طالبت لجنة الثقافة بالمجلس الشعبى المحلى للمحافظة بإزالة جميع التعديات الواقعة على منطقة كوم وتل الناضورة الأثرية، البالغة مساحتها نحو 8 أفدنة، وتقع فى منطقة الجمرك، خاصة أن التعديات تتمثل فى قيام الأهالى ببناء حظائر لتربية وتسمين الحيوانات وإقامة ورش لصب الحديد الزهر على مساحة كبيرة من المسطح الأثرى.
وحذرت دينا زكى، رئيس اللجنة، من استمرار التعديات الواقعة على المنطقة، والتى تعانى منها منذ عشرات السنين، خاصة حظائر تربية وتسمين الحيوانات الموجودة داخل منطقة كوم الناضورة والورش الصناعية والمسابك التى تنبعث منها أسراب الأبخرة والسموم الضارة. وأضافت: «سبق أن قدم المجلس عدة مذكرات إلى الجهات المعنية بالمخاوف من انهيار المنطقة الأثرية، خاصة فى التل الأثرى فى الكوم، الذى يكاد ينهار بسبب الأمطار والميل، ولم يتحرك أحد، فضلا عن التعديات من الأهالى إلى جانب نقل المسابك والورش الصناعية إلى المنطقة الصناعية فى برج العرب، لخطورتها ليس على الأثر فقط ولكن على المواطنين أيضا».
ولفتت «زكى» إلى صدور أكثر من 27 قرار إزالة لأصحاب هذه الحظائر والورش فى كوم الناضورة، تم بالفعل تنفيذ عدد كبير منها، ومن المنتظر استكمال التنفيذ حتى تتمكن هيئة الآثار والمتاحف من أداء دورها وتطوير المنطقة.
وأشارت إلى تعرض العديد من المناطق الأثرية بالمحافظة للتعديات منذ عشرات السنين نتيجة ضعف الثقافة الأثرية، مطالبة بتشديد الحماية وتضافر جهود كل أجهزة الدولة لمنع مثل هذه التعديات وإزالتها وإعداد «قائمة سوداء» بأسماء الأفراد المتعدين على الأراضى المملوكة للهيئة العامة للآثار.
من جانبه قال المهندس محمد رضا يوسف، مدير عام الإدارة الهندسية لآثار الوجه البحرى وسيناء، إنه تم توقف التطوير بسبب هذه التعديات، خاصة أن الهيئة أرسلت خطابات عديدة إلى مسؤولى الحى تطالب بإزالة هذه التعديات ولم يتحرك أحد.
وأشار إلى وجود خطة عاجلة لدى المجلس والحى تتمثل فى درء الخطورة كمرحلة أولى تتضمن تأمين التل الأثرى والمبانى الأثرية الموجودة أعلى التل وتم رصد ميزانية كبيرة لهذه المرحلة، لافتا إلى أن المرحلة الثانية من التطوير يتم البدء فى تطويرها عقب إزالة التعديات.
وأوضح أنه تم رصد 30 مليون جنيه كتكلفة مبدئية للبدء فى المرحلة الثانية من المشروع، لافتا إلى أن التطوير سيشمل الموقع بالكامل والتجهيزات الخاصة بالمبانى الإنشائية.
وأكد يوسف أن منطقة كوم الناضورة لم تمتد إليها يد التطوير منذ نشأتها أيام الإنجليز، وكانت تستخدم كبرج خاص بالسفن، مشيرا إلى أن التعديات تقع فى أطراف الناحية الجنوبية الغربية للكوم.
وأكد الأثرى أحمد عبدالفتاح، المشرف العام على آثار ومتاحف المحافظة الأهمية التاريخية لمنطقة تل الناضورة، مشيرا إلى أن محمد على أنشأ مرصدا مميزا فى طرازه لمراقبة حركة الميناء الذى يبدو من فوق واضحا وجليا. وأضاف عبدالفتاح: «التل اجتذب المأمور الإنجليزى فى عهد الاحتلال والذى أنشأ ثكنته أعلاه، وهى أيضا ذات تصميم راق ومتانة، خاصة مع استخدام الروابط المعدنية التى تميز الطراز الإنجليزى عند الزوايا»، مشيرا إلى أن التل يقع بين شارع الجزائر شرقا والباب الأخضر غربا وكذلك شارع بحرى بك جنوبا وحمام المنشية شمالا فى منطقة المنشية».
وقال إن التل والمنطقة يعانيان من كوارث طبيعية وصناعية مثل حظائر الحيوانات وتربية المواشى وورش صب الزهر والمسابك إلى جانب أسواره المتحطمة والتى تتناقص حجارتها يوميا بفعل عوامل التعرية الجوية والطبيعة.
يذكر أن تل الناضورة كان يميز الإسكندرية بوجود تلين من الأنقاض، أحدهما كوم الدكة، والآخر كوم الناضورة وهو تل تراكمى تكون عبر الزمن ويعرف بكوم وعلة نسبة لعبدالرحمن بن وعلة السبئى المصرى صاحب ابن عباس رضى الله عنه وهو صاحب المقبرة الشهيرة هنا، ثم تلاه فى العصر الفاطمى استخدام المنطقة كمقابر للشخصيات الإسلامية كما توالت عليه المبانى التى أنشأها الولاة والملوك ومن بعدهم المحتلون.