أعلن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي، تضامنه الكامل مع «غضبة الشعب التونسي» في المطالبة بحقوقه، مؤكداً حق المظلوم فى الصراخ في وجه ظالمه.
وتوجه الاتحاد بالنداء «إلى جماهير الشعب التونسي الغاضبة بأن الإسلام يقرُّ بحقهم المشروع في العيش الكريم بمنأى من كل استبداد في ممارسة السلطة، ونهب للأموال، واحتكار للأرزاق، واستئثار بالفرص من قِبل فئات محددة ، وأن احتجاجهم السلمي عمل يُحتسب لهم عند الله ما أخلصوا القصد لله تعالى، وسلم عملهم من كل فسادٍ وتخريب».
وعبر الاتحاد في بيان أصدره السبت، عن القلق الشديد إزاء الأوضاع في تونس ودخول حركة الاحتجاج المتصاعدة أسبوعها الرابع، داعياً الله تعالى أن «يحفظ تونس وشعبها من كلِّ مكروه وسوء، وأن تستعيد أمنها الاجتماعي والسياسي، والمحافظة على الأرواح، وعلى الأموال والأرزاق».
وفي نداءه إلى الجماهير التونسية أكد الاتحاد حقّ المظلوم أن يصرخ في وجه ظالمه، كما قال تعالى «لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَن ظُلِمَ» ، مضيفاً: «ندعو جماهير شعب تونس الأبيَّة التي ضربت المثل في الشجاعة والتضحية والذود عن الحق والحرية أن تلتزم بأعلى صور الانضباط في الحفاظ على الأموال والممتلكات العامَّة والخاصَّة، فهي أموال ومؤسَّسات للشعب وأمانة عنده، قد عصمها الإسلام من كل نهب أو تخريب، فاتَّقوا الله في بلادكم وأرزاقكم ومؤسساتكم، واصبروا وصابروا وتضامنوا في جهادكم السلمي من أجل تونس حرَّة مزدهرة ينعم فيها كل أبنائها وبناتها بكل مقومات الحياة الكريمة».
ونادى الاتحاد، قوات الأمن والجيش بـ «أن يتقوا الله في مواطنيهم وأهلهم فهم أمانة عندهم، إنما حملتهم أمتهم السلاح للدفاع عنهم في مواجهة عدوٍّ متربِّص، لا لتوجيه الرصاص الحي إلى صدور عارية عضَّها الجوع، فخرجت تصرخ دفاعًا عن حقِّها المشروع»، موضحاً أن «الدماء الزكيَّة التي سالت والأرواح الطاهرة التي أُزهقت، يتحمَّل وزرها كل من أمر بذلك وكل من نفذ، بل حتى من شجع ورضي».
واستنكر الاتحاد، «سياسات القوى الدوليَّة التي تكيل بمكيالين، بل بمكاييل شتى، وطالما ملأت الدنيا نكيرًا لما يفعل في بعض الأقطار، ثم هم يصمتون الآن أو أكثرهم على ما تعرَّضت له جماهير تونس المحتجة سلميًّا على مظالم أقرت السلطة ذاتها أخيرًا بحقها في المطالبة، وقرَّرت فتح تحقيق في الفساد والمظالم»، معرباً عن استنكاره الشديد لموقف فرنسا خاصة قائلاً: «رأينا فرنسا تعرض خبرتها في القمع على تونس، أهذه هي الديمقراطيَّة؟ لماذا هذه المعايير المزدوجة؟ دفاع عن الديمقراطيَّة في مكان، وخيانتها في مكان مجاور».
كما أصدرت جبهة علماء الأزهر بياناً، السبت، أشادت فيه بموقف الشعب التونسي في المطالبة بحقوقه مؤكدة حق الشعوب في المطالبة بحقوقها، وجاء فيه : إلى أهل تونس الخضراء «هنيئا لكم وقفاتكم، وهنيئا لكم ثباتكم، وهنيئاً لدمائكم الزكية التي غسلتم بها العار عن أمتكم، وعن تاريخكم الوضاء بالإسلام، وهنيئاً لها ما تلقى الآن في روضات الله من جنات عدن، وهنيئاً بمن سيلحق بها على درب الشرف والجهاد ، وهنيئاً لها الكرامة التي أتتها تجرر أذيالها بالثمن الغالي والعزم الرشيد ( فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم )».