اعتبر وزير العمل اللبنانى، بطرس حرب، القيادى بتحالف 14 آذار، أن قوى المعارضة المعروفة بـ«8 آذار» قدمت استقالتها دون مبرر، مؤكدا أنها أدخلت البلاد فى أزمة حكومية وسياسية خطيرة على جميع المستويات، محذراً من أن هذه الأزمة ستشكل إطار الصراع السياسى المقبل فى البلاد، وأنها منحت إسرائيل فرصة «الانقضاض علينا».
وأضاف «بطرس»، فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» أن قوى 8 آذار تشترط على رئيس الحكومة، سعد الحريرى، أن يوافق على إلغاء المحكمة الدولية المتعلقة بقضية اغتيال رفيق الحريرى، لذا فإن قوى الأغلبية التى ينتمى إليها تنتظر عودة رئيس الوزراء من جولته الأوروبية للوقوف على الأحداث بدقة.
وشدد على خطورة الأزمة التى يمر بها لبنان، مشيراً إلى أن قوى 8 آذار قدموا استقالتهم دون أسباب أو مبررات، وأن هذه الاستقالة مجرد ورقة ضغط على الرئيس الحريرى.
وقال بطرس: «إننا نرحب بكل من يمد يده لمساعدتنا لحل مشكلاتنا، إلا أن اللبنانيين مسؤولون فى النهاية عن حل هذه المشكلات، والاتكال على الإخوان والأصدقاء لا يكفى، ويجب على اللبنانيين أن يستفيدوا من تجاربهم السابقة والمريرة للسعى لإيجاد حلول للخروج من الأزمة». مضيفاً أن «العدو الإسرائيلى يتربص بوحدة لبنان، وقد ينتهز هذه الفرصة للانقضاض عليه».
من جانبه، رفض مسؤول الإعلام بحزب الله، حسين رحال، التعليق على الأحداث الحالية، مكتفياً بالقول لـ«المصرى اليوم»: «إن المعارضة - خاصة حزب الله - ينتظرون انتهاء المشاورات النيابية حتى يُطلِعوا الإعلام على خطة العمل المقبلة»، مشيراً إلى أن هذه المشاورات ستنتهى الثلاثاء المقبل.
من جانبه، أكد الدكتور حسن أبوطالب، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن النتيجة المباشرة لانهيار الحكومة اللبنانية هى الدخول فى أزمة دستورية و«تعطيل دولاب العمل المؤسسى»، مشيراً إلى أن الوضع الحالى يعتبر امتداداً للأحداث السياسية المستمرة منذ 3 أشهر، نتيجة للخلافات حول التعامل مع المحكمة الدولية فى قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الأسبق، رفيق الحريرى، بين القوى الرئيسية: 14 آذار، وهو تحالف تيار المستقبل، والقوات اللبنانية، ويمثل الأغلبية المسيطرة على الحكومة برئاسة سعد الحريرى، و8 آذار، الذى يضم حزب الله، والوطنى الحر، وحركة أمل ويمثلان الأقلية.
واختلف السفير عبدالله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، مع نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات، حول حقيقة الدور المصرى فى لبنان، مؤكداً أن مصر منذ عام 1979 بدأت رحلة الانكماش إلى الداخل وترك الساحة العربية مغنما للأعداء.
وحول تداعيات الوضع داخليا، قال «الأشعل»: «إن الوضع فى لبنان فى منتهى الخطورة، ليس فقط على لبنان لكنه مؤثر على مصر وسوريا وغيرهما، ويترك الفرصة للتربص الإسرائيلى لإعادة توجيه تهديداته وفتنه إلى الداخل اللبنانى».