إدارة «ترامب» تبحث تصنيف "الإخوان" منظمة إرهابية

كتب: محمد السيد علي, وكالات الجمعة 27-01-2017 18:51

قال مسؤولون أمريكيون وأشخاص مقربون لفريق الرئيس الأمريكى دونالد ترامب إن نقاشا جاريا في إدارة ترامب حول ما إذا كان يتعين على الولايات المتحدة إعلان جماعة «الإخوان» منظمة إرهابية وإخضاعها للعقوبات الأمريكية.

وقالت المصادر إن فصيلا يقوده مستشار الأمن القومى لترامب، مايكل فلين، يرغب في إدراج جماعة الإخوان إلى قائمتى وزارتى الخارجية والخزانة الأمريكيتين للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقال مستشار لترامب رفض نشر اسمه بسبب حساسية الموضوع: «أعرف أن الأمر يخضع للنقاش، أنا أؤيد ذلك»، مضيفا أن فريق فلين بحث إدراج الجماعة على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية، لكنه قال إنه لم يتضح في نهاية المطاف متى أو ما إذا كانت الإدارة ستمضى قدما في نهاية الأمر في اتخاذ هذه الخطوة.

ويشعر فريق آخر من المسؤولين الأمريكيين بالقلق من أن يؤدى أي إجراء أمريكى لتصنيف الإخوان بالكامل كمنظمة إرهابية إلى تعقيد العلاقات مع تركيا، وهى حليف رئيسى للولايات المتحدة في الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابى، حيث يتولى السلطة في تركيا حزب العدالة والتنمية ذو الجذور الإسلامية، الذي يهيمن على حكومة الرئيس التركى طيب أردوغان والمعروف بتحالفه مع جماعة الإخوان.

ولم يتضح أي فصيل داخل الإدارة الأمريكية ستكون له الغلبة، فيما طرح السناتور تيد كروز وعضو مجلس النواب ماريو دياز بالارت هذا الشهر تشريعا لإضافة الإخوان إلى قائمة الإرهابيين.

وذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن إدارة ترامب تدرس الآن إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وهو الأمر الذي يمكن أن يؤدى إلى سلسلة من العواقب غير المتوقعة في جميع أنحاء المنطقة.

وأضافت أن الإخوان التي تأسست في مصر عام 1928، تقول إنها تعارض العنف السياسى، وتسعى لتحقيق هدفها المتمثل في إقامة دولة إسلامية بالوسائل الديمقراطية، لكن هذا لا يعنى أن أعضاءها لم ينتهجون العنف في الماضى، كما أن حركة حماس التابعة لها أدرجتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية منذ عام 1997.

وأشارت إلى أنه على مدى العقد الماضى، حافظت إدارة الرئيسين السابقين جورج دبليو بوش، وباراك أوباما إلى حد كبير، على سياسة الانخراط مع أعضاء الإخوان، خاصة بعد وصول الرئيس السابق محمد مرسى للحكم في 2012، لكن إدارة ترامب، حتى الآن، تتخذ نهجا مختلفا جذريا.

ونوهت إلى أن مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجة، ريكس تيلرسون، الذي حصل على دعم من لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ لينال المنصب، لا يميز كثيرا بين الإخوان والجماعات الجهادية المتطرفة مثل «داعش».

وأضافت الصحيفة أن تيلرسون قال خلال جلسة الموافقة على تعيينه وزيرا للخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكى الثلاثاء الماضى، إن «زوال داعش يتيح لنا أيضا زيادة اهتمامنا للتركيز على العوامل الأخرى من الإسلام المتطرف مثل القاعدة والإخوان وبعض العناصر داخل إيران».

فيما قال المتخصص في الإسلام السياسى في معهد بروكينجز بواشنطن، شادى حامد، للصحيفة إن إدراج الإخوان على القائمة السوداء شيء لا يمكن أن يحدث على الفور. وأضاف: «بالتأكيد هناك نية للقيام بذلك، لكن عملية تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية مسألة صعبة ولن تتم بين عشية وضحاها».

ويمنع القانون الأمريكى الأشخاص في الولايات المتحدة من تقديم دعم مادى عن علم لمنظمات مصنفة على أنها إرهابية ويحظر على أعضاء مثل هذه الجماعات دخول الولايات المتحدة.

وأشارت صحيفة «ميرور» البريطانية إلى أن من بين الدول الأخرى التي صنفت الإخوان على قوائمها الإرهابية مصر والإمارات والسعودية.

واضافت أن فروعا أخرى في تركيا وتونس تخلت عن العنف ووصلت إلى السلطة بالوسائل الديمقراطية، مشيرة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وترامب تحدثا هاتفيا هذا الأسبوع وبحث الزعيمان سبل تعزيز الحرب على الإرهاب والتطرف.