يشكو بعض الرجال من انطفاء رغبة الزوجة الجنسية وما بين الاتهامات بالبرود الجنسي والعداء والتحفز وتصيد الأخطاء تضيع الحميمية الحقيقية بين الرجل والمرأة، وكأنهما بالفعل من كوكبين مختلفين، ينسى الرجل أن شهوة المرأة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمشاعرها تجاهه ونظرتها له ومعاملته لها، وتنسى المرأة أن شهوة الرجل بصرية من الدرجة الأولى وأنه يحتاج إلى أن يراها متجددة مثيرة مقبلة عليه.
إذا كنت رجلا وتشعر أن مشاعر زوجتك هادئة تجاهك، أريدك أن تراجع نفسك في معاملتك معها؛ هل تُطري عليها شكلًا وموضوعًا؟ هل تشعرها أنك تقدّر عملها ومواهبها؟ هل تمدح طهوها مثلاً؟ هل تساندها في تربية الأولاد؟ هل تجاملها؟ هل تشكرها؟ هل تحنو عليها؟ هل تلاطفها؟ هل تضحك معها؟ هل تتبسم في وجهها؟ هل تغازلها؟ هل تقبّل يديها؟ هل تربت على كتفها؟ هل تمدحها أمام الناس؟ هل تبجلها أمام أهلك وأهلها؟ هل تداعبها بشكل كاف قبل الممارسة؟ إذا كنت لا تفعل كل هذه الأشياء، فاعلم أنك سبب انطفاء بريق زوجتك وأنك سبب إهمالها لك، وسبب انصرافها عنك وإذا استمرت معاملتك لها على نفس المنوال، فسوف تفقد حبها وقد تفقدها هي شخصيا بالانفصال – سواء انفصال فعلي أو انفصال عقلي وجسدي وعاطفي وعليك أن تتذكر أن الطريق إلى قلب وجسد زوجتك هو أذنيها، وفي الزواج لسانك وكلامك أهم بكثير من عضوك الذكري وفحولتك.
أما إذا كنت امرأة تعانين من «برودة» مشاعر زوجك وتجاهله لك، أريدك أن تراجعي نفسك وتتجنبي هذه الأخطاء التقليدية؛ هل تسخرين منه في السر أو العلانية؟ هل تقاطعين حديثه بصورة متكررة؟ هل تسفهين من آرائه؟ هل كلما خاطبتيه كنت آمرة أو ملحة أو متسلطة أو مبتزة أو لائمة؟ هل حوارك معه سلسلة من الاتهامات بالتقصير أو التجاهل أو العجز؟ هل تفشين أسراره وخصوصيات علاقتكما؟ هل كلامك معه كله طلبات أو مساومات مادية؟ هل تتحدثين معه بأسلوب غير لائق يخلو من الاحترام؟ هل علاقتك به مبنية على الشك وعدم الثقة؟ إذا كنت تفعلين هذه الأشياء، فأنت تدقين مسامير عديدة في نعش هذه الزيجة وفي القريب العاجل سيصاب زوجك بالبرود العاطفي والنفور الجنسي منك وقد تجدينه مصابًا بالخرس الزوجي أو متهمًا دائمًا بالشرود والتجهم، هناك الكثير من الرجال سقطوا في بئر الخيانة أو العلاقات المتعددة بحجة عدم التفاهم بينهم وبين زوجاتهم.
هناك الكثير من العلاقات الجنسية الرائعة من الناحية التقنية ولكن الحميمية الحقيقية، تلك التي تشبع الروح وتغذي الحب، تحتاج لكثير من التواصل البنّاء والحوار المتبادل والأمان النفسي.