«فتح الشام» تشن هجومًا مباغتًا على «الجيش الحر» شمال غرب سوريا

كتب: رويترز الثلاثاء 24-01-2017 22:29

اندلع قتال عنيف في شمال غرب سوريا، اليوم الثلاثاء، بين جماعة متشددة وجماعات معارضة أكثر اعتدالا مما ينذر بمزيد من الضعف لقوات المعارضة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد في أكبر معاقلها.
واتهمت جماعات المعارضة، التي تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر والتي أرسلت بعضها ممثلين إلى محادثات السلام في كازاخستان، جبهة فتح الشام المتشددة بشن هجوم مفاجئ على مواقعها غربي حلب.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من جبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة قبل أن تغير اسمها بعد إعلانها عن قطع الروابط مع تنظيم القاعدة العام الماضي.

وقال مسؤولون بالجيش السوري الحر، إن الهجوم استهدف إحدى الجماعات التابعة لتحالف جماعات المعارضة المعتدلة في مناطق غربي حلب ومحافظة إدلب المجاورة التي تسيطر عليها مجموعة من فصائل المعارضة من بينها جبهة فتح الشام. وقال قائد بالجيش السوري الحر، إنه ردا على ذلك تدور «حرب شاملة» الآن ضد فتح الشام.
وتجدد توترات طويلة الأمد بين فتح الشام وجماعات المعارضة الأكثر اعتدالا، التي تدعم بعضها تركيا وبعض الدول المعارضة للأسد، منذ نجاح قوات الحكومة السورية المدعومة بقوات جوية روسية ومقاتلين شيعة تساندهم إيران في طرد قوات المعارضة من حلب في الشهر الماضي.
ولا تشمل الهدنة الهشة بين الحكومة والمعارضة والتي توسطت فيها روسيا وتركيا جبهة فتح الشام. ويهدف اجتماع أستانة الذي نظمته روسيا وتركيا وإيران إلى دعم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 30 ديسمبر.
وقال قائد جيش المجاهدين، وهي جماعة من جماعات الجيش السوري الحر، إن الهجوم «الشرس جدا» لجماعة فتح الشام يهدف إلى القضاء على الثورة وصبغها باللون الأسود في إشارة للراية التي يستخدمها المتشددون في سوريا. وأضاف أن الجماعة سيطرت على «بعض المواقع» رغم أن هذه المواقع بعيدة عن مقرها. ودعت جماعة جيش المجاهدين في بيان باقي الفصائل إلى الوحدة في مواجهة جبهة فتح الشام.
وقال رامي عبدالرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يراقب الصراع «إنها حرب مفتوحة على جبهة النصرة».
دأبت جماعة فتح الشام على سحق جماعات الجيش السوري الحر في النزاع الذي بدأ في عام 2011. واُستهدفت الجماعة -وهي من أكبر جماعات المعارضة- في موجة من الضربات الجوية الأمريكية في شمال غرب البلاد منذ بداية العام الجديد.
وأسفرت واحدة من هذه الضربات عن مقتل العشرات من مقاتليها في معسكر تدريب في إدلب الأسبوع الماضي. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن الهجوم تم باستخدام قاذفة قنابل «بي-52»، وأسفر عن مقتل أكثر من 100 من مقاتلي القاعدة.
واشتعل التوتر أيضا في الأيام الماضية بين فتح الشام وأحرار الشام، وهي جماعة إسلامية كبيرة يعتقد على نطاق واسع أنها مدعومة من تركيا.
واتهمت أحرار الشام جماعة فتح الشام، اليوم الثلاثاء، بالهجوم على جماعات أخرى دون أي مبرر. وقالت في بيان إنها قامت بنشر حواجز وقوات لمنع أي أرتال لفتح الشام أو غيرها تتوجه للاعتداء على المسلمين.
وقال مسؤول في إحدى جماعات المعارضة وهي الجبهة الشامية، إن الهجوم بدأ أثناء الليل وكان الأول الذي تهاجم فيه جبهة فتح الشام جماعات الجيش السوري الحر في المنطقة. وأضاف المسؤول قائلا «طبعا ما يقومون به الآن يخدم إيران والنظام. إن الشمال السوري ليس فيه جيش حر وخاصة بوجود وفود لهذه الفصائل في أستانة حيث لم يقدم النظام شيئا إلى الآن فيما يخص وقف إطلاق النار على عكس الجيش الحر». وأضاف أن الجماعات المنضوية تحت الجيش السوري الحر تحتاج حاليا إلى تنسيق جهودها لدحر الهجوم.