الخارجية الأمريكية تؤكد شرعية تسلم الغنوشي للسلطة مؤقتا في تونس

كتب: أ.ش.أ, الألمانية د.ب.أ السبت 15-01-2011 07:42

 

أكدت وزارة الخارجية الأمريكية شرعية تسلم رئيس الوزراء فى تونس للسلطة مؤقتا فى أعقاب مغادرة الرئيس زين العابدين بن على للبلاد، وأيدت مواقف رئيس حكومة تصريف الأعمال التونسي محمد الغنوشي التي أكد فيها استعداده للعمل مع كل الأحزاب السياسية للتوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.

وقال جون سوليفان المتحدث الرسمى باسم دائرة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا فى الخارجية الأمريكية «إن الرئيس بن على غادر تونس وتسلمت حكومة تصريف أعمال السلطة برئاسة رئيس الحكومة، والدستور التونسى يمنحه 60 يوما لتصريف الأعمال للتمهيد لإجراء انتخابات جديدة».

وأضاف أن الولايات المتحدة متشجعة مما أعرب عنه الغنوشى عن استعداده للعمل مع كل الكتل السياسية والمجتمع المدنى للتوصل إلى اتفاق.

وأوضح أن الحكومة الأمريكية تعتقد أن للشعب التونسى الحق فى اختيار قادته وأن الحوار السياسى المفتوح يشكل أفضل وسيلة لمعالجة مطالب الشعب التونسى فى وقت محدد وبطرق سلمية.

وأشار سوليفان إلى أن الولايات المتحدة تعبر عن دعمها للشعب التونسى فى الظروف الصعبة التى يمر بها، وأنه على الحكومة التونسية أن تتجاوب مع اهتمامات الشعب لتوفير الحريات السياسية والحكم الديمقراطي وتحسين الأوضاع الاقتصادية، وأن الولايات المتحدة ستكون أيضا على استعداد لمساعدة الشعب التونسى قدر الإمكان وفى الوقت الملائم.

وفي وقت سابق، أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أن الولايات المتحدة تواصل مراقبتها عن كثب للأحداث المتطورة بسرعة في تونس، حيث غادر الرئيس بن علي بلاده إثر عدة أسابيع من المظاهرات والقلاقل الشعبية، مشيرة إلى أن واشنطن تشحب العنف وتحث على انضباط كل الأطراف.

وقالت فى بيان صادر عن الخارجية الأمريكية ليل الجمعة إنه من الواضح أن «هذه لحظة تحول حاسمة في تونس ومن المهم عند هذه الفترة وما بعدها، أن تحترم الحكومة التونسية حق الشعب في التجمع السلمي والتعبير عن آرائه».

وأضافت: «إننا نتطلع أن تعمل الحكومة التونسية على إرساء أسس أمتن لمستقبل يكون قائما على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وندعو إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب تكون معبرة عن إرادة وطموحات الشعب التونسي».

وقالت الوزيرة الأمريكية: «في زيارتي للشرق الأوسط خلال الأسبوع الحالي، سمعت الناس في كل مكان يتوقون للحصول على الفرص الاقتصادية، والمشاركة السياسية، وفرصة بناء مستقبل أفضل. إن الشباب بصفة خاصة لا بد أن يكون له دور مهم في اتخاذ القرارات وتشكيل حياته، ومعالجة تلك المطالب ستكون تحديا، لكن الولايات المتحدة تقف مستعدة لتقديم العون».

وأكدت هيلاري كلينتون: «أن الولايات المتحدة لها علاقة طويلة وتاريخية مع تونس، وأننا ملتزمون بمساعدة الشعب والحكومة على تحقيق السلام والاستقرار في بلدهم، ونأمل في أن يعملوا معا من أجل بناء مجتمع أقوى وأكثر ديمقراطية يحترم حقوق كل الناس».

وكان الرئيس الأمريكي باراك اوباما أعرب الجمعة عن إدانته وأسفه لاستخدام العنف ضد المواطنين التونسيين ودعا الحكومة في تونس إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة.

وقال أوباما في بيان صادر عن البيت الأبيض «أدين وأشعر بالأسف لاستخدام العنف ضد المواطنين الذي يعبرون سلميا عن رأيهم في تونس، وأحيي شجاعة وكرامة الشعب التونسي. الولايات المتحدة تقف مع المجتمع الدولي بأسره في مشاهدة هذا النضال الشجاع والحازم من أجل الحصول على الحقوق العالمية التي يجب علينا جميعا أن نتمسك بها».

وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا «أحث جميع الأطراف على الحفاظ على الهدوء وتجنب العنف وأدعو الحكومة التونسية إلى احترام حقوق الإنسان وإجراء انتخابات حرة ونزيهة في المستقبل القريب تعكس الإرادة الحقيقية وتطلعات الشعب التونسي».

وتابع «وكما قلت من قبل، كل أمة تمنح الحياة لمبدأ الديمقراطية بطريقتها الخاصة، مرتكزة على تقاليد شعبها، وتلك الدول التي تحترم الحقوق العالمية لشعوبها أقوى وأكثر نجاحا من تلك التي لا تفعل. ليس لدي أي شك في أن مستقبل تونس سيكون أكثر إشراقا إذا جرى الاسترشاد بأصوات الشعب التونسي».

كان الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي  وصل في وقت متأخر من مساء الجمعة إلى مدينة جدة السعودية بعد أن غادر البلاد في أعقاب إقالة حكومته وإعلان إجراء انتخابات مبكرة وتسليم السلطة لرئيس الوزراء محمد الغنوشى.

ورحبت حكومة المملكة العربية السعودية السبت بقدوم الرئيس المخلوع وأسرته إلى المملكة نظرا للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي.

وذكر بيان صادر عن الديوان الملكي السعودي بثته وكالة الأنباء السعودية في ساعة مبكرة من صباح السبت «انطلاقا من تقدير حكومة المملكة العربية السعودية للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي الشقيق، وتمنياتها بأن يسود الأمن والاستقرار في هذا الوطن العزيز على الأمتين العربية والإسلامية جمعاء، وتأييدها لكل إجراء يعود بالخير للشعب التونسي الشقيق، فقد رحبت حكومة المملكة العربية السعودية بقدوم فخامة الرئيس زين العابدين بن علي وأسرته إلى المملكة».

وأضاف البيان «إن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تعلن وقوفها التام إلى جانب الشعب التونسي الشقيق لتأمل ـ بإذن الله ـ في تكاتف كافة أبنائه لتجاوز هذه المرحلة الصعبة من تاريخه».