صرح السفير محمد عبدالحكم، مساعد وزيرالخارجية للشؤون القنصلية والمصريين فى الخارج والهجرة واللاجئين- بأن قنصل مصر العام فى سيدنى قام بالاتصال والاطمئنان على أعضاء الجالية المصرية المتواجدة فى ولاية «كوينزلاند» فى أستراليا التي يبلغ عددها نحو 15 ألف مواطن ومواطنة مصرية، وأنهم جميعا بخير وبصحة جيدة ولم تحدث أية إصابات أو حالات وفاة نتيجة الفيضانات التى ضربت الولاية.
وأضاف أن وزارة الخارجية تتابع الموقف أولا بأول مع القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية فى سيدنى التى تتابع بدورها الاتصالات مع السلطات المحلية، وكذا بأعضاء الجالية فى «كوينز لاند».
وقتلت فيضانات «كوينزلاند» 16 شخصا منذ بدء انهمار الأمطار الغزيرة الشهر الماضي التي أغرقت بلدات وأعاقت التنقيب عن الفحم وهي الآن تغمر مدينة برزبين الرئيسية في الولاية.
وأدت الفيضانات العارمة إلى إغلاق وسط برزبين ثالث أكبر مدينة في أستراليا الأربعاء، وتسببت في فرار الآلاف من منازلهم وأثارت حالة من الهلع لتخزين الأغذية فيما يبحث عمال الإنقاذ عن نحو 70 شخصا فقدوا في الفيضانات.
ومن المتوقع أن تبلغ الفيضانات ذروتها في مدينة برزبين التي يعيش فيها مليونا نسمة الخميس، وأن تستمر عدة أيام. غير أن ذروة الفيضانات في الساعات القليلة المقبلة ستكون في بلدة ايبسويتش التي تقع إلى الغرب.
وقال بول بيساسيل رئيس بلدية ايبسويتش إن المياه ترتفع وتبتلع المدينة، إنه أمر يفطر القلب حقا.
وقال كامبيل نيومان، رئيس بلدية برزبين : أشعر بالرعب والرهبة من قوة النهر. للأسف في الساعات المقبلة سنرى أجزاء من منازل الناس يجرفها النهر، محذرا من أن انحسار الفيضان قد يستغرق ثلاثة إلى أربعة أيام.
ونتيجة لتفاقم الفيضانات اضطر خبراء اقتصاديون إلى رفع تقديرات الخسائر الاقتصادية وقال أحد أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي إن الكارثة يمكن أن تخفض النمو بنسبة 1 في المائة، أي ما يساوي نحو 13 مليار دولار وهو ضعف أعلى تقدير سابق.
وانخفض الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوياته خلال أربعة أسابيع إلى 9803. 0 دولار أمريكي بسبب تصريحات أدلى بها وارويك مكيبين الأكاديمي وعضو مجلس سياسات البنك المركزي.
وارتفعت أسعار الغذاء في أنحاء البلاد بعد أن أفسدت الفيضانات المحاصيل وشبكات التوزيع في كوينزلاند. وقفزت أسعار الطماطم 200 في المائة خلال أسبوعين في حين ارتفعت أسعار اللحوم 11 في المائة والقمح 4 في المائة خلال أربعة أشهر.
وفي برزبين هجر الناس آلاف المنازل والمؤسسات التجارية، حيث ارتفعت مياه الفيضانات في المدينة وحولها مما اضطر السكان إلى الفرار بالقليل من الممتلكات إلى مناطق أكثر ارتفاعا ومراكز إجلاء اكتظت بما يزيد على 3500 شخص.
وأستراليا أكبر مصدر في العالم لفحم الكوك الذي يستخدم في صناعة الصلب وتمثل أكثر من نصف صادرات العالم كما أنها ثاني أكبر مصدر للفحم الحراري الذي يستعمل في توليد الكهرباء.
وقامت شركة إينيرجكس للكهرباء بقطع التيار الكهربائي عن بعض المناطق المنخفضة من برزبين بما في ذلك أجزاء من المنطقة المالية، خشية أن تشحن خطوط الكهرباء مياه الفيضان بالكهرباء. وانقطع التيار الكهربائي عن 78 ألف منزل في جنوب شرق كوينزلاند.
وقال علماء إن من المرجح أن التغيرات المناخية جعلت الأمطار الموسمية أكثر غزارة مما أدى إلى فيضانات قياسية في «كوينزلاند»، مشيرين إلى أنه لا تزال هناك عدة أشهر قادمة ستحمل معها أمطارا غزيرة وعواصف عاتية.
ولكن مع أن العلماء يقولون إنه من المتوقع أن يؤدي عالم أكثر دفئا إلى موجات جفاف وفيضانات أكثر حدة، فإنه لا يمكن القول بعد ما إذا كان التغير المناخي سيؤدي إلى حدوث ظاهرتي «لا نينا» و«النينو» بشكل أكثر قوة مما قد يتسبب في فوضى مناخية في أنحاء الكرة الأرضية.
وقال ماثيو إنجلاند، من مركز أبحاث التغير المناخي بجامعة «نيو ساوث ويلز» في سيدني- «أعتقد أن الأمر سينتهي بالناس إلى استنتاج أن جزءا على الأقل من شدة الرياح الموسمية في كوينزلاند يمكن أن يكون سببه تغير المناخ».
وقال لرويترز «المياه قبالة سواحل أستراليا بلغت أعلى مستوى دفء لها على الإطلاق وتلك المياه توفر الرطوبة للجو في كوينزلاند والرياح الموسمية الأسترالية الشمالية».
ويلقى باللوم في هطول الأمطار على أحد أعنف أنماط «لا نينا» المسجل على الإطلاق. و«لا نينا» هي انخفاض درجات حرارة في شرق ووسط المحيط الهادي وهو عادة ما يؤدي إلى سقوط مزيد من الأمطار فوق أغلب مناطق أستراليا وإندونيسيا وأجزاء أخرى من جنوب شرق آسيا.
ويرجع هذا إلى أن الظاهرة تؤدي لرياح شرقية أقوى في المناطق المدارية التي تصب مياها دافئة في غرب المحيط الهادي وحول أستراليا.