صحف عربية: صراع «سلفي- إخواني» على أصوات الناخبين.. ودرس «أردوغاني» لمصر

كتب: ملكة بدر السبت 03-09-2011 11:51

أبرزت الصحف العربية الصادرة السبت عدة قضايا أهمها الانتخابات البرلمانية المقبلة في مصر والصراع على أصوات الناخبين وسط الغموض المربك، وعقاب تركيا لإسرائيل دبلوماسيا وعسكريا، وآخر تطورات أزمة المعتمرين في مطار جدة، بالإضافة إلى تطوع محامين كويتيين للدفاع عن الرئيس السابق حسني مبارك.

استطلاع هلال الانتخابات

اهتمت أكثر من صحيفة عربية السبت بالانتخابات البرلمانية المرتقبة في مصر مع بداية شهر سبتمبر، وقالت «الجريدة» الكويتية إن الحكومة استعدت للانتخابات «بتغليظ عقوبة الرشوة»، مشيرة إلى إعداد مشروع قانون يجرم استخدام المال في الانتخابات، واعتباره جريمة رشوة يعاقب عليها القانون بالحبس من 3 إلى 15 سنة، ومعاقبة المرشح الذي يستخدم المال بالحبس، واعتباره في مكانة الراشي.

وأوضحت «الرأي» الكويتية أن مشروع تقسيم الدوائر الانتخابية المقترح من اللجنة الوزارية التشريعية أعاد تقسيم الدوائر الانتخابية في مصر، خاصة بعد إلغاء بعض المحافظات التي كانت قد انفصلت عن القاهرة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك.

ويتضمن مشروع القانون الخاص بدوائر مجلس الشعب تقسيم مصر إلى «126» دائرة انتخابية للانتخاب الفردي، و58 دائرة انتخابية بالقوائم الحزبية، وراعى المشروع عدم المساس بالمقاعد المخصصة لكل محافظة، وفقا للقانون رقم 206 لسنة 1990، مع إمكانية زيادة هذا العدد وفقا لتزايد أعداد الناخبين.

أما صحيفة «الشرق الأوسط» فاعتبرت أن  «الشارع المصري يستطلع هلال» الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرة إلى غموض الأمر بالنسبة لرجل الشارع المصري حتى الآن، في إطار تصريحات عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة ممدوح شاهين، الذي قال إن يوم الانتخابات سوف يعلن عنه «في الوقت المناسب وبشكل رسمي».

من جانبها، رأت صحيفة «القدس العربي» أن ما يحدث الآن «صراع سلفي - إخواني على أصوات الناخبين»، موضحة أن «المصريين لم يهنأوا بكعك العيد حتى وجدوا أنفسهم أمام معارك صاخبة بين القوى السياسية المختلفة التي تتصارع على الجماهير المكممة منذ عقود».

 

تركيا تعاقب إسرائيل

من ناحية أخرى، احتل خبر طرد السفير الإسرائيلي من تركيا معظم عناوين الصحف، وقالت «العرب» القطرية إن أنقرة قررت طرد السفير وتجميد الاتفاقات العسكرية بين تركيا وإسرائيل بعد أن كررت الأخيرة رفضها الاعتذار عما حدث للناشطين السلميين الأتراك في مايو العام الماضي عندما كانوا متوجهين إلى غزة، وقامت قوات الجيش الإسرائيلي بفتح النيران عليهم، وقتلت منهم تسعة أشخاص.

وأشارت «الاتحاد» الإماراتية إلى أن أحمد داوود أوغلو، وزير الخارجية التركي، عقب صدور تقرير الأمم المتحدة الذي أدان استخدام إسرائيل القوة المفرطة مع الناشطين، قال: «آن الأوان أن تدفع إسرائيل ثمنا لأفعالها غير المشروعة وهذا الثمن، بادئ ذي بدء، سيكون حرمانها من صداقة تركيا».

وأوضحت «الشرق الأوسط» أن إسرائيل استقبلت «القرارات القاسية» التي اتخذتها تركيا ضدها «بأعصاب باردة»، وقال حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنها كانت تتوقعها وأكدت على أن تركيا «لم توصد الباب تماما وأبقت على مستوى معين من العلاقات يتيح تصحيحها مستقبلا».

وفي مقاله الافتتاحي، قال عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة «القدس العربي» إن ما فعلته تركيا بإسرائيل بمثابة «درس أردوغاني لحكومة مصر». وأضاف أن «هذه هي المرة الأولى، ومنذ عشرات السنين، تتجرأ دولة إسلامية، ولا أقول عربية، وتتصدى للغطرسة الإسرائيلية بهذه القوة، وبهذا الحزم»، مشيرا إلى استكمال مصر علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، رغم الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة عليها، خاصة بعد أن «قتلت (إسرائيل) وبشكل متعمد مع سبق الإصرار والترصد خمسة من جنودها في سيناء في انتهاك صريح لاتفاقيات كامب ديفيد».

 

«فوضى» المعتمرين في جدة

صحيفة «الوطن» السعودية ألقت الضوء على أزمة المعتمرين المصريين في السعودية، وأرجع المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني السعودي، خالد الخيبري، أسباب تكدس المعتمرين الذي شهدته صالة المغادرة في مبنى الحجاج في جدة، إلى «حرص بعضهم على البقاء في الحرم المكي ليشهدوا ليلتي 27 رمضان وختم القرآن»، مشيرا إلى أن مواعيد مغادرتهم على الرحلات الجوية كانت في أوقات مبكرة، الأمر الذي دعاهم إلى التوجه مباشرة لصالة الحجاج نهاية رمضان للعودة سريعا.

وأضافت الصحيفة أن الهيئة العامة للطيران المدني أصدرت بيانا الجمعة قالت فيه «إن تدافع المعتمرين المصريين في مبنى الحجاج بمطار الملك عبد العزيز، أدى إلى توقف الإجراءات، وتداخل الرحلات في الصالة الواحدة، وحجز عدد من الصالات، الأمر الذي شكل عقبة كبيرة في إعادة إخراجهم».

وأوضحت أن هذه المشكلة نجم عنها «فوضى بسبب تصرفات غير منضبطة» من بعض المعتمرين، أدت إلى إعاقة العاملين في بعض قطاعات المطار ومنها الخطوط السعودية من تأدية واجبهم تجاههم بما يكفل مغادرتهم حسب مواعيد رحلاتهم.

وفي الصحيفة نفسها، كتب علي سعد في صفحة الرأي مقالا ينتقد فيه «الحديث المبتذل عن العزة والكرامة» في مسألة المعتمرين المصريين في مطار جدة، وقال إن من يقرأ صحف القاهرة في أزمة المعتمرين الأخيرة «يظن أن مطار جدة تحول إلى ميدان عبد المنعم رياض أو ميدان التحرير». واعتبر أن تشجيع الصحف المصرية للمعتمرين بأخذ حقوقهم بأيديهم «بلطجة مكشوفة» وهي بمثابة «التسويق الرخيص الذي يعكس بعض الأدبيات التي تشحن في – المصري – اليوم روح الفوقية والأنا وكأن العالم من حوله بات له حديقة خاصة لا مكان فيها لسيادة أهلها عليها بكل ما للوافد الأجنبي من حقوق ومثل ما عليه من واجبات».

 

هيئة الدفاع التطوعي «الكويتية» عن مبارك

ذكرت «الاتحاد» الإماراتية أن عشرة محامين كويتيين انضموا إلى فريق الدفاع عن الرئيس السابق حسني مبارك في قضية اتهامه بالفساد والاشتراك في قتل متظاهرين سلميين، وسيحضرون الجلسة الثالثة في القضية، المقرر عقدها الاثنين.

وقالت إنه بعد تطوع 10 محامين من الكويت، يصل عدد المحامين المتطوعين للدفاع عن مبارك إلى 1700 محام، إلا أنهم أجمعوا على اختيار 50 محامياً فقط، وهو العدد الذي سمحت به هيئة المحكمة لدخول القاعة.

وأوضحت «الشرق الأوسط» أن فريق المحامين الكويتيين برئاسة فيصل العنتيبي، أعلنوا أنهم جاءوا بالنيابة عن عدد أكبر من المحامين الكويتيين لكن تم الاتفاق على 10 فقط وانتدابهم لمصر. وأجرت الصحيفة حوارا مع يسري عبد الرازق، رئيس هيئة «الدفاع التطوعي» عن مبارك، قال فيه إنه من المنتظر وصول المحامين الكويتيين، السبت، حال موافقة وزير العدل المستشار، محمد عبد العزيز الجندي، على الطلب الرسمي المقدم من الهيئة الكويتية بشأن انضمامهم لهيئة الدفاع المصرية.

وهدد عبد الرازق بأنه في حال رفض وزير العدل قبول انضمام هيئة المحامين الكويتيين فإنه سيضطر لتقديم شكوى رسمية للنائب العام للتراجع عن هذا الرفض، الذي سيعد «غير قانوني»، على حد وصفه، وستكون مشاركتهم من خلال تقديم مذكراتهم القانونية للمحامي الرسمي لمبارك فريد الديب، بينما سيترافع وحده أمام المحكمة .

وذكر عبد الرازق أن المحامين قالوا له بالحرف الواحد «الرئيس مبارك له أفضال كبيرة علينا، ولقد كان هو والجيش المصري من ساندنا في استرداد الكويت.. نحن عرب وأهل شهامة ولا يمكن أن نتركه في محنته وشدته وحده لأنه لم يتركنا». كما كشف عن رغبات عدة لمحامين متطوعين من دول عربية أخرى للانضمام لهيئة الدفاع المصرية، لكنها ما زالت قيد البحث.