ممدوح عباس يحذر من أخطر أزمة فى تاريخ الأهلى والزمالك.. ويصف الهجمات ضد ناديه بـ«المغولية»

الأحد 22-08-2010 00:00

أكد ممدوح عباس، رئيس نادى الزمالك، أن مجلس الإدارة لن يتهاون فى حقوق ناديه فى قضية لاعب الأهلى محمد ناجى «جدو»، وأبدى حزنه الشديد لوصول الخلافات فى الساحة الرياضية إلى هذا الحد، وانتقال النزاعات الرياضية إلى ساحات المحاكم.

ووصف عباس اتهام ثلاثة من مسؤولى الزمالك بالتزوير بالأمر الخطير، وحذر من التداعيات، وقال: «إن الاتهام بهذه الطريقة المريبة يحمل الكثير من المعانى، ومن شأنه تفجير أزمة خطيرة بين أكبر ناديين فى مصر (الزمالك والأهلى)، لم تحدث طوال المائة عام الماضية».

وأكد عباس فى المؤتمر الصحفى الذى أقامة مجلس إدارة النادى أمس، بحضور المحامى د. محمد بهاء الدين أبوشقة، لكشف ملابسات قضية جدو، أن نادى الزمالك قلعة رياضية وسيظل صامداً أمام الهجمات «المغولية» وسيظل كما كان دائماً حامل لواء الدفاع عن مصالح الأندية الفقيرة أمام هذا العدوان، الذى سيتسبب فى تداعيات خطيرة واحتقان على جميع المستويات لم يحدث فى تاريخ كرة القدم وقال رئيس الزمالك إنه مشفق على المسؤولين عن تنظيم مسابقة الدورى مما قد يحدث، وأكد أن ناديه التزم الصمت منذ بداية الأزمة، وقدم أوراقه فى الوقت المناسب، وشدد على صحة جميع المستندات، وطالب الإعلام بتحرى الدقة والحقيقة. واستنكر ممدوح عباس قرار اتحاد الكرة بالاكتفاء بتغريم اللاعب مليون جنيه رغم توقيعه لثلاثة أندية، وقال إن اتحاد الكرة لم يتعامل مع القضية بموضوعية، وهناك شبهة «تسييس» فى القرار، وأكد تصعيد الأمر للمحكمة الرياضية.

ورفض ممدوح عباس الدخول فى نزاع مع حسن حمدى، رئيس الأهلى، وقال إنه لن يدخل حرباً فى أكثر من جبهة، وقال: «الزمالك لن يعيد فتح ملف شريف أشرف لأنه يتحلى بشيم الرجال، ولن يتقدم بشكوى للفيفا ضد اللافتات المسيئة، لأن الأمن لم يتحفظ عليها كدليل إدانة، وبالتالى فلا جدوى من الشكوى».

وأوضح عباس أنه حرص على ارتداء ملابس بيضاء ليؤكد عدم التفريط فى حق النادى، وأكد على وحدة مجلس الإدارة.

من جانبه، أكد الدكتور محمد بهاء أبوشقة، محامى الزمالك، ما جاء فى البيان الذى أصدره النادى أمس، وقال إن الزمالك يحق له مقاضاة اللاعب وفقاً للمادة 336 من قانون النصب واتهامه بالغش والتدليس لتوقيعه على إقرار يؤكد فيه أنه لم ولن يوقع لناد آخر غير الزمالك.

وأوضح البيان أن اللاعب محمد ناجى إسماعيل، الشهير بـ«جدو»، أخل بالتزامه التعاقدى مع النادى، وهذه الأزمة أثارت الكثير من اللغط استغله البعض فى الترويج لمزاعم وادعاءات أحدثت ردود فعل غير طيبة داخل الوسط الرياضى وأسرة نادى الزمالك.

وذكر البيان أن اللاعب هو الذى حضر إلى مقر النادى بصحبة وكيله وأعلن عن رغبته فى الانضمام للنادى، ووقع على عقد الانتقال المطبوع من اتحاد الكرة كما وقع إقراراً بأنه لم ولن يوقع إلى أى نادى آخر خلاف نادى الزمالك سواء فى مصر أو خارجها وهو ما تبين خلافه عقب ذلك، وأن النادى سلك فى منازعته مع اللاعب الطرق المشروعة من خلال تقديم شكواه إلى اتحاد الكرة، والذى أصدر قراراً رسخ فيه مخالفة اللاعب وأوقع عليه وعلى وكيله عقوبة مالية، ثم قدم تظلماً فى اتحاد الكرة ضد القرار.

وأشار البيان إلى أن اللاعب وفى سابقة خطيرة وغير مألوفة على الوسط الرياضى اتجه فى سبيل التنصل من التزامه مع النادى إلى تقديم بلاغ للنيابة العامة تضمن مزاعم نسبها إلى ثلاثة من مسؤولى النادى، وكان انتقاء حازم إمام اختياراً مقصوداً لما يمثله من قيمة ورمز جماهيرى للنادى.

وأضاف البيان: فى تلك الأثناء تدخلت بعض الأصوات العاقلة فى الوسط الرياضى لمحاولة رأب الصدع وإنهاء النزاع بشكل ودى يتفق مع الأخلاقيات الرياضية، وقد أعلن مجلس الإدارة أنه ومن حيث المبدأ لا يمانع فى إنهاء تلك الأزمة بشكل راق تغليباً منه لاعتبارات متعددة من أهمها أن النادى كيان كبير لن ينزلق إلى هاوية التراشق مع لاعب مازال فى مقتبل العمر وفى بداية مشواره وأن النادى بمبادئه الراسخة يستنكر أن يشترك فى ترسيخ هذه السنة المذمومة المتمثلة فى نقل المنازعات الرياضية إلى ساحة القضاء الجنائى ولو أن نادى الزمالك ينزع إلى هذا الاتجاه لاتخذ إجراءات جنائية فى مواجهة اللاعب منذ بداية الأزمة.

وأشار البيان إلى واقعة تتعلق بأحد اللاعبين الذين انتقلوا إلى الفريق الأول بالنادى، والذى شاب عقده مع ناديه السابق تزوير واضح فى توقيعه لعرقلة انتقاله إلى نادى الزمالك، وهى الواقعة التى كان من الممكن أن ينتهى أمر التحقيق الجنائى فيها إلى إدانة العديد من مسؤولى هذا النادى، لكن النادى ـ وحرصاً على ترسيخ المبادئ ـ غض الطرف عن سلوك هذا الطريق وأمسك عن الحديث فى هذا الموضوع وأغلق هذا الملف تأكيداً لمعنى لم يتفهمه البعض حتى الآن، يتمثل فى أن المنازعات الرياضية لها سقف من الأخلاقيات والمبادئ التى تحول دون الانحراف بها إلى الاتهامات الجنائية، وقد عز على نادى الزمالك أن يجعل أو يدفع اللاعب الذى زور عليه توقيعه أن يتقدم باتهام ضد مسؤولى ناديه السابق، لأن هذا المشهد متى حدث فقد انهار العديد من القيم والأخلاقيات الرياضية.

ونادى الزمالك إذ يذكر من تناسوا أو تغافلوا عن موقفه الراقى فى هذه الأزمة والذى أدى فيه النادى ومجلس إدارته موقفاً إيجابياً لم يترك فيه اللاعب ينجرف نحو اتهامات ـ كانت ثابتة ـ نحو ناديه القديم وبعض مسؤوليه، فإن هذه التذكرة تكشف عن مبادئ وأخلاقيات نادى الزمالك التى كان يتمنى أن تسود لدى الآخرين، لاسيما أنه منذ بداية الأزمة كان خيار الالتجاء إلى القضاء الجنائى فى مواجهة اللاعب مطروحا أمامه إلا أنه قد التزم مبادئه ولكن اللاعب، وبإيعاز من البعض وإمساك البعض الآخر عن تقديم النصيحة الخالصة إليه، هو الذى اختار هذا الطريق، الذى سيكون رد النادى عليه رداً حاسماً بالمستندات والحقائق، لأن النادى ليس لديه ما يخفيه أو يتستر عليه.

وقال البيان إن مجلس إدارة الزمالك ومنذ عرض مسألة الإنهاء الودى للنزاع كان محكوماً بثابت لا يتغير يتعلق بحماية مصالح النادى والدفاع عن حقوقه وأن الإنهاء الودى للمسألة وإن كانت تمليه اعتبارات تغليب الأخلاقيات الرياضية، فإن ذلك لا يمكن أن يكون بحال على حساب حقوق ومصالح النادى.

وأضاف البيان: البعض روج والبعض الآخر قد خيل له أن الزج باسم حازم إمام، عضو مجلس الإدارة، وقد كان ذلك مقصوداً من اللاعب بشكل واضح، يمثل ورقة ضغط على النادى وجماهيره لإنهاء الأزمة، ولذلك كان الرد العملى على تلك المزاعم بإجماع المجلس وبإصرار بالغ من حازم إمام على ضرورة المثول أمام النيابة العامة لأنه لم يثر لحظة التفكير فى عدم المثول أمام النيابة الموقرة فهو أمر لا يملك أى مواطن إلا أن يستجيب إليه، فضلاً عن أن هذا المثول هو أبلغ رد بأن النادى ليست لديه عورة يريد أن يسترها. وأكد نادى الزمالك فى بيانه أنه أحرص من الجميع على استمرار النيابة فى تحقيقاتها لكشف الحقيقة، ويؤكد النادى فى هذا السياق أن التحقيقات لو كشفت عن وجود خطأ فإن النادى سوف يكون أول من يحاسب المخطئ ولذلك فعلى الجميع أن ينتظر نتيجة التحقيقات لكشف الحقيقة.

وشدد البيان على أن النادى سوف يتخذ جميع الإجراءات سواء على الصعيد الجنائى تجاه اللاعب، أو على الصعيدين المحلى والدولى فى شأن المخالفات التى ارتكبها اللاعب بإخلاله بتعاقده مع النادى وتوقيعه لأكثر من ناد آخر.

وختم مجلس الإدارة البيان بأن نادى الزمالك ككيان عريق فإن مبادئه الراسخة تحول بينه وبين أن يتجنى على لاعب، فالنادى لم ولن يقبل هذا التجنى، ولكن فى الوقت ذاته، فإن النادى يؤكد أنه ليقبل ما صدر عن اللاعب من تجاوز أو اجتراء على حقوق النادى ونيل مقصود من رموزه ومسؤوليه، وسوف يتخذ كل ما يلزم، وبمنتهى القوة، لملاحقته جنائياً، عما صدر عنه من أفعال، فضلاً عن المحافظة على حقوق النادى التى نال منها إخلاله بتعاقده مع النادى.