تنوعت عناوين صحف القاهرة، الصادرة صباح الخميس، بين متابعة أزمة المعتمرين المصريين العالقين بمطارات السعودية، وأزمة هلال العيد الذي تكشف أنه كوكب زحل، والتهديدات التي تلقاها قاضي محاكمة مبارك بالقتل من مؤيدي الرئيس السابق.
وجاء اهتمام صحيفة «الأهرام» اقتصاديًا، حيث نقل تقريرها الرئيسي خبرًا حول اتجاه نية حكومة «شرف» لتسوية عقود 17 شركة استثمارية كبرى كي تستكمل عملها في مصر دون اللجوء للقضاء أو التحكيم.
ومن بين هذه الشركات: «داماك والفطيم وعمر أفندي، وهى شركات صدرت في حقها أحكام قضائية أو تقارير تفيد بوجود فساد في شرائها لأصول كانت مملوكة للدولة. ونقلت «الأهرام» عن أسامة صالح، رئيس هيئة الاستثمار، أن تسوية العقود تعطي مصداقية للاقتصاد والاستثمار في مصر.
ونقلت عن مصدر آخر, لم تذكر اسمه, أن الخلافات مع تلك الشركات نشبت للقصور في بعض التعاقدات التي تمت في عهد الحكومات السابقة وتعلقت في معظمها بأسعار الأراضي واستخداماتها، مؤكدا أن التسويات راعت المواءمة بين المصلحة العامة ومصالح المستثمرين.
الملف السيناوي
أفردت صحيفة «الأخبار» صفحتي المنتصف لحوارات مع عدد من القيادات الشعبية بسيناء التي تشهد اضطرابات سياسية وأمنية منذ تحريرها في أكتوبر 1973. وضم الملف حوارا مع موسى الدلح، المقاتل السيناوي الذي كان مطلوبا من النظام السابق, لمطالبته بحقوق مواطني سيناء التى ضن بها عليهم نظام الرئيس السابق.
وقال الدلح إن النظام السابق عمل على تشويه صورة البدو، وإنهم عانوا ومازالوا يعانون من التمييز بينهم وبين باقي المواطنين المصريين. وأكد أنه «لا توجد أسرة سيناوية ليس فيها فرد مطلوب أمنيًا بتهم ملفقة تعاون على تلفيقها شيخ القبيلة المتعاون مع الأمن».
وتابع: «انفصال شبه جزيرة سيناء عما تبقى من مصر هو أمر تعززه القوانين ولا يقتصر على غياب التنمية فحسب»، مذكرا بالقانون العسكري رقم 100 الذي يمنع تمليك أراضي سيناء لأهلها، وبالتالي يمنعهم من العمل بالزراعة وإيجاد مصادر رزق مشروعة.
ولفت الدلح إلى احتكار رجل الأعمال، حسن راتب، المقرب من الرئيس السابق، وأحد كبار رجال الأعمال التابعين للحزب الوطني «المنحل» للاقتصاد في سيناء، حارما أبناءها من فرص العمل في مصانعه وشركاته رغم هذا الاحتكار.
وأكد مخالفة حسن راتب لقوانين الاستثمار بتجاوز شركائه الأجانب لنسبة 49% من ملكية الأصول التي يحددها القانون، حيث يمتلك الشريك الأجنبي في مصانع وشركات راتب العاملة في سيناء 65% من الأصول، على حد قول الدلح.
وطالب باعتماد اختيار شيوخ القبائل بالانتخاب لا بالتعيين المتروك لقبضة الأجهزة الأمنية، بالإضافة لعودة نظام الحرس الوطني الذي كان يمكِّن البدو من الإسهام في حماية وتأمين سيناء، كما كان متبعا مع النوبة في الحدود الجنوبية، وهو مما يسهم في تعزيز الانتماء، والربط بين مواطني المناطق الحدودية والدولة، مؤكدا أن هذا النظام كان معمولًا به في الستينيات.
وأجرت «الأخبار» أيضا ضمن الملف ذاته حوارًا مع المعارض السيناوي «يحيى أبو نصيرة» الذي أكد أن الجماعات المتطرفة في سيناء «صنعها جهاز الشرطة»، حيث «كان جهاز الشرطة يلقي القبض على الأبرياء، ويلفق التهم لهم ليبتزهم من خلالها للتعاون معه».
وخص أبو نصيرة اللواء عدلي فايد، مساعد وزير الداخلية الأسبق لشؤون الأمن العام، والمحبوس حاليا على ذمة قضية قتل الثوار، متهما إياه بأنه «المسؤول الأول عن ملف تلفيق القضايا وخلق فئة من المطلوبين أمنيًا في سيناء واستغلالهم عبر الابتزاز لترويع الآمنين». وأضاف أن العقيد رضا سويلم، مدير الأمن الجنائي بمديرية أمن شمال سيناء، المنقول مؤخرا لأسيوط في حركة الداخلية، له ملف طويل من احتجاز الأبرياء وتلفيق التهم لهم.
وأكد أبو نصيرة أن هؤلاء الخارجين على القانون الذين صنعهم جهاز الشرطة هم من وزعوا البيان الخاص بإعلان الإمارة الإسلامية، لافتًا أنهم ليسوا متطرفين دينيا، بل مجموعة من البلطجية الذين فقدوا مساندة الأجهزة الأمنية لهم فجأة بعد الثورة، ويسعون لابتزاز هذه الأجهزة كي تعيد التعاون معهم وتأمينهم في أعمالهم المخالفة للقانون.
كما أكد المعارض السيناوي أن «فلول النظام السابق متمثلة في مشايخ القبائل الذين عينتهم الأجهزة الأمنية وكبار العائلات وأعضاء الحزب الوطني المنحل بمحافظتي جنوب وشمال سيناء مازالوا يعملون على تقويض الثورة».
ضم الملف أيضا حوارين آخرين مع محمد سليمان العواودة، منسق رابطة قبائل وسط سيناء، والشيخ عبد الله جهامة، رئيس جمعية مجاهدي سيناء.
وعن سيناء أيضا نقلت «الأخبار» على صفحتها الثالثة تصريحا للواء إسماعيل عتمان، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة, رئيس جهاز الشؤون المعنوية، يقول فيه إن القوات المصرية في سيناء «قد زادت بالفعل».
وقال عتمان: «سيتم زيادة حجم وأعداد القوات والمدرعات وحرس الحدود وقوات تأمين المناطق الحدودية الفاصلة مستقبلا وطبقا للاحتياجات المصرية لتأمين سيناء».
قاضي مبارك وتهديد بالقتل
قالت صحيفة «الوفد» إن المستشار أحمد رفعت، رئيس الدائرة التي تنظر في القضايا المتهم بها الرئيس المخلوع، يتعرض حاليا لضغوط شديدة قد تعوق سير المحاكمة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قضائية لم تسمها أن عددًا من المتشددين من أنصار مبارك «هددوا رفعت بقتله في حال عدم تبرئته للرئيس المخلوع».
وقالت «الوفد» إن رفعت تلقى على عنوان منزله في مصر الجديدة رسائل تهدده بالقتل. وذكَّرت «الوفد» بتاريخ القاضي أحمد رفعت، الذي أصدر أحكاما مشددة ضد رموز الحزب الوطني المنحل رغم ندبه كمستشار في هيئة الاستثمار.
يُذكر أن نظام الرئيس السابق توسع في عملية ندب القضاة للعمل بهيئات وشركات الدولة بغية إخضاع رؤساء المحاكم لسيطرته، حسبما ذكرت صحيفة «الوفد».
وقفة المعتمرين
قالت صحيفة «الدستور» إن آلافا من المعتمرين العائدين من السعودية على طائرات الخطوط الجوية السعودية اعتصموا، الأربعاء، داخل صالة الوصول بمطار القاهرة في رحلتهم للبحث عن حقائبهم المفقودة منذ تعليقهم في مطار جدة السعودي.
وقالت الصحيفة إن رحلة العمرة تعرضت إلى مأساة تزيد كلما حطت طائرة قادمة إلى القاهرة من السعودية.
وأكد المعتمرون للصحيفة أن شركة الطيران السعودية هي المتسببة في الأزمة، مشيرين إلى المعاملة السيئة لهم في مطار جدة، وأنهم سيطالبون الشركة السعودية بالتعويض عما لحق بهم من أضرار. وأكد معتمرون لـ«الدستور» أن سلطات مطار جدة احتجزتهم ومنعت عنهم الطعام والحركة بالإضافة لسوء المعاملة والتفتيش المتكرر.
ونقلت «الشروق» تأكيدات وزير الطيران بأن أزمة عودة المعتمرين المصريين ستنتهي خلال يومين.
وقالت الصحيفة إن نسبة تخلف الحقائب المصرية العائدة وصلت إلى 50% على رحلات الخطوط السعودية وانخفضت إلى 20% على الخطوط الجوية المصرية.
ونقلت الصحيفة كذلك عن وزير الطيران أن اجتماعًا سيعقد بين مسؤولين عن الطيران بالبلدين للوقوف على أسباب الأزمة واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرارها.
عيد زحل
سخرت صحيفة «التحرير» من أزمة هلال عيد الفطر الذي أكدت هيئة فلكية سعودية أنه كوكب زحل.
وقالت الصحيفة في عنوانها الساخر: «النهاردة 2 شوال.. 3 زحل» كما حملت صورة صلاة العيد على صفحتها الأولى تعليقا يتساءل: «هل كانت فرحة المصريين بأول أيام زحل؟».
وفي متن التقرير قالت «التحرير»: «كان الشعور الذي انتاب المصريين أمس هو نفس شعور برامج المقالب والكاميرا الخفية التي انتشرت طوال أيام شهر رمضان على الفضائيات، فالعيد الذي فاجأهم بأن جاء مبكرا يوما، فأفطروا الثلاثاء، خرج البعض ليؤكد أنه الأربعاء».
وقالت الصحيفة إن الجمعية الفلكية بجدة السعودية خرجت ببيان مساء الثلاثاء أكدت فيه أن ما تم رصده ليلة تحري هلال عيد الفطر هو كوكب زحل.
وذكّر البيان بتكرار هذه الواقعة قبل سنوات عندما تم رصد كوكب عطارد باعتباره هلال العيد.
ونقلت الصحيفة عن المفتي الأسبق، نصر فريد واصل، أن مصر لا تنسق مع السعودية في رؤية الهلال معيدا التأكيد على ضرورة تفعيل مشروع توحيد الأشهر القمرية من خلال الاستطلاع بالأقمار الصناعية وهو المشروع الذي تنادي به رابطة العالم الإسلامي منذ 10 سنوات.
ونقلت الصحيفة عن الدكتور مسلم شلتوت، أستاذ بحوث الشمس والفضاء ونائب رئيس الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن هلال شوال لم يظهر لا في السعودية ولا مصر مساء الإثنين. وأن ما ظهر كان «هلال زحل»، محذرا من الاعتماد على غير المتخصصين وأبناء قبائل البدو في تحديد رؤية الهلال.