فى تقديمه لهذا الكتاب يقدم المستشار طارق البشرى مفاتيح لقراءته، فضلا عن رؤيته النقدية المنهجية للكتاب مما أضفى على الكتاب ثقلا نوعيا أما الكتاب فهو «الطريق إلى قصر العروبة» لمؤلفه محمد على خير الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع، وفى القراءة التمهيدية للمستشار طارق البشرى أشار إلى أن المجالات التى عرض لها الكتاب هى المجالات ذات الأثر فى اتخاذ القرار السياسى فى بلادنا الآن، وبخاصة أن المؤلف استطلع رأى ثقاته كلُّ فى مجاله، وهم ثقات يمثلون المجالات ذات الأثر فى صنع القرار السياسى فى مصر وفى اختيار شخص رئيس الجمهورية، وتحدث الدكتور البشرى عن المواد الدستورية المتعلقة باختيار رئيس الدولة وصلاحياته، فيقول: »نحن نفكر مثلا فى دستور جديد يصاغ بما ينفى السلطات الاستبدادية لرئيس الدولة قبل أن يوجد على أرض الواقع ما يمكن من إنفاذ إرادة تعديل الدستور، كأن المشكلة كانت فى صياغة دستور ديمقراطى لا فى إيجاد القوة القادرة على إنفاذ هذه الرغبة، ونحن بعد ذلك نفكر فيمن يكون رئيس الجمهورية القادم، أى تحديد شخصه قبل أن نعد وسيلة إنفاذ هذا الاختيار، أيضا فإن النظام القائم رفع شعار الاستقرار لسنوات طويلة دون أن يعتنى ببيان ماهية الأمور والجوانب السياسية والاقتصادية التى يتعين العمل على بقائها، وأنه يرفع شعار الاستقرار حماية لها، وتحت هذا الشعار المجرد انقلبت موازين الحياة السياسية فى مصر، وصرنا من الاستقلال إلى التبعية لأمريكا، ومن العروبة إلى الشرق أوسطية، ومن العداء لإسرائيل إلى الصداقة معها». هذه بعض من الخواطر والشجون التى أثارها هذا الكتاب لدى المستشار البشرى.
وقال «خير» فى مقدمته إن جوهر الكتاب يسأل عن القوى السياسية التى تؤثر وتحسم شخصية رئيس الجمهورية (أى رئيس)، وكان «خير» قد أجرى حواراته مع بعض من عناصر هذه القوى، ودارت حول الشأن المصيرى ذاته، ومن ثم فقد كانت الأسئلة الموجهة لهذه الشخصيات بمثابة محددات رئيسية من قبيل: «متى بدأ الاهتمام بقضية الحاكم الجديد القادم لمصر؟ وما أدوات هذه القوى وآلياتها فى التأثير فى هذا الملف؟ وما مدى تأثيرها فى مسألة تحديد الرئيس القادم؟».
ويلفت النظر فى حوارات كتاب «خير» التراوح والتفاوت فى التوقعات الخاصة بالرئيس القادم.