ما بين أسماء الروايات الشهيرة، والكتاب المشاهير الذين تتردد سيرتهم وأعمالهم كثيراً فى هذا الوقت من كل عام، ووجودهم «المضمون» سنوياً فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، كان هناك كتاب من أصحاب التجارب الأولى، يقفون على الجانب الآخر من المشهد، يتابعون مدى تقبل الناس لأفكار كتابتهم، يترقبون نسبة المبيعات ويستعدون لحفلات التوقيع.
«الفولورز» أو المتابعون على صفحات التواصل الاجتماعى «فيسبوك» و«تويتر» و«السوشيال ميديا» بشكل عام، ربما كانت كلمة السر فى ظهور أسماء كتاب جديدة فى السنوات الأخيرة، فالتواصل المستمر بين «مشاهير الفيسبوك» ومتابعيهم من خلال كتاباتهم وآرائهم، شجع الكتاب الجدد على تدوين منشوراتهم وأفكارهم فى كتب كما جذب أصحاب دور النشر لدعم هؤلاء الشباب فى إصدارها ومشاركتها فى معرض الكتاب.
إسلام جاويش، صاحب صفحة «الصفحة» على موقع «فيسبوك»، واحدة من أشهر الصفحات التى يعرض عليها مجموعة من «الكوميكس» والرسومات، قال: «السوشيال ميديا أرضية كويسة جداً لعرض المحتوى، ولو مميز هيبقى عندك قاعدة جماهيرية، تخليك قادر تصدر كتاب».
بدأ إسلام بكتاب «الورقة» الذى جمع فيه رسومات كثيرة، وهذا العام شارك فى معرض الكتاب بكتاب «فيلم العمر» برفقة الشاعر نبيل عبدالحميد: «لو ينفع المحتوى اللى شد الناس على فيسبوك يترجم لمادة كويسة أقدر أقدمها فى كتاب يبقى تمام، وساعات فى محتويات نزلت لمشاهير من السوشيال ميديا بس المحتوى كان غير قوى».
رحاب هانى، الصحفية والمعيدة فى كلية الإعلام جامعة القاهرة، والتى أصدرت 3 كتب حتى الآن، آخرهم كتاب «عنبر الحواديت»، تقول: «بجانب عملى الصحفى وعشقى للكتابة، استخدمت فيسبوك للتعبير عن الحياة اليومية ممزوجة بالسخرية ولاقت حب الناس، لكن فكرة عمل كتاب كان أحد أحلامى من زمان».
وترى رحاب أن السوشيال ميديا والمتابعين لهم تأثير قوى أيضاً فى إصدار ونجاح الكتب، وتقول: «طبعا السوشيال ميديا ممكن تكون أحد المسببات إنها تحمس الناشر إنه يعمل معايا كتاب، عشان هو بيكون ضامن إن عندى جمهور».
وتضيف: «مفيش نظام متعارف عليه لفلترة الكتب، أى حد شايف فلان عنده فلورز فيجيب الناشر ويقوله يلا نعمل كتاب ومعرض وبس، ومع التجربة الناجح هو اللى عنده قدرة على الاستمرار، لأن فى ناس عندها فولورز ومتابعين وطلع الكتاب وحش.. فا خلاص مش هتكرر التجربة».
ثقة وليد ديدا، المشارك فى المعرض بكتاب «أبوليوم»، فى نسبة المبيعات تزداد عاماً بعد الآخر، فبداية من عام 2014 أصدر 4 كتب ويقول: «السوشيال ميديا بقى عامل أساسى فى حياتنا فى كل المجالات، أنا كنت بكتب من بعد الثورة خواطر، والناس عجبها الكلام وبقى عندى متابعين وصلوا لنص مليون، وببقى نازل عارف إن الكتاب هيتباع عشان ليا فولورز، وكمان بستخدمه فى الدعاية عشان أقول للناس أنا نازل بكرة مثلاً حفلة توقيع».
نورهان أبوبكر، صاحبة كتاب «فاميليا»، اتفقت على أن السوشيال ميديا لها تأثير كبير على التواصل مع الجمهور من القراء، مؤكدة أن عددا من المتابعين لها على «فيسبوك» يسعون لشراء الكتاب، ولكنها تستهدف شريحة أكبر من جمهور المعرض، وتقول: «فى ناس على السوشيال ميديا كانت بتحب كتاباتى وتقول لو نزلتى كتاب أنا أول واحد هشتريه، ده شجعنى طبعاً بس أنا كنت بعمل فى الكتاب من زمان قبل حتى ما يكون عندى أكونت على فيسبوك، واستخدمه فى عمل دعاية لـ«فاميليا».