المتحدث باسم سيف القذافى يعيد إنتاج «الصحاف» فى حرب العراق

كتب: هدي رشوان السبت 03-09-2011 19:41

التاريخ يعيد نفسه من جديد، حيث ارتدى موسى إبراهيم، المتحدث باسم سيف الإسلام نجل العقيد الليبى معمر القذافى ثوب محمد سعيد الصحاف، وزير الخارجية والإعلام العراقىفى عهد صدام، وأحمد سعيد أشهر إذاعى مصرى، وذلك فى دور محدد سلفا وهو: إذاعة أخبار وبيانات غير صحيحة عن الموقف العسكرى.


كان أحمد سعيد أشهر مذيع مصرى فى حقبة الخمسينيات والستينيات يعلن انتصار الجيش المصرى بينما القوات الإسرائيلية تدمره عام 67، وكان الصحاف الشهير بترديد كلمة «العلوج» يعلن انتصارات القوات العراقية المتتالية على القوات الأمريكية بينما كانت القوات البرية الأمريكية تتقدم بشكل كبير إلى بغداد، وها هو الآن موسى إبراهيم يتفوق بتصريحاته الموالية للقذافى الابن على سابقيه، فرغم سقوط نظام القذافى، لم يحذ إبراهيم حذو الصحاف وسعيد، ولم يعلن مثلهما أنه كان عبد المأمور، أو أنه كان يتلقى أوامر قراءة البيانات كما كانت تأتيه، إذ خرج ليؤكد النصر للقذافى ويكرر فى أغلب تصريحاته عبارات له ولنجله سيف فى تسجيلات بثت لهما مؤخرا عقب اختبائهما مثل: «لا يزال جيشنا يسيطر على العديد من المناطق من ليبيا.. سنتمكن من استعادة طرابلس وعدة مدن أخرى فى المستقبل القريب. المعركة بعيدة جدا جدا عن نهايتها... يمكننا قيادتها من شارع لشارع ومن دار لدار»، ومرددا مزاعم تتهم عبدالحكيم بلحاج القائد العسكرى لطرابلس التابع للمجلس الوطنى الانتقالى بأنه من مؤيدى القاعدة.


د. محمود خليل أستاذ الصحافة فى كلية إعلام القاهرة أكد أن طبيعة الفراغ التى تحكم الخطاب السياسى تنعكس بدورها على الخطاب الإعلامى فتتحول الحقائق إلى ظاهرة لغوية تعتمد على الحشد اللفظى لإضافة نوع من المصداقية، لافتا إلى أن هذه الطريقة جزء من تركيبة العقلية العربية التى تعتمد على المبالغة بهدف التغطية على الحقائق الماثلة فى الواقع، وأشار إلى أن هذه النماذج تعيد إنتاج نفسها من أحمد سعيد للصحاف إلى موسى إبراهيم.