دون أن يقترب من الثورة أو يستفيد منها قدم «دوران شبرا» مسلسلا عن الحال فى مصر، وعكس من خلال قصة الحى الشعبى العريق كل ما يحدث فى مصر، وناقش من خلال مجموعة من الوجوه الجديدة ونص لمؤلف يقدم أول أعماله كل القضايا التى تواجه المجتمع المصرى بدءا من الفتنة الطائفية وعلاقة المسلم والمسيحى مرورا بمشاكل الشباب فى ظل البطالة وعدم الإحساس بالذات..
أسرة «دوران شبرا» التى اجتمعت فيها عراقة الإنتاج السينمائى ممثلة فى جابى خورى، ورؤية الشباب السينمائية ممثلة فى خالد الحجر مع مجموعة من الوجوه الجديدة كانوا ضيوفا على «المصرى اليوم» فى ندوة لمناقشة العمل..
■ لماذا يقبل منتج سينمائى على تجربة الدراما، هل حبا فيها أم بحثا عن ربح مادى.. ولماذا «دوران شبرا» تحديدا؟
ـ قال جابى خورى: البداية لم تكن حبا فى الدراما أو بحثا عن ربح مادى، وإلا تكون العملية تجارية، الموضوع بدأ باتصال من مؤسسة BBC أبلغونى فيه أنهم يفكرون فى إنتاج مسلسل هذا العام، وبقدر دهشتى من الفكرة بقدر إعجابى بها، لذا تحدثت معهم ورحبت بالموضوع، لأننى شعرت بعدة أشياء، أولها أننا إذا دخلنا هذا المجال سنبدأه مع مؤسسة عريقة فى الصناعة عامة، فدخلت الشغل وأنا مطمئن، ولدى كل الدعم المادى والفنى حتى يخرج العمل بشكل يليق بى وبـBBC، وبصراحة كنت أعلم أننى سأتعلم كثيرا من هذه المؤسسة العريقة، ثانى الأشياء التى شجعتنى أن BBC تشاركنا إنتاج العمل، لكنها لا تهدف للربح المادى منه، بالبلدى الفلوس اللى حطوها فى العمل مش عايزنها تانى، خاصة أن أى عائد للمسلسل سيوجه لصندوق «يوسف شاهين لدعم السينما»، فقد كان هدفهم الأول هو عمل دراما، ونقل معرفة وتدريب شبابنا على أسلوبهم فى العمل، من خلال موضوعات تقترب أكثر من المشاهد.. كل هذه الأسباب شجعتنا على خوض العمل، وكانت شقيقتى ماريان خورى هى المسؤولة عن المشروع قبلى فى الشركة، وهى التى درست الموضوعات وبدأت عملية البحث عن نص، واتصلت بعمرو الدالى وقالت لى: «أنا حاسة إن عمرو عنده حاجة عايز يقولها وعنده موضوع كويس».. فكانت البداية من هنا، وجمعتنى بعمرو فى جلسات عمل شعرت خلالها فعلا باختلاف الفكرة والورق، بصراحة كل العناصر جعلت المشروع بالنسبة لى متكاملاً.
■ إذن هل درست BBC الورق ووافقت على الموضوع؟
ـ جابى: طبعا، وتناقشنا فى الموضوع، وأجمعنا كلنا على النص، وكان فيه مناقشات بينا وبين عمرو على الورق والأحداث، وكانوا بيجتمعوا مع بعض
وأضاف عمرو: كان هناك مستشارون معى من BBC يتابعوننا من أول لحظة، وكنا نتفق فى أغلب التفاصيل من أول مرة.
■ المستشارون كانوا للدراما أم لهم علاقة بالموضوع نفسه، أى خبراء فى العلاقة بين المسلمين والمسيحيين التى يقوم عليها المسلسل؟
ـ يجيب عمرو: أولا المسلسل لا يركز على العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فقط، فهى أحد خيوط الدراما فى العمل، وضمن المعالم الموجودة فى شبرا، فكان طبيعيا أن يوجد خط فى الأحداث يبين العلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وبصراحة فريق BBC كان مفيدا جدا، لأنك عندما تستمع إلى رأى آخر فى عملك يمكن أن يطوره لك، أو على الأقل يؤكد لك فكرتك ويجعلك أكثر تمسكا بها، وقد استعانت BBC بخبراء فى كل المجالات.
وأضاف جابى: كانوا 3 على رأسهم مونتير، لكنه يمتلك خبرة فى المجال ككل، مرة واحدة وجدته بيتكلم كويس جدا فى السيناريو بعدها لقيته بيقول نصائح مهمة فى المونتاج، لكن دورهم لم يتعد كونهم استشاريين، وأى خلاف فى وجهة النظر نحسمه لصالحنا، إننا المسؤولون عن العمل، أما هم فدورهم ليس أكثر من مساعد، وفى حالة الاختلاف فى وجهات النظر سيتم تنفيذ وجهة نظرنا، لأن شركة مصر العالمية هى التى تقدم، وسبق أن قلت لهم إن المسؤولية الأخيرة عندنا احنا يا تقبلوا يا ما تقبلوش، لو ما قبلتوش هنعمل اللى احنا عايزينه.
■ ما الذى يحمس مؤسسة مثل BBC للاهتمام بتفاصيل الحياة البسيطة لأحد الأحياء الشعبية فى مصر كما جاء فى المسلسل؟
ـ قال جابى: التفاصيل الصغيرة جاية من عمرو ومستوحاة من السيناريو، وقد فكرنا فى العمل بعد تأخرنا فى كتابة مسلسل «زاد»، فقررنا تعليقه، والبدء فى مشروع «دوران شبرا»، أما المشروع الأول فقرار تنفيذه يخضع لرغبتى، وليس لـBBC أى علاقة به، فمشروعهم معنا انتهى بمجرد عرض «دوران شبرا»، كما أن اهتمام BBC بالدراما المصرية يرجع إلى كونها مؤسسة تتبع الخارجية البريطانية، وهم يرون أن للدراما مسؤولية اجتماعية، وأنه إذا شعر المواطن بأن هذه الدراما تعبر عنه فسيتحسن المستوى الاجتماعى للبلد ويقل الإرهاب.
■ لكن أكثر ما جذب الناس للمسلسل هو العلاقة بين المسلمين والمسيحيين فيه؟
ـ جابى: ليس هذا فحسب، بل أعتقد أن عدد الشخصيات والدراما الموجودة فى كل شخصية هى اللى جذبت الناس، فضلا عن طريقة التصوير والتمثيل والموسيقى، فقد اعتبرنا كل حلقة مثل فيلم قصير له موسيقى مختلفة تعبر عن رتم الحلقة، فموسيقى المسلسل مختلفة كل حلقة بنشتغلها كما لو كانت فيلما روائيا، وكل عامل فى المسلسل سبب فى نجاحه، لأن العلاقة بين المسلمين والمسيحيين سبق تقديمها، لكن الجديد والاختلاف هو الطريقة التى قدمت بها.
وأضاف خالد الحجر: أول ما قرأت المشروع جلست مع المستشارين، وساعات كنت أوضح لهم تفاصيل فى الشخصيات، وبصراحة هم محترفون ولهم فى الموسيقى، وكنت مع خالد داغر نضع الموسيقى ثم نأخذ آراءهم، صحيح كانوا يبدون وجهات نظرهم، لكن بعدها يقولون لى: إنت صاحب القرار الأخير.
■ بالنسبة لـ«خالد»، بصراحة المشاهد صنفك باعتبارك مخرج سينما.. إذن وبلغة المشاهد ما الذى جعلك تدخل الدراما؟
ـ خالد: كان نفسى أعمل دراما، وعندما اتصل بى جابى خورى قبل سنة ونصف، وأخبرنى بمشروع المسلسل مع الـBBC أرسلت السيرة الذاتية الخاصة بى، واتصل بى بعدها، واتفقنا، وبصراحة عجبنى الورق جدا، كنا بنقعد على الحلقات اللى خلصت واللى هتخلص، وبنتكلم كلنا ونفتح شخصيات بس عمرو بيكتب لوحده، عمرو قال لنا أنا باسمع كل ده بس هاكتب اللى حاسه وعايزه، وفى النهاية العمل مهارات وآراء مختلفة.
■ التصوير فيه مشكلة ضعف إضاءة.. هل هذا مقصود؟
ـ خالد أكد أنه مقصود بدرجة ما لنقل الواقعية، وقال: كنا عايزين نعمل حاجة طبيعية جدا، مش عايزين نعمل صورة مبهرة وخلاص، طبيعة المسلسل فرضت هذا الشكل وفرضت عناصر معينة، عكس المسلسلات الأخرى، ممكن لو جالى موضوع زى «المواطن إكس» كنت عملته زيهم، الموضوع بيفرق فى طريقة تصويره خاصة أننى استخدمت كاميرتين فى التصوير، بعدسات مختلفة مثل السينما بالضبط.
■ وبما أنها التجربة الأولى للمؤلف.. كيف جاءت الفكرة وما خطورة أن يكون العمل لكاتب لأول مرة؟
ـ عمرو: الفكرة كانت عندى من زمان كنت عايز أعمل حاجة عن شبرا، فوجئت بتليفون من ماريان خورى بتكلمنى وقالت لى إنت عندك شغل من غير ما أعرفها، صحيح المسلسل أول أعمالى، لكنى اشتغلت من قبل فى ورشة مع تامر حبيب.. كلمتنى ماريان وطلبت منى مقابلتها وتحدثت معى عن فكرة شبرا.
وأضاف جابى: فوجئت بالموضوع ولا أعرف من أين لماريان بموضوع المسلسل ولا بعمرو، واللغز حله عند ماريان.
■ الشخصيات النسائية فى المسلسل مميزة ومقبولة لدى الناس.. كيف تم تطوير هذه الشخصيات بحيث يكون لها رد فعل قوى رغم أن من يقدمونها شباب؟
ـ أجابت حورية فرغلى: جلست مع خالد وعمرو وفهمت منهما تفاصيل الشخصية، وبصراحة كنت كل ما أقرأ شخصية «عزة» فى السيناريو أبكى، وفهمت هى عاملة كده ليه، كنت عايزة أوصل للناس أنها غلبانة وطيبة قوى وماشية صح جدا، وكلها تفاصيل أخذتها من عمرو، وبصراحة تركت مهمة الشكل والملابس للاستايلست، فهى أدرى منى بهذه التفاصيل، وركزت كل جهدى فى أداء الشخصية بشكلها الصح.
■ المسلسل بدأ تصويره قبل الثورة.. إذن ما تأثير الثورة عليه سواء من ناحية الدراما أو من ناحية صناعة العمل كإنتاج وظروف تصوير؟
ـ جابى أكد أن تصوير المسلسل توقف من ناحية التنفيذ لمدة شهر وأسبوع، وقال: مكناش عارفين هنعمل إيه، صحيح لم نشك لحظة أننا لن نستكمل المسلسل، لكننا لم نكن نعلم مصدر هذه الثقة، واضطررنا إلى تغيير مشاهد وإضافة تفاصيل فى الديكور لنقلل من مشاهد الخارجى والتصوير فى الشارع، بسبب الانفلات الأمنى، وحتى فى حالات الضرورة التى تقتضى التصوير الخارجى كنا نرسل فريق عمل صغيراً لنحصر الخسائر ونقللها قدر الإمكان، أما بالنسبة للتسويق، فلم نكن نعرف إيه اللى هيحصل، خاصة أننا لم نعرف متى سيتم الانتهاء من التصوير، كل هذا سبب لنا قلقا، خففه عنا مشاركة BBC فى الإنتاج، بما قلل المخاطرة على، والحمد لله إحنا كنا أحسن من غيرنا.
وأضاف عمرو: على مستوى النص لم نغير شيئا، ولم نضف أى جمل أو مشاهد لها علاقة بالثورة، لأننا بدأنا التصوير بالفعل قبل الثورة بشهر كامل، وحدوتة المسلسل فيها كل حاجة، بصراحة لم نحتج إلى تقديم الثورة فى المسلسل.
■ لكن هذا لا ينكر وجود بطء شديد فى تطور الشخصيات وحركة الدراما؟
ـ أجاب عمرو: وقع الحياة بطىء، وتطور الأحداث يحدث فى النهاية، وحرصنا على تقديم حدث فى كل حلقة.
■ ناصر الذى التحى هل كان يحمل إسقاطا على الإخوان ووضعهم الذى تغير بعد الثورة؟
ـ أجاب عمرو: بالعكس، قلنا فى المسلسل إن مش كل واحد يطلق لحيته يبقى إخوانى، ولم نكن نحتاج لهذا الإسقاط.
■ دعاء طعيمة بالنسبة للشخصية مرت أيضا بتفاصيل ومراحل مختلفة.. كيف تم التحضير لها؟
ـ قالت دعاء: ترشيحى جاء من خالد طبعا، وهى شخصية تجمع عدداً من التناقضات، فهى شريرة وعقلانية وعملية وعايزة تعيش فى مستوى أقرب لما كانت تعيش فيه، وبصراحة فى البداية لم أفهم الشخصية جيدا، كنت بمثل أنها شريرة قوى لكن خالد قالى لأ مش كده، مش لازم نكشر، ممكن تكون شرير وانت بتبتسم، وخالد كالعادة قدمنى بشكل مختلف، وساعات أحس إن طولى معطلنى فى التمثيل، وإن الطول لايق على أدوار الشر أكتر.
■ خالد الحجر مخرج صاحب وجهة نظر.. المسلسل فيه رسائل كثيرة.. لكن ما الهدف والرسالة الرئيسية اللى حاولت تقديمها للناس من «دوران شبرا»؟
ـ يجيب خالد: ليست رسالة بعينها، نريد فقط أن يرى الناس أنفسهم على شاشة التليفزيون، وأن المشاهد بيشوف حياته على الشاشة من خلال نماذج مشابهة، وحاولنا عرض نماذج فى المجتمع بظروفها والضغوط التى تعانيها، وبصراحة كنت حاسس قبل الثورة بكآبة موجودة فى المجتمع، والكآبة التى قدمتها فى «الشوق» أو «دوران شبرا» موجودة فى المجتمع، عشان كده نقلتها فى أعمالى، شفت شباب صغير قبل الثورة حاسس إنه مفيش أمل، بعد الثورة برضه لقيت شباب منهزم ويائس لأن بعد الثورة البلد لسه ماتصلحتش، ومحتاجة شغل كتير.
■ بدأتم فى المسلسل قبل الثورة والفتنة الطائفية لماذا لم تستفيدوا من هذه الأحداث فى دراما المسلسل؟
ـ خالد يؤكد: عمرو مقدم السيناريو حلو، وموضوع الفتنة ليس جديدا على الدراما، ولا يوجد مسيحى جواه حاجز من مسلم ولا العكس،اللى بيعمل الحاجز هو اللى بيتقال حوالينا، إحنا شعب كان فيه أطياف تانية كتير، نسيج الشعب المصرى كان غنى جدا، وقعدوا يفرقوه لحد ما بقى عنصرين وفيه بينهم صراع وبيحاولوا يوقعوهم فى بعض.
دعاء: أعتقد أن أمن الدولة كان له دور فى هذا، هما اللى كانوا قبل كل حدث يعملوا كارثة ويقولوا مسلمين عملوها فى المسيحيين والعكس.
■ شخصية «سمية» مختلفة.. كيف تم التحضير لها؟
ـ مريهان قالت: خالد قالى على الدور، فكلمت عمرو وعرفت منه التفاصيل وقابلته، أول ما شافنى قال لأ مش هى دى سمية، لكن لما قعدنا على الدور وشرحنا أكتر اقتنع، أنا بيت جدى فى شارع الجيش فى منطقة شعبية وأعرف ناس كتيرة كده، بنات بتعرف كل شوية واحد بتستفيد منه على قد ما تقدر.
■ ألا يوجد وجه تشابه بين دورك فى «الشوق» ودورك فى «دوران شبرا»؟
ـ مريهان: لا «الشوق» مختلف، فقد كنت فيه أحب شابا وعندما تخلى عنى انحرفت، لكن سمية مقررة أنها تخرج من الإطار ده وتحارب ظروفها واتخذت أسلوب استغلال الشباب من البداية، صحيح يمكن يكون التشابه بينهما فى الفئة التى عاشت فيها الشخصية، وأنهما لفتاتين فقيرتين، لكنى فى النهاية قدمت كل شخصية بشكل مختلف عن الأخرى.
■ شخصية «سيد» اختلفت تماما عن أخيه رغم أن الكل انتظر أن يكون أقرب إلى أخيه فى التصرفات؟
ـ قال إبراهيم النجارى: لأنه شاب اختار أن يخرج من ظروفه بطريقة كويسة، اختار أن يذاكر فى الثانوية العامة ويتخرج فى الجامعة، و«حورية» كانت بتعوضنى عن غياب الأب والأم اللى مش موجودين.
حورية: المسلسل فرصة حقيقية لنا كلنا، وبصراحة حسيت إنى أول مرة أمثل، كنت عايزة أنسى مرحلة «كلمنى شكرا» لأن كل الأدوار التى عرضت على من بعده كانت تشبه دورى فيه.
■ لكن البعض وصف فريق العمل فى المسلسل بأنه شلة خالد الحجر الذين عملوا معه من قبل.. هل يضعف هذا العمل واختيارات المخرج؟
ـ يجيب خالد: هم أساسا أصدقائى، وفيه ناس باستريح معاهم فى التمثيل زى أحمد كمال ودعاء طعيمة، لما باعمل كاست بشوف مين اللى اشتغلت معاه قبل كده وأشوف هيناسبه الدور ولا لأ، وإذا لم يناسبه أبحث عن ممثلين آخرين، بصراحة أعمل بنظام اللى أعرفه أحسن من اللى ما أعرفوش، وأؤمن بحدوث الكيميا فى العمل، وباقفل من طريقة أنا النجم التى قد يتبعها بعض النجوم، وما أقدرش أتعامل مع ممثل حاسس إنه نجم، وممكن أعمل مع وجوه جديدة وناس لم أعمل معها من قبل، شرط أن يحدث بيننا كيميا وأن تسمح دراما العمل باشتراكهم فيه ويكون لهم أدوار فى المسلسل، واللى مش بحس بالكيميا معاه بلاقيه بينسحب لوحده.
■ المسلسل حارب فكرة النجم الأوحد، واعتمد على البطولة الجماعية.. هل هذا يعتبر كارتاً أصفر للنجوم الذين يتقاضون ملايين عن العمل الواحد؟
ـ دعاء: المسلسلات هذا العام مختلفة، وكل الأعمال التى جذبت المشاهد تعتمد على الوجوه الجديدة، وهذا يحدث عندما يكون هناك عمل جيد، ويقدر يشيله وجوه جديدة والعبرة بالمخرج، هو الذى يستطيع تقديم عمل مثل هذا بحرفية أو يعمله فيفشل المسلسل ويقول الناس عشان مفيش نجم شايله، لو فيه مخرج شاطر هو اللى بينجح العمل، المشكلة إن المصريين بينسبوا العمل لنجمه مش للورق ولا المخرج، وبعد الثورة زاد استعداد الناس لمشاهدة أعمال الشباب.
وأضاف خالد: الثورة لها فضل كبير فى هذا التغيير، فالمشاهد يبحث عن أشخاص مثله فى الدراما، وزهق من الوجوه المكررة، ويبحث عن التغيير، والشباب هم نجوم هذه المرحلة، أنا كمتفرج لما أشوف ناس كانت بتظهر زمان باحول القناة، أنا مليت من كل الموجود، ولازم نبين وشوش جديدة، ويا ريت التفكير ده يستمر، أنا مش مع الممثل اللى ياخد 30 مليون، والعمل يتكلف 10 ملايين، ممكن أقبل هذا فى السينما، لكنى لا أستطيع استيعابه فى الدراما.
وتابع عمرو: أرفض فكرة التفصيل للنجم، وأعتقد أن هذا ما ميز أعمال هذا العام، لأن البطولة فيها جماعية وشباب، بما يتفق وفكر الثورة وتوجهها والعبرة بشجاعة الشركة المنتجة، لأن فى النهاية اللى بينجح هو العمل، مش الممثل، لأنه جزء من العمل.
■ حورية.. شاركت فى مسلسلين، «الشوارع الخلفية» لجمال سليمان وليلى علوى و«دوران شبرا».. ما الفرق بين الاثنين؟
ـ جمال عبدالحميد شاف «كلمنى شكرا» ودور علىَّ عشان دور كبير مع نجوم مثل ليلى وجمال سليمان، «دوران شبرا» أنا شايفة إنه فيه تمثيل أكتر، لكنى حبيت الاشتراك فى «الشوارع الخلفية» عشان يبقى فى السيرة الذاتية بتاعتى إنى اشتغلت مع ليلى علوى وجمال سليمان، خصوصا أن الدورين مختلفان تماما.
■ القنوات التى اشترت المسلسل للعرض الثانى تعاملت بمنطق أن أبطاله وجوه شابة، أم إرضاء لفكر التغيير الذى ساد بعد الثورة؟
ـ قال جابى: هما كانوا بين الاتنين، بين أن أبطاله وجوه شابة وانه عمل ناجح يعنى عايزينه، وأعتقد أن العرض التانى أكثر أهمية من العرض الأول، والتسويق فيه أفضل.
■ بلغة السوق.. المسلسل جاب همه ولا لسه؟
ـ يجيب جابى: حتى الآن ما جبش، لكن إحساسى إنه هيجيب، ونحن فى انتظار العرض الثانى، ووجود العرض الثانى أساسا دليل على نجاح المسلسل، وهى تجربة لم أشعر من بدايتها بأنها تجارية، خصوصا أن شركات الإعلانات لم تهتم بنا، رغم الجهد المبذول فى العمل، والموضوع المهم الذى يناقشه، وعلى فكرة الأسهل أنك تعتمد على نجم يشيل المسلسل، والأصعب أن تعمل مع شباب ووجوه جديدة فهى مخاطرة للجميع سواء المنتج أو المخرج.
■ بعد الثورة اتجه البعض لتقليل الأجور وضغط النفقات الإنتاجية، والخارجى بقى داخلى فى غرفة وصالة وبأقل التكلفة.. ما الذى حدث مع «دوران شبرا»؟
ـ جابى يقول: ما حدث معنا أمران، أولهما ثورة أدت إلى زيادة عدد الحلقات من 15 إلى 30، وتقليل مدة الحلقة من 45 دقيقة إلى 33 دقيقة، واقترحنا طريقة معينة للعمل والناس وافقت وكملنا.
■ زيادة عدد الحلقات أدت إلى زيادة النفقات والأجور؟
ـ جابى: بالفعل زادت الأجور لكن قليلا، لكننى لم أقلص أى أجر، رغم ظروف التسويق، فالعرض الأول لم يبع تقريبا، والعرض التانى هبيعه بأقل من المفترض لكنى مضطر لهذا حتى أحافظ على وجودى خاصة فى سوق قنوات الخليج.
■ بالنسبة للرقابة مرت بمرحلتين قبل وبعد الثورة.. هل كان لها فى أى من مرحلتيها أى تأثير على المسلسل؟
ـ يجيب عمرو: وجهوا لنا ملاحظة على جملتى حوار عن علاقة المسلمين والمسيحيين، الأولى فى خناقة بين الطرفين وكل طرف يقول للثانى «آه ما انت مسيحى.. آه ما انت مسلم» والثانية «هو حلال ليكم وحرام لينا» وبالفعل تم تعديل الجملتين لكننى حافظت على المعنى نفسه دون النص، ثم أجازوا كل الحلقات.
■ الحرية التى أحدثتها الثورة خدمت العمل؟
ـ قال خالد: الحرية دايما بتخدم، وتخلينا نشتغل براحتنا، واللخبطة اللى احنا فيها تمن الحرية، وطول عمرى باعمل الموضوعات اللى عايز أعملها حتى لو كانت ضد الموجود أو لم تعرض، وجود الحرية أسلم من عدم وجودها، هنتلخبط شوية بس هنعرف نعبر ونتكلم ونبدع.