التفاصيل الكاملة للتسريبات المنسوبة لـ«شكرى»

كتب: فادي فرنسيس الأربعاء 01-02-2017 20:02

بثت قناة مكملين، المعارضة المحسوبة على جماعة الإخوان، مساء الثلاثاء، التى تبث من تركيا، 5 تسريبات لسامح شكرى، وزير الخارجية، وزعمت أن هذه التسريبات مكالمات هاتفية بين الوزير والرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو يستطلع رأيه فى عدد من القضايا وتحديداً العلاقات «المصرية- الأمريكية»، وموقف مصر من دول التعاون الخليجى بعد اتهام مصر لقطر بالتورط فى أحداث تفجيرات البطرسية التى وقعت فى ديسمبر الماضى ومشاركة مصر فى مؤتمر لوزان بسويسرا، وفى المقابل، رفضت وزارة الخارجية التعليق، واكتفى عدد من مسؤولى الوزارة بكلمة «لا تعليق».

التسجيل الأول جاء حول مشاركة مصر فى مؤتمر لوزان لحسم الأزمة السورية، والذى انعقد فى 15 أكتوبر الماضى، حيث كان من المقرر عدم حضور مصر فى بداية الأمر، وتمت دعوة الأطراف التى لها تواجد مباشر على الأرض فى سوريا، ثم وجه جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، دعوة لشكرى فى اللحظات الأخيرة، فتحرك شكرى وقتها من النمسا – التى كان متواجداً فيها آنذاك- إلى لوزان وأظهر التسريب «شكرى» وهو يخبر السيسى بأن «كيرى» عرض عليه مشاركة مصر فى مؤتمر لوزان الخاص بالقضية السورية، بعد إصرار إيران على حضور مصر للمؤتمر.

وأضاف «شكرى» فى المكالمة المسربة أن واشنطن وموسكو لم تكونا مهتمتين بالمشاركة المصرية، إلا أن الإصرار الإيرانى دفع كيرى إلى دعوة مصر، ما سيعقد الموقف مع المملكة العربية السعودية، لكن المكالمة انتهت بموافقة مصر على المشاركة.

وخلال التسجيل عرض شكرى على السيسى التطورات الخاصة بالبيان الذى أصدره وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجى، وأدان اتهام الداخلية المصرية لقطر بلعب دور فى تفجير الكنيسة البطرسية فى القاهرة، الذى وقع فى ديسمبر الماضى، وأظهر أن شكرى تلقى اتصالات من وزيرى خارجية الكويت والبحرين أخبراه فيها بأن الكويت والمنامة حاولتا تخفيف لهجة البيان تجاه مصر.

فى التسريب الثالث قال شكرى إنه تلقى مكالمة من وزير الخارجية الكويتية، الشيخ صباح الصباح حول مساعى أمير بلاده لنزع «فتيل الشقاق» بين السعودية ومصر، وقال شكرى فى المكالمة إن الصباح أعلمه بمحاولات أمير الكويت لرأب الصدع بين القاهرة والرياض، مشيرا إلى أن الأمير كلف وزير خارجيته بالاجتماع مع وزير الخارجية السعودى، عادل الجبير، ووزير الدولة لشؤون الخارجية فى الإمارات عبد الإله قرقاش لبحث السبل لإنهاء الأزمة.

وفى المكالمة الرابعة المسربة، تحدث شكرى مع السيسى عن لقائه بويندى شيرمان، مستشارة المرشحة المحتملة للرئاسة الأمريكية هيلارى كلينتون، آنذاك، خلال زيارته الأخيرة لنيويورك للمشاركة فى الدورة 71 للأمم المتحدة فى مارس الماضى، فى إطار التواصل الذى كانت تقوم به مصر مع فريق العمل الخاص بالسياسة الخارجية لدى المرشحين المحتملين للرئاسة الأمريكية آنذاك، وأضاف خلال التسجيل أن كلينتون ترى أن التحفيز هو السياسية الأفضل مع مصر وليس العقوبات بعكس أوباما، وتطرق شكرى خلال حديثه إلى نقل وكالة الأناضول التركية خبرا عن مقطع فيديو عن مشاركة مصريين مع بعضَ المعارضين الإثيوبيين «اجتماعات الأورومو».

وفى التسريب الخامس، نقل شكرى للسيسى تفاصيل لقائه بمايكل بنس، نائب الرئيس الأمريكى الجديد المنتخب دونالد ترمب، فى نوفمبر الماضى فى زيارته المطولة التى التقى خلالها بأكثر من 16 مسؤولا أمريكاً على مدار 8 أيام، وأكد شكرى خلال المكالمة على ترحيب ترامب بالتعاون مع مصر وإبدائه دعماً كبيراً لمصر فى محاربة الإرهاب.

وقال الدكتور صفوت العالم، الخبير الإعلامى، إن هذه التسريبات ستساهم فى المطالبة بالإسراع فى تشكيل المجلس الأعلى للإعلام، مطالباً الجهات المسؤولة فى الدولة بسرعة تشكيله على أن تكون إحدى مهامه تقنين العديد من الممارسات الإعلامية غير المهنية فى القنوات المصرية، ومن أهمها قضية التسريبات. وأضاف فى تصريحات خاصة لــ«المصرى اليوم»: «إن التسريبات الأخيرة يتضح أنها تحوى على ممارسات معيبة تمثل فضائح إعلامية، خاصة أن هناك سؤالا يطرح نفسه: «ما هى الجهات التى تقوم باحضار هذه التسريبات؟» مؤكدا ضرورة تحديد الجهة التى تقوم بإحضار هذه التسريبات لمنع هذه الظاهرة، لافتاً إلى أن نشر التسريبات سواء من جهات معارضة للنظام أو مؤيدة للنظام تمثل كارثة وفضيحة إعلامية خاصة أن التسريبات قد تنقل أسرارا للدولة أو التدخل بنشر أحكام قضائية.

وتابع: «نشر التسريبات يحدث بصفة انتقائية بمعنى أنه يتم اجتزاء المكالمة لنقل مضمون يعبر عن توجه القناة ولا تقوم بنشر المكالمة كاملة، واقتطاع أجزاء من المكالمات يضع المشاهد فى حالة استهواء ويتم توجيهه وفقا لهواء المذيع، الأمر الذى يثير الرأى العام، وأحيانا تواجد تسريبات تدخل فى إطار المنافسة بين الفضائيات ما يجعل هذه القنوات تخالف المعايير الإعلامية والمهنية وتقترف فضائح كبرى لتحقيق أكبر قدر من المشاهدات. وقال السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن التطور التكنولوجى ساهم فى سهولة اختراق أجهزة أمنية كبرى، مشيراً إلى أن الجميع يعلم توجهات القناة التى تؤيد جماعة الإخوان والتى تسعى للتقليل من شأن النظام المصرى فهذا التوجه ليس بجديد. وأضاف فى تصريحات خاصة لـ»المصرى اليوم» أن التسريبات لم تحمل أى إساءة لشكرى، كما أن الكلام الذى تضمنته المكالمات أكده العديد من الخبراء الدبلوماسيين من قبل، وأشار إلى أن أفضل رد تقوم به وزارة الخارجية هو عد الرد على هذه التسريبات، لافتاً إلى أن الرد يتم إذا تأكد أن هذه المكالمات ليست بصوت الوزير أو بتوضيح موقف وتصحيح صورة لبعض ما تضمنته المكالمات.