أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، السبت، ثقته مطلقة في قدرات المصريين على بناء وطنهم وفي مقدمتهم أهل الصعيد الأوفياء.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته بالجلسة الختامية بالمؤتمر الوطني الشهري الثاني للشباب بأسوان، «أقدر حجم تضحيات وصمود المصريين لتحقيق التنمية خاصة في الصعيد»، مشيرا إلى أنه وجه الحكومة بالعمل على تحسين أحوال أهل الصعيد .
وتابع: «أبنائي وبناتي شباب مصر، السيدات والسادة الحضور الكريم أتحدث إليكم اليوم والسعادة تغمرني وتمتزج بها مشاعر الفخر والاعتزاز بوجودي هنا على هذه الأرض الأصيل الغالية على قلوبنا، ونحن سويا على ضفاف نيلنا الخالد، هبه الله لنا والساري في رحلته الأبدية من الجنوب إلى الشمال حاملا للمصريين الخير والحياة وشاهدا على التاريخ منذ أن بزغت شمس الحضارة الإنسانية هنا في ربوع صعيدنا الطيب».
وأردف: «فقد كانت إرادة الله أن تكون أرض مصر هي مبتدأ الحضارة والتاريخ الإنساني، حين شرع أجدادنا في البناء وعمارة الأرض باخلاص وتفان وعزيمة فخلدهم التاريخ في سجل الشرف الإنساني وظلت آثارهم رمزا للإنسانية كلها وليس للمصريين فقط. فهنا تتكامل اللوحة المصرية حين ترسل الشمس أشعة الخير فينعكس بريقها على صفحة النيل الخالد».
وأضاف «وتصنع الوجه الطيبة الأصيلة وتنبت على ضفاف النيل سنابل الخير الأخضر وتتقطع ظلال المعابد مع المساجد والكنائس وتلك الوحة المصرية المتفردة التي وهبها الله لنا نحن المصريون كانت بمثابة الحارس الأمين على هذه الأمة العريقة ..وجمعت بين عراقة التاريخ وعبقرية الجغرافيا».
وأكد أنه «أثق ثقة مطلقة في قدرات المصريين وإرادتهم الحقيقية في بناء وطنهم بالشكل الذي يليق بعراقة هذه الأمة وبما يطمحون به وتنبع هذه الثقة من تقييم الموضوي للصفات الانسانية المتفردة والمتميزية التي وهبها الله للمصريين».
وأردف: «ويأتي في المقدمة أهل صعيدنا الأوفياء الصابرين الصامدين والذين يثبتون على مدار الأزمنة والحقب المتعاقبة بأنهم حراس أمتنا وخلفا لخير سلف، فهم الذين شبوا على ضفاف النيل واكتسبت بشرتهم بلون الشمس وتشربت أرواحهم بعظمة الأجداد، ولحظت عيونهم آثار الحضارة الأولى في المعابد التي صنعت من صخور الصعيد الصلبة كأهلها».
وتابع: «فهنا وحد مينا القطرين وهزم أحمس الهكسوس واسترد الأرض والعرض، وهنا كانت الأرض ولادة بالأبطال والرموز، هنا في صعيد مصر نشأ عمر مكرم وجمال عبدالناصر ومكرم عبيد والأبنودي والعقاد وغيرهم من النماذج المهمة في تاريخ أمتنا».
وقال الرئيس: «أبنائي أبناء الجنوب الطيب، إنني على يقين كامل بأنكم لم تحصلوا بعد على ما تستحقونه وأدرك إدراكا عميقا، حجم معاناتكم على مدار عقود من مشكلات متراكمة طالت كافة مناح الحياة، اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، وأقدر حجم تضحياتكم وصمودكم أمام هذه المعاناة ولاننا شرعنا سويا دولة وشعبا في المضي قدما نحو إعادة بناء الدولة المصري الحديثة، فكان لزام علينا أن يكون الصعيد وشبابه على رأس أجندة العمل الوطني في هذه المرحلة».
وتابع: «ولذلك فإنني قررت أن يكون المؤتمر الدوري الثاني للشباب في مدينة أسوان كي نتناقش ونتحاور بكل صراحة ومصداقية حول إيجاد الرؤى والمقترحات، لمواجهة التحديات التي تواجه أهلنا في الصعيد، ولاسيما الشباب، ونصيغ سويا دولة وشعبا حلولا واقعية واجراءات تنفيذية تحقق لنا الهدف المرجو بأن تتحقق في الصعيد طفرة ملموسة في مجال التنمية وتطويرا حقيقيا في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والمجتمعية، من خلال تعظيم الاستفادة من كافة الفرص والموارد المتاحة والتخطيط العلمي والواقعي السليم لادارة هذه الموارد، وانطلاقا من هذه الرؤية الواضحة نحو ضرورة أن يكون للصعيد رقم صحيح في معادلة التنمية الشاملة فقد كانت توجيهاتي واضحة للحكومة، وكافة أجهزة الدولة نحو المضي قدما في مسارات تحسين الأحوال أهل الصعيد على كافة المستويات».
واستطرد: «وبالفعل وعلى مدار 30 شهرا منذ أن توليت المسؤلية فقد تحقق في الصعيد حجما من الجهود التي تعد بمثابة بداية حقيقية جادة نحو تحقيق التنمية في الصعيد».
وتابع: «في مجال الحماية الاجتماعية والحد من الفقر.. بدأنا منذ عام 2014 مشروعا للحد من الفقر ورفع مستوى المعيشة بمحافظات أسيوط وسوهاج وقنا، من خلال منح قروض للأسر محدودة الدخل لتنفيذ مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر بقيمة بلغت حتى الآن 147 مليون جنيه».
وذكر أنه «كما تمت تغطية أكثر من 1700 قرية بالصعيد بمظلة برنامج تكافل وكرامة الذي يوجه 82% من اجمالي مخصصاته لمحافظات الوجه القبلي باجمالي حوالي 1.1 مليون أسرة، كما تمت زيادة المخصصات المالية لصالح مشروع التغذية المدرسية بالصعيد ليغطي أكثر من 9400 مدرسة باجمالي تكلفة مالية تصل إلى 850 مليون جنيه في العام الدراسية 2016- 2017».
وأوضح أنه «في مجال تحسين البنية الأساسية للمنشآت التعليمية في الصعيد ... فقد تم الانتهاء من عملية احلال وتجديد وتطوير لـ 3258 فصل دراسي باجمالي 238 مشروعا، كما يتم إنشاء 179 فصلا دراسيا في المشروع المصري الياباني».
وأكمل: «قد بلغت إجمالي الاعتمادات التي تم صرفها من صندوق دعم وتمويل المشروعات التعليمية لمحافظات الصعيد خلال الثلاثين شهرا الماضية حوالي 380 مليون جنيه، ولأن المعلم يمثل حجر الزواية في العملية التعليمية فقد تم تدريب 172 ألف معلم من خلال مشروع التنمية المهنية للمعلمين، وانطلاقا من حرص الدولة على دعم التعليم التي نظرا لأهميته المتناهية في تطوير المجالات الفنية الصناعية والزراعية فقد تم انفاق مبلغ مليار و950 مليون جنيه على مشروعات تطوير مدارس التعليم الفني في الصعيد خلال العامين الماضيين. وفي مجال مشروعات الكهرباء والطاقة فقد تم إنشاء محطة كهرباء بني سويف بقدرة 4000 ميجاوات باجمالي استثمارات 2 مليار يورو».
وذكر أنه «كذلك تم إنشاء محطة كهرباء غرب أسيوط باجمالي قدرة يبلغ 1000 ميجاوات وبتكلفة استثمارية بلغت 746 مليون دولار. كما تم إنشاء عدد من وحدات انتاج الطاقة الكهرباية المتنقلة لمحافظات سوهاج وأسيوط والمنيا وتم دخول هذه الوحدات إلى الخدمة تباعا منذ مايو عام 2015».