صحف عالمية: «الانتفاضة التونسية» جرس إنذار ضد التوريث في مصر وليبيا

كتب: فاطمة زيدان السبت 15-01-2011 16:39

قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، إن بلدان منطقة الشرق الأسط كانت تراقب أحداث الانتفاضة التونسية بـ«حذر شديد»، مضيفة أن حكومات المنطقة شعرت بعدم ارتياح وهي تشاهد ما يحدث، في حين أن الملايين من مواطني هذه الحكومات نشروا أخبار مغادرة الرئيس التونسي عبر شبكة الإنترنت والشبكات الاجتماعية مثل «تويتر» و«فيسبوك».

ورصدت الصحيفة وضع المئات من مستخدمي «فيسبوك» العلم التونسي كصورة شخصية لحساباتهم على الموقع الاجتماعي، فضلا عن قيامهم بإرسال رسائل التهنئة للشعب التونسي، مشيرة إلى طرح العديد من المصريين لسؤال حول مدى جرأة شعب مصر على الحلم بالحرية.

وأشارت الصحيفة إلى أن ردود الأفعال الرسمية الفورية كانت محدودة في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدة أن اللاعبين الإقليميين الآخرين، وعلى رأسهم مصر، فضلوا الصمت، مرجعة ذلك إلى أنها لديها نفس المشاكل الاجتماعية والاقتصادية  لتلك التي في تونس.

ورصدت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، احتفال نشطاء المعارضة في مصر بالانتفاضة التونسية، مشيرة إلى أن تونس أعطت آمالا بتغيير مماثل في الأنظمة القمعية الأخرى.

وأضافت الوكالة أن النظام المصري يواجه تصاعدًا لحدة  الاستياء إزاء عدم وجود إصلاحات ديمقراطية والاحتجاجات المتكررة على المشاكل الاقتصادية في البلاد.

وقالت صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، إن الثورة «المختمرة» في الشرق الأوسط هي النتاج الطبيعي لارتفاع معدلات البطالة، والطبقة الحاكمة غير القادرة على حل أي من المشاكل الاقتصادية في بلادهم، معتبرة أن مصر هي النموذج الأكثر وضوحًا بالتوازي مع تونس، حيث إن النظام المصري الصلب، يتمسك بالسلطة، على حد قولها.

وقالت مجلة «نيوزويك» الأمريكية إن انتفاضة الشعب التونسي تركت مستقبل المنطقة في حالة غليان، مضيفة أن التحولات الديموجرافية أثارت تعطش الشعب العربي للتغيير.

وقال شادي حميد، مدير الأبحاث في معهد بروكينجز- الدوحة، للمجلة، إن انتفاضة الشعب التونسي هي حركة شعبية علمانية، ويجب على الأنظمة المستبدة في المنطقة أن تأخذ حذرها.

وقالت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» إنه بالرغم من الدرس الذي قدمه الشعب التونسي للعرب، فإن حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك مصر، ستتجاهل دعوات الإصلاح الأمريكية التي دعت إليها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، منذ أيام.

وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها، السبت، إن النظام المصري يجسد المشكلة، حيث إن لديه نظامًا سياسيًّا راكدا، مؤكدة أنه ينبغي على الولايات المتحدة الضغط على مصر لقبول دعوات هيلاري ببلد أكثر ديمقراطية وأكثر انفتاحًا وأقل فسادًا.

ومن جانبها، تساءلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» عن إمكانية لحاق بلدان عربية بالنموذج التونسي، مشيرة إلى أنه في حين أن أثر الاضطرابات في تونس غير مؤكد حتى الآن، إلا أن أثرها على المنطقة العربية واضح بالفعل.

وأضافت الهيئة، في تقرير كتبه «روجر هاردي»، محلل سياسي بمركز «وودرو ويلسون»، الأمريكي، أن الشباب العربي كله رأى نفسه في الشباب التونسي، وذلك لأنهم يشاركونهم المشاكل ذاتها وهي البطالة والفساد والاستبداد، وغياب حقوق الإنسان.

وأوضح التقرير أن هناك ما أسماه بـ«عجز» في الكرامة في جميع أنحاء المنطقة، مؤكدًا أن الشباب العربي لن يسكت بعد الآن، كما كان يفعل في الماضي، لافتًا إلى وجود مخاوف من أن سيناريو الفوضى التونسية من شأنه إقناع الحكام العرب بإحكام قبضتهم على السلطة بدلا من تبادلها أو التخلي عن ذلك.

وقالت صحيفة «جارديان» البريطانية، إن أحداث تونس دعوة استيقاظ للمنطقة العربية، مضيفة أنها أثارت مخاوف من إمكانية زعزعتها للدول السلطوية الأخرى في المنطقة.

وأضافت الصحيفة، في تقرير ها، أن أصداء الاضطرابات في تونس يتردد صداها في أنحاء العالم العربي، مشيرة إلى أن مغادرة «بن علي» للحكم، هو بمثابة «تقدم للديمقراطية وجرس إنذار» لإيقاظ البلاد العربية التي تقود عملية توريث مثل مصر وليبيا.

وقالت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية، في تقرير لها بعنوان «انتفاضة تونس:هل ستنتشر؟»، إن أعضاء المعارضة المصرية «الممزقة» يتطلعون إلى الأحداث الأخيرة في تونس مع بصيص من الأمل، حيث يرون أن الحركة الشعبية يمكن أن تمثل تحديًا للنظام الراسخ منذ عقود.

وأشارت الصحيفة، إلى أن التغطية الرسمية في مصر لما حدث في تونس كانت ضئيلة جدًّا، في حين أن الاحتجاجات التونسية تصدرت عناوين الصحف في وسائل الإعلام المستقلة خلال الشهر الماضي.