الحضرى «الهرم الرابع» فى مرمى مصر

كتب: اخبار الأحد 05-02-2017 22:12

فرض الحارس عصام الحضرى، 44 عاما، نفسه نجما مطلقا للمنتخب المصرى، الذى يدافع عن ألوانه منذ عام 1996، أحد أبرز نجومه على مر التاريخ، بعدما ساهم بشكل أساسى فى بلوغه نهائى كأس الأمم الأفريقية 2017.

وتلقى الحضرى هدفا واحدا فى البطولة، وصَدّ ركلتين ترجيحيتين فى نصف النهائى فى مواجهة بوركينا فاسو.

والحضرى هو الوحيد من تشكيلة العصر الذهبى للمنتخب الذى هيمن على كرة القدم الأفريقية، وشارك فى إحراز منتخب بلاده أربعة من ألقابه السبعة فى البطولة الأفريقية، أعوام 1998، 2006، 2008، و2010، قبل أن تغيب مصر عن البطولة لثلاث نسخ متتالية.

وفى مشاركته الثامنة، كان الحارس المخضرم احتياطيا لأحمد الشناوى، إلا أنه دخل بديلا منه فى الشوط الأول للمباراة الافتتاحية أمام مالى، ليصبح أكبر لاعب سنا فى تاريخ البطولة. ويحمل الحضرى مع مواطنه أحمد حسن الرقم القياسى فى عدد الألقاب القارية، برصيد أربعة لكل منهما. وبات قائد المنتخب ثالث لاعب يخوض أكثر من 150 مباراة دولية.

ويكبر الحضرى، المولود فى 15 يناير 1973، معظم لاعبى المنتخب الحالى، زهاء 20 عاما. وقال، فى تصريحات خلال هذه البطولة: «أنا لست فقط قائدا للمنتخب، أنا أعتبر نفسى أخا كبيرا لهم، وأنا هنا فى خدمتهم، إنى أساعدهم وهم يساعدوننى لنصل إلى الهدف، الذى هو فى الأول والأخير أن يبقى منتخب مصر فى المكانة الطبيعية».

حافظ الحضرى فى هذه البطولة على نظافة شباكه مدة 433 دقيقة، ولم يتلقَّ الهدف الأول (والوحيد) سوى فى الشوط الثانى من نصف النهائى أمام بوركينا فاسو، وهى المباراة التى ضمن فيها بصده ركلتين ترجيحيتين بيده اليمنى تأهل منتخب بلاده الذى أضاع الركلة الأولى.

وكرر الحضرى بذلك إنجازه فى نهائى 2006، عندما صَدّ ركلتين ترجيحيتين لساحل العاج، ما أدى إلى إحراز مصر اللقب (4- 2).

وحافظ الحارس قوى البنية على شباكه نظيفة فى البطولة الأفريقية لمدة 653 دقيقة متواصلة (منذ 2010)، قبل هدف البوركينى اريستيد بانسيه، والذى أتى بعد فشل الدفاع فى تشتيت تمريرة عرضية. ويشدد الحضرى على امتلاك المنتخب المصرى ميزة لا تتغير بتغير الأجيال، ألا وهى «إصرار اللاعبين».

وأضاف: «فيما يخصنى، فإضافة إلى الخبرة، أنا أجتهد وأتعب لأن الخبرة وحدها لا تكفى إذا لم تكن مقرونة بالجد والعمل».

ابتعد عن المنتخب زهاء عامين، قبل أن يقرر المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر استدعاءه مطلع عام 2016. وبعد مشاركته فى مباراة حاسمة من التصفيات لكأس أفريقيا أمام تنزانيا (2- صفر)، فى يونيو 2016، أكد الحضرى أنه لا يهاب السن.

وقال الحضرى حينها: «لا أقلق من العمر. أشعر كأننى فى العشرين».

بدأ مسيرته مع نادى دمياط فى الدرجة الثانية، ولعب معه بعدها فى الدرجة الأولى حتى 1996. وانتقل بعدها إلى الأهلى، حيث سطع نجمه، وأحرز سبعة ألقاب فى الدورى المصرى، وأربعة فى الكأس، وثلاثة فى كأس السوبر، وثلاثة ألقاب فى دورى أبطال أفريقيا.

وفى 2008، انضم إلى نادى سيون السويسرى، قبل العودة إلى مصر مع الإسماعيلى فى صيف 2009. وتنقل بعد ذلك بين أندية مصرية ونادى المريخ السودانى، وعاد فى صيف 2015 إلى وادى دجلة، بعد تجربة أولى معه فى العام السابق.

ولا يُخفى مدربون عملوا مع الحضرى اجتهاده الكبير.

ويقول الفرنسى باتريس كارترون، الذى عمل معه فى وادى دجلة، إن الحضرى «يصل إلى التدريب مبكرا ساعة ونصف الساعة قبل الجميع للقيام بعمليات الإحماء»، وإنه «يقوم بالأمر نفسه فى ختام النهار».

ويوضح أنه فى ظل زحمة القاهرة «تحتاج أحيانا إلى زهاء ثلاث ساعات للوصول إلى التدريب بسبب الازدحام. كان اللاعب الوحيد حسب معرفتى الذى يقيم فى شقة صغيرة مجاورة للملعب لتفادى القيادة وقتا طويلا، بينما أقامت زوجته وأولاده فى منزل كبير أبعد».

وفى تصريحات العام الماضى، قال عنه مدرب حراس المرمى فى المنتخب المصرى، أحمد ناجى: «إنه من أفضل حراس المرمى فى مصر وأفريقيا. أعتقد أنه يستطيع اللعب حتى سن الخمسين، وأن حلمه بالمشاركة فى المونديال قد يصبح حقيقة».

ولم يُخفِ الحضرى توقه للمشاركة فى كأس العالم، التى شاركت فيها بلاده للمرة الأخيرة فى 1990. ويأمل فى أن تتاح له الفرصة فى مونديال روسيا 2018، حينما سيكون فى الخامسة والأربعين من العمر، ويصبح أكبر لاعب فى التاريخ يشارك فى النهائيات (يحمل الرقم القياسى الحارس الكولومبى فريد موندراجون، 43 عاما وثلاثة أيام).

وقد يتحول هذا الحلم إلى حقيقة، إذ تتصدر مصر المجموعة الأفريقية الخامسة برصيد 6 نقاط من فوزين، أمام أوغندا (4 نقاط) وغانا (نقطة واحدة) والكونغو (دون نقاط).

وقال الحضرى: «سأناضل من أجل المشاركة فى المونديال، لقد حان الوقت، وهذا ما أقوله فى قرارة نفسى كل صباح وقبل كل حصة تدريبية، إنه هدفى الأكبر الآن».

وتابع: «لا أريد أن أفقد الأمل فى المشاركة فى كأس العالم، ولن أتراجع عن هذا الهدف، وسأواصل العمل الشاق من أجل تحقيقه»، مؤكدا أنه حتى فى حال عدم مشاركته شخصيا، سيقدم كل ما فى جعبته لمصر لضمان تأهلها «وأعتزل بعد ذلك».