قلق مصرى من اختيار «جنوب السودان» للقدس مقراً لسفارتها فى إسرائيل

كتب: جمعة حمد الله الخميس 01-09-2011 18:32

أكدت مصادر مطلعة بالخارجية المصرية، أن الوزارة ستبدأ خلال الساعات القليلة المقبلة إجراء اتصالات مع حكومة جنوب السودان، للوقوف على الإعلان باختيار القدس مقرًا لسفارتها فى إسرائيل، خاصة فى ظل وجود تقارير قديمة عن علاقات وثيقة بين «الحركة الشعبية» وإسرائيل، وأن تل أبيب كانت تمول الحركة وتمدها بالسلاح أثناء حربها مع شمال السودان، قبل التوقيع على اتفاقية «نيفاشا».


وأكد ممثل الحركة الشعبية لتحرير السودان فى مصر والشرق الأوسط، نصر الدين كوشيب، أن إقامة علاقات بين جنوب السودان وإسرائيل لن تكون بأى حال من الأحوال على حساب علاقتها مع الدول العربية، وشكك فى صحة الخبر، متهما وكالات الأنباء بتضخيم الخبر أو التصريح «فى بعض الأحيان».


وأكد «كوشيب» لـ«المصرى اليوم» أن علاقة بلاده مع إسرائيل لن تكون على حساب المصريين أو العرب، معتبرا أن مصالح جنوب السودان مع الدول العربية أكبر من مصالحها مع تل أبيب، «فقد كنا فى يوم من الأيام جزءا من الجامعة العربية».


وفى الخرطوم، أبدت الحكومة السودانية قلقها من تسارع وتيرة التطبيع بين جنوب السودان وإسرائيل، وعبرت الخرطوم عن تخوفها من أن تؤدى علاقة الدولة الوليدة بإسرائيل إلى زعزعة استقرار السودان.


وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية، العبيد أحمد مروح، فى تصريحات صحفية، إن الحركة الشعبية ظلت تتلقى العون من إسرائيل دعما لاستراتيجية منع التمدد العربى والإسلامى.


وأضاف أنه «ثبت عمليا أن الأمر أكبر مما كنا نعتقد بعد تسارع خطوات التطبيع بين جنوب السودان وإسرائيل»، مشيرا إلى أن بلاده تنظر لهذا الأمر من زاويتين، الأولى أنه شأن داخلى سيادى لجنوب السودان، والثانية التحسب من تأثير هذه العلاقة على استقرار الأوضاع الأمنية بالسودان أو الإضرار به».


وأكد هانئ رسلان، مدير وحدة دراسات السودان وحوض النيل بمركز الأهرام للدراسات، أن إعلان جنوب السودان إقامة سفارته فى إسرائيل فى القدس تكريس لعلاقة تحالف استراتيجية بين جنوب السودان وإسرائيل، مضيفا أن هذا القرار يوضح عمق المخاطر التى ستترتب على وجود إسرائيل وتعاونها مع الجنوب، خاصة أن تل أبيب لديها استراتيجية معلنة لتقسيم شمال السودان، بالإضافة إلى العبث فى ملف المياه وحصار مصر من الجنوب. واعتبر «رسلان» قرار سيلفا كير، إعلانا عن دخول هذه الاستراتيجية الإسرائيلية حيز التنفيذ، وشدد على ضرورة أن تكون هناك استراتيجية مصرية وعربية للتعامل مع هذا الوضع، موضحا أن عبء هذه القضية يقع على عاتق مصر.


وأوضح أن تبنى مصر استراتيجية لقيادة جهد عربى للتواجد فى جنوب السودان، سيقطع الطريق أمام إسرائيل، خاصة أن جنوب السودان دولة هشة لا تملك مقومات الدولة، محذرا من أن استمرارها فى المخطط الإسرائيلى سيجعل منها «مخلب قط» لإيذاء مصر والعالم العربى.