الطب البطري: 63 محلا تعرض لحوم «فاسدة» بالقاهرة

كتب: متولي سالم السبت 03-09-2011 19:14

شنت أجهزة الطب البيطرى بمديرية الطب البيطرى بمحافظة القاهرة حملة على أكثر من 83 محلا ومنفذا لبيع اللحوم البلدية والمستوردة خلال الفترة من مارس حتى يوليو الماضى، وتم إعداد تقرير رسمى عن نتائج الحملات التفتيشية تمهيدا لعرضه على محافظ القاهرة ورئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية لتشديد إجراءات الرقابة على مناطق بيع وتداول اللحوم.


وأكد التقرير الرسمى أن إجمالى محال بيع اللحوم والمطاعم والسوبر ماركت التى تعرض لحوما بلدية أو مستوردة، والتى تم تحرير محاضر مخالفات لها لقيامها بعرض وبيع لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى، يصل لأكثر من 63 محلا، ووضعت مصادر رسمية بوزارة الزراعة هذه المحال ضمن «قائمة سوداء» لمحال بيع اللحوم الفاسدة.


وأوضح التقرير الذى حصلت «المصرى اليوم« على نسخة منه أن نتائج الحملات التى قامت بها لجان التفتيش على اللحوم بمديرية الطب البيطرى بالقاهرة خلال الـ5 شهور الماضية، وكشفت نتائج الفحص صلاحيتها للعرض والبيع للمستهلك تصل أعدادها إلى 20 محال، منها محال «عبده كفتة» و«الأمير» و«مرسى النادى الاهلى»، ومطاعم «الحاتى» و«كبابجى عنتر»، ومطعم «فرحات» ، والتى اعتبرتها مصادر رسمية تندرج ضمن القائمة البيضاء لعدم وجود مخالفات صحية باللحوم التى تعرضها. وأكد تقرير مديرية الطب البيطرى بمحافظة القاهرة أن الكمية التى تمت معاينتها بتاريخ 22 يوليو الماضى فى محل «عبده كفتة» البالغة 255 كيلو لحم ضأن هى«صالحة» للاستهلاك الآدمى، كما تضمن التقرير أن اللحوم التى تمت معاينتها بمطعم «مرسى النادى الأهلى» صالحة اللاستهلاك الآدمى لكنها مذبوحة خارج المجازر المعتمدة من الدولة.


من جانبه قال الدكتور حسين منصور، رئيس مشروع جهاز سلامة الغذاء، إن 90% من عمليات نقل اللحوم فى مصر تتم من خلال عربات غير «مبردة» مما يعد مخالفا لمعايير الصحة العامة ، ويتم الكشف عن هذه المخالفات بالعين المجردة فى الشارع لدى الجزارين موضحا أن هذه اللحوم «معرضة» للتلوث، وتهدد الصحة العامة والبيئة.


وكشف «منصور» فى تصريحات صحفية لـ«المصرى اليوم» أن 95 % من المجازر المصرية غير مطابقة للمواصفات القياسية المحلية والدولية ولا تستخدم الممارسات الصحية الجيدة، ومنها عدم توافر إجراءات الأمان الصحى، مطالبا الأجهزة الحكومية بتشديد إجراءات الأمان الصحى والبيطرى باعتبارها إجراء وقائيا، لضمان سلامة اللحوم التى يتم تداولها فى الأسواق لحماية الصحة العامة والحد من انتشار الأمراض المشتركة التى تنتقل من اللحوم «الملوثة».


وأضاف منصور: «حلقات تداول اللحوم تخضع لعدة اعتبارات منها الإشراف على الحيوانات الحية فى المزارع، وهذا للأسف منعدم وهو ما يعنى غياب الرقابة الصحية والبيطرية»، منوها بأن هذا الأمر «ينعكس على انخفاض جودة اللحوم، بالإضافة إلى عدم تطبيق معايير جودة وسلامة الغذاء فى المجازر وخلال النقل وعرض اللحوم للبيع».


وأوضح الدكتور محمد المسلمى، وكيل كلية الطب البيطرى جامعة القاهرة، أستاذ صحة اللحوم، أن الكشف عن وجود لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى فى محال وسوبر ماركت ومطاعم يعنى وجود علامات فساد، ظهرت عليها مثل تغير اللون أو القوام أو الرائحة ويتم التوصل إلى هذه الحالات عن طريق العين المجردة أو الفحص الظاهرى. وأوضح أن هناك أنواعا أخرى من فساد اللحوم منها أن تكون «ظاهريا» سليمة، ولكن  تنتشر بها بعض الميكروبات التى تتواجد بها ويكون العد الكلى لها متجاوزا الحدود المسموح بها طبقا لمعايير السلامة فى مصر أو على المستوى الدولى، أو توجد بها بعض ميكروبات «التسمم الغذائى».


ولفت إلى أن صلاحية اللحوم المبردة الطازجة تتراوح ما بين 3 و 6 أيام شريطة تواجدها فى درجة حرارة تتراوح ما بين صفر و3 درجات مئوية بينما تكون درجات الحرارة المناسبة لسلامة اللحوم المجمدة هى أقل  من سالب 18 درجة، وتصل صلاحيتها لمدة تتراوح بين 9 و12 شهرا، موضحا أن اللون الداكن يدل على كبر عمر الذبيحة أو أنها تكون محفوظة منذ مدة طويلة، وأن اللونين الأخضر أو الأزرق يدلان على وجود علامات فساد اللحوم بجانب عدم تماسك قوام اللحوم، مع وجود روائح منفرة.


وشدد «المسلمى» على أن أسباب ارتفاع أعداد المحال التى توجد بها لحوم غير صالحة للاستهلاك الآدمى ترجع لعدم اتباع طرق الحفظ والتداول السليم، مثل عدم حفظها فى درجات حرارة مناسبة، مطالبا بتثبيت درجات الحرارة وعدم فصل التيار الكهربائى عن ثلاجات الحفظ حتى لا تتعرض للعطب أو الفساد أو حدوث تذبذب التيار مما يؤثر سلبيا على صلاحيتها للاستهلاك الآدمى، والتأكد من طرق التداول والنقل ومصادر تلك اللحوم قبل عرضها للبيع.


وحول مخالفات بيع اللحوم المذبوحة خارج المجازر المعتمدة أوضح «المسلمى» أن فحص اللحوم خارج المجازر يهدف إلى التأكد من صلاحيتها للاستهلاك الآدمى والكشف عن الأمراض «الخطيرة» التى تنتقل إلى الإنسان عن طريق هذه اللحوم ومنها مرض السل الذى لا يتم الكشف عنه ظاهريا.


وطالب بتشديد الرقابة على جميع محال ومنافذ تداول اللحوم مطالبا بتوعية المستهلكين بالطرق الصحيحة لتداول اللحوم مشيرا إلى ضرورة إغلاق جميع شوادر بيع اللحوم غير المطابقة للمواصفات لعدم توافر ثلاجات عرض للحوم بها تحافظ على صلاحيتها للاستهلاك الآدمى.