اهتمت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح الجمعة، بالتطورات على الساحة اللبنانية، وقالت «هاآرتس» إن إسرائيل رفعت من استعداداتها المخابراتية على الحدود الشمالية مع لبنان، إلا أنها لم ترفع حالة التأهب لدى قواتها العسكرية بعد، أما «يديعوت أحرونوت» فنقلت عن وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» اتهامه لحزب الله بـ«الاستمرار في سياسة التهديد والابتزاز»، وأشارت «معاريف» إلى أن العاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، يمتنعون عن النظر في طلبات الحصول على تأشيرة دخول إلى إسرائيل، في إطار احتجاجهم، وهو ما يؤثر على السياحة الإسرائيلية.
«هاآرتس»
قالت صحيفة «هاآرتس» إن الجيش الإسرائيلي لم يقم برفع حالة التأهب على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية، بعد سقوط حكومة سعد الحريري، إثر استقالة وزراء المعارضة منها، كما لم يحشد قواته بالقرب من الحدود مع لبنان، خلافاً للأنباء التي نشرها الخميس عدد من وسائل الإعلام، وأشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع الذي عُقد في مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي «إيهود باراك»، والذي حضره عدد من المسؤولين البارزين في أجهزة المخابرات الإسرائيلية قد خلص إلى أن «الأحداث الأخيرة في بيروت لن تنعكس بشكل مباشر في هذه المرحلة على الأوضاع القائمة على الحدود مع إسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم رفع حالة التأهب المخابراتية، وتابعت «هاآرتس»: «تدرك إسرائيل جيداً مرحلة تعاظم القوة التي يشهدها حزب الله واستعداداته تمهيداً لخوض مواجهة محتملة مع إسرائيل»، إلا أنها قالت إن حزب الله لا يرى في تحويل الأزمة اللبنانية للمسار الإسرائيلي حلاً مناسباً.
وتحت عنوان «في خرق للوضع القائم: فتح حائط المبكى الصغير أمام المصلين اليهود لإقامة الصلوات هناك لأول مرة منذ عام 1967»، قالت الصحيفة إن سلطة تطوير القدس تقوم بأعمال بناء في «موقع مقدس بقلب الحي الإسلامي في البلدة القديمة»، لافتتاحه أمام المصلين اليهود، وقالت الصحيفة إن افتتاح الموقع يأتي تجاوباً مع مطالب عدد من الجمعيات المتطرفة، وأشارت إلى أن المصادمات المتكررة بين المصلين اليهود والسكان المسلمين جعلت الحكومة تبقي المكان دون الإعلان عنه كمكان مقدس.
«يديعوت أحرونوت»
اهتمت «يديعوت أحرونوت» كغيرها من وسائل الإعلام الإسرائيلية بما يحدث على الساحة اللبنانية، وقالت الصحيفة في عددها اليوم تحت عنوان: «نصر الله للحريري: لقد أصبحت في خبر كان»- إن: «الأمين العام لحزب الله يهين رئيس الوزراء اللبناني الذي يتواجد خارج البلاد بعد انهيار حكومته، ومن غير الواضح ما إذا كان الحريري سيعود إلى بيروت قريبا أم لا»، وأنه «في الوقت الذي يحاول فيه العالم تهدئة الخواطر يقوم حزب الله بتأجيج النار»، على حد قول «يديعوت أحرونوت»، التي أشارت إلى أن: «الحريري اجتمع أمس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وحزب الله يحاول تعيين شخصية محسوبة عليه في منصب رئاسة الوزراء تخضع لإملاءات دمشق، والأغلبية تصر على بقاء الحريري في منصبه».
وفي سياق متصل، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان» حزب الله بممارسة ما سماه بـ«أساليب التهديد والابتزاز تجاه المجتمع الدولي»، وقال «ليبرمان»: «إن التطورات المثيرة للقلق في لبنان تشكل نموذجاً آخر لأسلوب التهديد والابتزاز الذي ينتهجه حزب الله تجاه المجتمع الدولى، في محاولة لمنع نشر قرار المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري»، وأضاف «ليبرمان»: «هذا شأن لبناني داخلي، إلا أنه اختبار هام للمجتمع الدولي».
من ناحية أخرى، قالت «يديعوت أحرونوت» إن الوسيط الألماني «جيرهارد كونراد» عاد إلى قطاع غزة، بعد فترة من الجمود، لاستئناف التفاوض مع قيادة حماس حول صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل يُطلق بموجبها سراح الجندي الإسرائيلي الأسير لدى الحركة، «جلعاد شاليط»، هذا فيما قال «نوعام شاليط» إنه لا علم له بتجديد مهمة الوسيط الألمانى، وقال إنه يأمل أن تعمل حكومة إسرائيل على طي ملف هذه القضية.
«معاريف»
صحيفة «معاريف» أشارت إلى الرسالة التي تلقاها رئيس الموساد الإسرائيلي المنتهية ولايته، «مائير داجان»، من الرئيس الأمريكي السابق «جورج بوش» الذي أعرب فيها عن تقديره لجهود «داجان» في الحفاظ على أمن إسرائيل، وقال «بوش» في رسالته: «أقدم لك التهاني بمناسبة إنهائك مهام منصبك، لقد قمت بخدمة وطنك بشرف، وكان لي شرف التعاون معك بغية حماية أمن الدولتين ووضع الأسس لعالم أكثر هدوءا واطمئنانا، عالم يسوده السلام».
وعن احتجاجات العاملين في وزارة الخارجية الإسرائيلية، قال رئيس مكتب تنسيق شؤون السياحة «ميخائيل فيدرمان»، إن الاحتجاجات التي يقوم بها العاملون في وزارة الخارجية الإسرائيلية «تضر بالحركة السياحية في إسرائيل وتمس بصورة الدولة»، وقال «فيدرمان» في رسالة بعث بها إلى وزير الخارجية الإسرائيلي «أفيجدور ليبرمان»، قال فيها إن «العاملين في وزارة الخارجية يمتنعون عن النظر في طلبات الحصول على تأشيرات دخول إلى إسرائيل»، ودعا «فيدرمان»، وزير الخارجية إلى العمل بكل طاقته من أجل وقف احتجاجات العاملين في وزارته.
وكان العاملون في وزارة الخارجية الإسرائيلية، الذين يحتجون على انخفاض رواتبهم، قد أصدروا الأربعاء، بياناً دعوا فيه الإسرائيليين الذين يواجهون مشاكل أثناء وجودهم خارج البلاد، أو الذين ينوون السفر، إلى التوجه بطلب إلى وزير المالية الإسرائيلي لمساعدتهم، كما تسببت احتجاجاتهم في وقف العديد من الأنشطة الدبلوماسية لإسرائيل.
من ناحية أخرى، قالت «معاريف» إن الحاخام «عوفاديا يوسف» الزعيم الروحي لحركة شاس، بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، عبر الوزير «إيلي يشاي»، أحد أبرز قيادات الحركة، تطالبه بإطلاق سراح «الجاسوس اليهودي» «جوناثان بولارد»، الذي قضى في السجن الأمريكي 25 عاماً بعد اتهامه بالتجسس على الولايات المتحدة لصالح إسرائيل، وقال «يوسف» في رسالته إن صحة «بولارد» «تتدهور إلى حد يعرض حياته للخطر، ما يوجب إطلاق سراحه فوراً»، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» قد تقدم بطلب مماثل إلى الرئيس الأمريكي طالب فيه بالإفراج عن الجاسوس «جوناثان بولارد» لـ«أسباب إنسانية».