فى الظروف الاقتصادية والاجتماعية بين حالة تونس وبعض الدول العربية».


وأكد جاد أن تونس لم تشهد فى الآونة الأخيرة أى حالة لنشاط المعارضة، وأضاف: «عندما أراد الشعب أن يعترض ويسجل موقفاً ويخرج للشارع، خرج واستكمل مسيرته نحو تحقيق الهدف، ومن الوارد أن تنتقل هذه التجربة إلى شعوب عربية أخرى سواء مجاورة لتونس أو بعيدة عنها». وقال عن مدى إمكانية انتقال هذه التجربة إلى شعوب عربية أخرى: إن « كثيرا من الدول العربية بها مشكلات اقتصادية تفوق مشكلات تونس، علاوة على الانفتاحين الثقافى والاجتماعى».


من جانبه، قال النائب محمد رجب، زعيم الأغلبية فى مجلس الشورى إن ما حدث فى تونس لا يمكن أن نطلق عليه لفظ ثورة، موضحاً أن الثورة لها مقومات وعوامل، واستدرك: «لا يمكن إنكار النتائج التى حققها الشعب التونسى من وراء خروجه للشارع محتجاً على سياسات الحكومة».


وأضاف رجب أن الإذعان للبنك والصندوق الدوليين وتَرْك الأمور تنحدر اقتصادياً لهذا المستوى من الضعف، سيوصلان أى بلد فى العالم للحافة وتكرار ما حدث فى تونس التى انقلب فيها الشعب علي حاكمها، وقال: «بدأت الأحداث فى الجزائر إلا أنها انتقلت لتونس التى اشتعلت بشكل كبير ووصلت إلى هذا الحد الذى أتوقع أن يؤثر على دول جوارها، مثل الجزائر والمغرب، وليس مستبعداً أن تنتشر هذه الأحداث فى دول عربية أخرى».