محادثات في تونس لتشكيل حكومة ائتلافية ومحتجون يهددون بـعصيان مدني لحين رحيل النظام

كتب: رويترز السبت 15-01-2011 12:09

 

 

جاب مئات الجنود شوارع العاصمة التونسية السبت حيث التقي الرئيس المؤقت محمد الغنوشي مع أحزاب المعارضة في محاولة لتشكيل ائتلاف بعدما أدت موجة من الاحتجاجات الشعبية إلى إسقاط الرئيس زين العابدين بن علي.

وتم استدعاء الجيش إلى الشوارع الجمعة في الوقت الذي قال فيه سكان في عدة مناطق بالعاصمة التونسية إن جماعات تجوب المدينة وتشعل النار في المباني وتهاجم الناس والممتلكات. وأغلقت حوجز تابعة للجيش الطريق إلى شارع بورقيبة وهو الشارع الرئيسي الذي شهد اشتباكات الجمعة. وحلقت طائرة هليكوبتر عسكرية فوق وسط العاصمة تونس.

وفي ضواحي الطبقة العمالية بتونس اصطف مئات السكان على جانبي الشوارع حاملين قضبانا معدنية وسكاكين في محاولة لصد اللصوص.

وظهر الغنوشي في بث مباشر على التلفزيون عبر الهاتف ليل الجمعة ووعد ببذل قصارى الجهد لاستعادة النظام. وقال إنه سيلتقي مع ممثلين للاحزاب السياسية السبت في محاولة لتشكيل ائتلاف حكومي. وأردف قائلا لمحطة تلفزيون تونسية خاصة عبر الهاتف إن السبت سيكون يوما حاسما وإنه سيلتقي مع ممثلي الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة قال انه يتمنى ان تلبي التوقعات.

ومن بين من وجهت لهم الدعوة للاجتماع مع الغنوشي من أجل محادثات الائتلاف نجيب الشابي وهو محام مفوه ينظر إليه الدبلوماسيون الغربيون منذ فترة طويلة على أنه أكثر الشخصيات الجديرة بالثقة في المعارضة.

وقال الشابي لتلفزيون آي-تلي الفرنسي «هذه لحظة حاسمة. هناك عملية تغيير نظام جارية. يجب أن تفضي إلى إصلاحات عميقة، لإصلاح القانون وترك الاختيار للشعب».

وقال مصطفى بن جعفر رئيس حزب اتحاد الحرية والعمل لوكالة «رويترز» إنه سيلتقي هو وشخصيتان في المعارضة مع الغنوشي في الساعة 1000 صباحا بالتوقيت المحلي (0900 بتوقيت جرينتش).

وأضاف أن الأهم الآن هو إخراج البلاد من المأزق الذي تمر به.

وذكر أن شخصيتي المعارضة اللتين دعيتا معه للقاء الغنوشي هما الشابي وأحمد إبراهيم رئيس حزب التجديد.

وذكر فاضل بالطاهر وهو شقيق واحد من بين عشرات قتلوا في الاحتجاجات أن المتظاهرين سيعودون الى الشارع السبت في ميدان الشهداء لمواصلة العصيان المدني إلى أن يرحل النظام.

وقال المحلل أحمد البولقي الذي يتخذ من باريس مقرا له أن كل ما يخشاه هو أن الشارع التونسي سيواصل الاحتجاج مادام يرى شخصا من هذا النظام باقيا.

وأضاف أن هناك حاجة لتشكيل حكومة تمثل فيها كل الأحزاب لإنقاذ الوضع.

وقالت مجموعة يورواسيا للاستشارات «على الرغم من أن الشوارع في تونس أهدأ مما كانت عليه منذ أيام فإن رحيل بن علي ليس من المرجح أن ينزع فتيل التوتر في البلاد على الفور».

وأضافت في ملحوظة بحثية «إذا لم يعلن الغنوشي جدولا زمنيا محددا لانتخابات رئاسة جديدة أو إذا لم يشكل حكومة انتقالية تضم شخصيات بارزة في المعارضة على المدى القريب فإن ذلك قد يدفع المحتجين للنزول إلى الشوارع مجددا».