«ذاكرة مصر المعاصرة» توثق حياة المصور والمخترع المصرى «أوهان»

كتب: رضوي عادل الخميس 13-01-2011 08:00

.


وثقت مجلة ذاكرة مصر المعاصرة الصادرة عن مكتبة الإسكندرية حياة المصور والمخترع المصرى «أوهان»، الذى توفى عام 2001 عن عمر يناهز الثامنة والثمانين عامًا ونصف العام.


وعرض سعيد الشيمى - فى تقريره بالمجلة لحياة المصور الراحل، الذى ولد فى يناير 1913، فى باب الشعرية، لأبوين مصريين من أصول أرمينية، حيث ظهرت مواهبه فى سن مبكرة بالعبث بالآلات وفكها ثم تركيبها مرة أخرى، وفى سن العاشرة، قام «أوهان» بتفكيك آلة عرض صغيرة للهواة من مقاس 9.5 مللى، ودراستها واستلهام كيفية عملها، ثم صنع واحدة مثلها بإمكانياته المتواضعة بالصفيح والسلك واللمبة الكهربائية وعدسة بسيطة، كما قام فى سن 14 سنة باستكشاف كيفية عمل كاميرا سينمائية للهواة، أحضرها لمصر قريب لوالدته مقيم فى فرنسا.


وأضاف الكاتب أن «أوهان» تمكن فى سن الثانية والعشرين من صناعة كاميرا صامتة للتصوير السينمائى مقاس 35 مللى للمحترفين، وكان ذلك عام 1935 فى الإسكندرية التى انتقل إليها مع أسرته، وذهب إلى «استديو الفيزى» أعرق استديو سينمائى فى الثغر، وعرض على صاحبه السينمائى المشهور «الفيزى أورفانيللى» الكاميرا لشرائها بمبلغ أقل بكثير من نظيرتها المستوردة، فأعجب «أورفانيللى» بها، وطلب منه أن يصنع له أخرى جديدة ويضيف لها الصوت على أن يتحمل التكاليف.


ويقول «الشيمى» إن «أوهان» لم يتنازل عن حلمه بإنشاء استديو سينمائى متكامل مثل «استديو مصر»، بالرغم من الصعوبة التى واجهها حتى استطاع تحقيق ذلك إبان الحرب العالمية الثانية، ضربت الإسكندرية بالقنابل الألمانية، فهاجر مع أغلب السينمائيين بالثغر إلى القاهرة، واستطاع أن يقنع الفنان نجيب الريحانى والكاتب بديع خيرى بإنشاء استديو سينمائى خاص بهما، على أن يقوم بتصنيع كل شىء فى هذا الاستديو، إلا أن المشروع لم ير النور.


ويضيف أن المحاولات تكررت إلى أن سنحت الفرصة بالتعاون مع ميشيل تلحمى، أهم منتج وموزع سينمائى وقتها، ولظروف الحرب لم يتمكن من استيراد أى شىء من الخارج، ولكن فى عدة أيام كان »أوهان« قد بدأ بعمل نموذج مصغر لاستديو «الأهرام» وذهب به إلى «تلحمى»، واستطاع خلال 8 شهور أن يبنى الاستديو ويخططه ويصنع جميع معداته من كاميرات، ومعدات إضاءة، وصوت، وآلات مونتاج، وماكينات تحميض وطبع للمعمل، وصالة عرض، كما قام بإنشاء ورشة للجبس، والخيش، وللنجارة والحدادة، وتدريب العمالة الجديدة، وكانت باكورة إنتاج الاستديو فيلم «عنتر وعبلة» إخراج الرائد نيازى مصطفى وبطولة كوكا وسراج منير.


وذكر المقال أن »أوهان« صور ثلاثة عشر فيلمًا روائيًّا طويلاً وبعض الشرائط القصيرة إلى جانب عمله كمخرج ومصنع آلات سينمائية، وقام فى عام 1938 فى الإسكندرية بإنتاج وتصوير وإخراج فيلم باسم »دونجا«، ولكنه لم يكتمل بسبب العجز المادى وتدمير ديكوراته التى بناها بالملاحات بسبب إحدى النوات، تلاه أفلام «فتح مصر» عام 1948، و«بنت الصياد» عام 1957، حيث مُنى بالعديد من الإخفاقات جعلته يبتعد عن الإنتاج والإخراج ويتفرغ لتصنيع آلات السينما.


وفى عام 1948 أنشأ «أوهان» استديو «رامى» بالمحافظة، وسافر مع المخرج أحمد كامل مرسى إلى العراق، ليصلح كل الآلات هناك ويصور بها فيلم «ليلى فى العراق» عام 1949، وأثناء رجوعه مر على بيروت للإشراف على تركيب معمل الألوان الجديد هناك، وأنشأ تسع دور عرض صيفية فى نيجيريا بجميع آلاتها ومستلزمات صيانتها، وعندما عاد إلى مصر قام بتصنيع آلات لتصوير عناوين الأفلام -التى يطلق عليها خطأ كاميرات التروكاج- فصنع 24 كاميرا من هذا النوع، كما قام بتصنيع العازل المائى للكاميرا السينمائية للتصوير تحت سطح الماء، وكذلك معدات الإضاءة للأعماق، وكان آخر اختراعاته وابتكاراته آلة لتحويل شريط الفيديو إلى شريط سينمائى.


كرّم أوهان فى حياته مرتين من جمعية الفيلم فى عامى 1977 و1988، وفى مهرجان الإسكندرية الدولى عام 1993، ومهرجان القاهرة الدولى عام 1996.