رياضة اللعبة البيضاء ضمن منافسات إحدى البطولات الأربع الكبرى «جراند سلام» بالأمر الجديد، كونه حدث مرارًا في الماضي وبشكل متتال دون انقطاع. ولكن اللافت للنظر هو أن يقوم بهذا بعد أن بلغ الخامسة والثلاثين من العمر، وبعد عودته مباشرة للملاعب مرة أخرى، عقب فترة ابتعاد هي الأطول في مسيرته.
وقال لاعب التنس الكرواتي السابق جوران إيفانيسيفيش، الفائز بلقب بطولة ويمبلدون عام 2011، الاثنين: «إنه يعطي دروسًا في التنس».
وجاءت تصريحات «إيفانيسيفيش» بعد يوم واحد من تغلب فيدرر على الياباني كي نيشيكوري في دور الستة عشر من بطولة أستراليا المفتوحة، في مباراة ماراثونية انتهت في المجموعة الخامسة.
وعاد المصنف الأول سابقًا، والفائز بـ17 لقبًا في «جراند سلام»، إلى موسم بطولات التنس من بوابة البطولة الأولى من البطولات الأربع الكبرى في الموسم الجديد.
ابتعد «فيدرر» عن الملاعب منذ شهر يوليو 2016، عندما قرر وضع نهاية لموسمه مبكرًا آنذاك، بسبب معاناته من إصابة في الركبة، ليغيب أكثر من 192 يومًا بدون أن يخوض مباراة رسمية واحدة من أجل التعافي والتدرب. لذلك، ثارت شكوك كثيرة حول المستوى الفني، الذي سيقدمه «فيدرر» بعد فترة الغياب الطويلة، وبالأخص أن عودته جاءت في بطولة مهمة للغاية وتتطلب مجهودا بدنيًا كبيرًا.
وعبر «فيدرر» عقبة مباراته الأولى في البطولة الأسترالية أمام النمساوي يورجن ميلزير بنتيجة «7-5» و«3-6» و«6-2» و«6-2»، ثم تغلب على الأمريكي نواه روبين في الدور الثاني بنتيجة «7-5» و«6-3» و«7-6» (7-3). وفي الدور الثالث، واجه أول تحدياته الضخمة في البطولة، عندما اصطدم بأحد المصنفين العشرة الأوائل على مستوى العالم، توماس بيرديتش، ونجح في الفوز عليه «6-2» و«6-4» و«6-4».
وأضاف «إيفانيسيفيتش»، المصنف الثاني عالميًا سابقًا والمدرب الحالي لـ«بيرديتش»، قائلًا: «دائمًا ما تتوقع شيئا مماثلا من (روجيه)، إذا لعب بهذه الطريقة فلا يوجد ما يمكن القيام به حيال ذلك، من الرائع رؤيته على هذا المستوى».
ومن جانبه، قال مايكل تشانج، مدرب اللاعب الياباني كي نيشيكوري: «أتفق مع (جوران)».
وكان اللاعب الياباني، المصنف الخامس عالميًا، هو آخر ضحايا «فيدرر»، بعد أن سقط أمامه، الأحد، بنتيجة «6-7» (4-7) و«6-4» و«6-1» و«4-6» و«6-1».
وأضاف «تشانج»: «لقد كان جيدًا للغاية في المباراتين الأخيرتين، (روجيه) هو البطل لأسباب محددة، نحن سعداء لرؤيته يلعب بهذا المستوى».
وفي الحقيقة، يشعر كل المهتمين برياضة التنس بالسعادة لعودة «فيدرر»، حيث يحظى اللاعب السويسري في ملبورن، التي فاز على أراضيها بأربعة ألقاب، بحب الجماهير هناك، وهو الأمر، الذي يظهر جليًا في كل مباراة يخوضها هذا اللاعب.
ويخوض «فيدرر» مباراته، الثلاثاء، في دور الثمانية من البطولة الأسترالية مرة أخرى كمرشح أقرب للفوز، أمام اللاعب الألماني ميتشا زفيريف، المصنف الـ50 على مستوى العالم، الذي أطاح بالمصنف الأول، البريطاني أندي موراي، في دور الستة عشر وفتح الطريق أمام «فيدرر» نحو التقدم بشكل أكبر نحو نهائي البطولة.
وقالت صحيفة «ذي هيرالد صن» الأسترالية، الاثنين: «(فيدرر) هو المرشح الأول لنيل اللقب بعد خسارة أندي موراي ونوفاك ديوكوفيتش، مباراة الأحد أظهرت أنه بات مستعدًا للفوز بلقبه الـ18 في بطولات (جراند سلام)».
فيما أكدت صحيفة «ذي نيويورك تايمز» الأمريكية أن اللاعب السويسري ظهر في أستراليا المفتوحة في «صورة جديدة».
وقال «فيدرر» عقب فوزه على «نيشيكوري»: «أعتقد أنني لعبت بشكل أفضل في كل مرة، شعرت بأنني على ما يرام في المجموعة الخامسة، كنت أتمتع بالطاقة والحيوية».
وحقق «فيدرر» في مباراته أمام «نيشيكوري» فوزه رقم 200 أمام أحد اللاعبين المصنفين العشرة الأوائل، ليضم رقمًا قياسيًا جديدًا لقائمة أرقامه الشخصية.
وأشار اللاعب السويدي السابق ماتس فيلندر، الفائز بسبعة ألقاب في بطولات «جراند سلام»، إلى أنه ليس متفاجئًا بالمستوى، الذي قدمه «فيدرر»، ولكنه في الوقت نفسه يرغب في رؤية اللاعب السويسري وهو يتألق خلال أحد المواقف «المتأزمة» في مباراة ما ليقول إنه عاد لأفضل مستوياته.
وأضاف، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»: «لقد تحمل بشكل رائع من الناحية الذهنية أمام (نيشيكوري)، ولكن اللاعب الياباني طلب وقتًا لرؤية طبيبه عندما كان متأخرًا (3-0) في المجموعة الخامسة، ولهذا أعتقد أن (فيدرر) لم يخض تجربة حقيقة بعد، لم يجبره أحد على اللعب في مواقف متأزمة».
وتابع قائلًا: «لعب خمس مجموعات، نعم، ولكن (نيشيكوري) منحه فرصة لكي لا يشعر بالتوتر».
ومن جانبه، يرى كارلوس مويا، اللاعب الإسباني السابق، والمدرب الحالي للاعب رافايل نادال، أن «فيدرر» قادر على حصد لقب إحدى بطولات «جراند سلام» مرة أخرى، رغم مرور خمسة أعوام على لقبه السابع عشر، الذي حققه في هذه الفئة.
وأضاف: «لست أنا من سيقول إنه لن يفوز بالألقاب مرة أخرى في (جراند سلام)، لأنني رأيت كيف كان بيت سامبراس في أمريكا المفتوحة عام 2002»، في إشارة للاعب الأمريكي السابق، الذي فاز بلقب أمريكا المفتوحة في الواحدة والثلاثين من العمر بعد موسمين من الغياب عن ألقاب «جراند سلام».
واختتم «مويا» قائلًا: «عندما ترى أشياء من هذا القبيل، لا يسعك لأي سبب أن تستبعد اللاعبين الأفضل في التاريخ».