قال الباحث الأمريكي في معهد واشنطن للدراسات، إريك تراجر، إنه بعد مرور 6 سنوات على اندلاع ثورة 25 يناير، انتهى أي تفاؤل بعد «الربيع العربي»، على الرغم من أن المشاكل التي ولدت تلك الانتفاضة، حاليًا أكبر من أي وقت مضى.
وأضاف في مقال بمجلة «فورين أفييرز» الأمريكية، اليوم، أن هناك شعورا متزايدا بأن مصر تنجرف بعيدا عن مسار الثورة، موضحا أنه على الرغم من الإحباط المتزايد، فإن مسؤولا مصريا كبيرا قال له إن الرئيس عبدالفتاح السيسي «واثق جدا»، وأضاف أنه «لديه علاقة جيدة مع الناس ويعرف أن الناس يثقون به».
ورأى «تراجر» أن ثقة السيسي نابعة من الهدوء النسبي الذي لحق بقرار البنك المركزي بتحرير سعر الصرف، على الرغم من تحذيرات بعض السياسيين المصريين من تبعات ذلك القرار، استنادا إلى سوابق تاريخية مثل الانتفاضة التي تلت القرارات الاقتصادية عام 1977.
وأكد الباحث أن القرارات الاقتصادية الأخيرة لها مردود إيجابي على وضع الاقتصاد المصري الكلي على المدى الطويل، لكنها خلقت أعباء اقتصادية قصيرة المدى على المواطن العادي، مشيرا إلى أنه، في الوقت الحاضر، يستقبل المصريون تأثير تلك الخطوات بصبر أكبر مما توقعه الكثيرون.
وبحسب تعبيره، قال «تراجر»، إن «الهدوء النسبي، وربما المؤقت، في مصر يبرز سمتين أساسيتين في السياسة المصرية منذ 3 يوليو 2013، هما: نفور المصريين من الإخوان، بجانب أن السيسي لا يزال الشخصية السياسية الأكثر شعبية في مصر».
وقال «تراجر» إن سبب الكراهية الشعبية للإخوان مصدره ميلهم إلى استخدام الاحتجاجات الشعبية لتحقيق مصالحهم الخاصة الضيقة، مما يردع الآخرين عن تنظيم أو الانضمام إلى المظاهرات، وأشار «تراجر» إلى تصريحات أحد النشطاء له بأنه «عندما يبدأ الناس في التعبئة، فإن بيانات (الإخوان) تقتلها».
وأضاف المقال أنه على الرغم من انخفاض شعبية السيسي الجارفة التي تزامنت مع الإطاحة بنظام «الإخوان» من «90 إلى 60%»، فإن الرئيس لا يزال تدعمه الأغلبية العظمى.
وتطرق المقال إلى غياب «الخيار الثالث»، مع إصرار النظام المصري القائم على كبح أي حركة سياسية معارضة من خلال السيطرة على الإعلام، ومراقبة وسائل التواصل الاجتماعي، وفي الوقت نفسه، تعمل الأجهزة الأمنية على توسيع قاعدة عمل «من أجل مصر» المؤيد للسيسي، بحيث يمكنها التعبئة لانتخاب الرئيس في الانتخابات الرئاسية عام 2018.
وخلص «تراجر» إلى أنه مع غياب البديل، تصبح مصر «عالقة» مع النظام السياسي الحالي، مشددا على أن الألم الاقتصادي سيهدأ في وقت قريب، في غياب الطريق للتقدم على المستوى السياسي، وسيكون على المصريين إما التعايش مع الأمر الواقع أو التخلي عن الفكرة، موضحًا أنه في كثير من الأحيان لا يبدو أن هناك أي خيار آخر أمام المصريين سوى التعايش مع الواقع.