قالت مصادر مطلعة على اتصالات تجري بين مصر وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء إن مصر أبلغت حماس أن اسرائيل قد تشن حربا في غزة للحد من الهجمات الصاروخية. وتعهد زعماء عدة فصائل فلسطينية في قطاع غزة بوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعدما حذرت مصر من أن مواصلة إطلاقها قد يشعل حربا جديدة.
وقال مصدر: «مصر أخبرت حماس أن الوضع في غزة يشبه الحالة التي سادت قبل ديسمبر 2008»، في إشارة إلى بداية الحرب التي شنتها إسرائيل لمدة ثلاثة أسابيع في القطاع وقالت إن هدفها هو وقف الهجمات الصاروخية عبر الحدود.وقتل خلال تلك الحرب نحو 1400 فلسطيني و13 إسرائيليا. وأشاف المصدر «حماس لا ترغب في الدخول في تصعيد إلا إذا فرض ذلك عليها».
وعقد زعماء من حماس فيما بعد اجتماعا مع الفصائل المشاركة في إطلاق الصواريخ على إسرائيل. وقال مسؤول حضر الاجتماع: «وافقت الفصائل على العودة للالتزام بالتفاهم الوطني من أجل وقف إطلاق الصواريخ»، ما دامت إسرائيل ستوقف ضرباتها الجوية وغيرها من الهجمات.
وقال صالح زيدان عضو المكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لرويترز- إن مسؤولي أمن مصريين كبارا التقى بهم في القاهرة يوم الثلاثاء أبدوا قلقهم من احتمال شن هجوم اسرائيلي جديد. وقال زيدان: «القيادة المصرية تؤيد عدم إعطاء أي ذرائع للحكومة الإسرائيلية لشن حرب جديدة على قطاع غزة».
والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين فصيل رئيسي في منظمة التحرير الفلسطينية وهي على خلاف مع حماس بسبب سيطرة الحركة على القطاع في 2007. وأعلنت الجبهة مسؤوليتها عن عدة هجمات استهدفت اسرائيل انطلاقا من قطاع غزة خلال العامين المنصرمين. وكانت الجبهة بين الفصائل التي قالت الأربعاء إنها ستوقف إطلاق النار.
وتقول اسرائيل إن حماس توقفت بصورة كبيرة عن إطلاق الصواريخ خلال العامين المنصرمين لكن زيادة الهجمات الصاروخية يعني أنها لا تبذل الجهد الكافي لكبح جماح جماعات أخرى تقول إن ضرباتها تأتي ردا على الغارات التي تشنها إسرائيل في غزة والضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجها كلامه للصحفيين الأجانب في القدس يوم الثلاثاء- إن النشطاء في قطاع غزة «يرتكبون خطأ رهيبا باختبار إرادتنا للدفاع عن شعبنا. إنهم سيرتكبون خطأ رهيبا».
وأسفرت غارة جوية إسرائيلية يوم الثلاثاء عن مقتل محمد النجار النشط في حركة الجهاد الإسلامي. وفي خان يونس في جنوب القطاع دعا المئات من أنصار حركة الجهاد الإسلامي - التي أطلقت صواريخ على إسرائيل أيضا في العامين المنصرمين - إلى الثأر لمقتل محمد النجار وهو يقود دراجة نارية. وقال قائد محلي في الحركة إنه لن تكون هناك تهدئة ما دامت الاغتيالات مستمرة وإن إطلاق الصواريخ سيستمر ما دامت إسرائيل تواصل ما سماه «أفعالها الحمقاء».
وفي الأسابيع القليلة الماضية كثف نشطاء فلسطينيون من الهجمات بامتداد حدود غزة مما أدى لشن ضربات إسرائيلية أسفرت عن مقتل 13 فلسطينيا أغلبهم من النشطاء في ديسمبر. وقالت إسرائيل إن 20 صاروخا وقذيفة مورتر على الأقل سقطت في إسرائيل منذ بداية عام 2011.