سمير فريد.. «دفاعاً عن الحرية»

كتب: خلف علي حسن الأربعاء 12-01-2011 17:57


«دفاعاً عن الحرية».. عنوان الكتاب الأحدث للكاتب والناقد السينمائى سمير فريد، والصادر مؤخراً عن دار العين للنشر، ويقع فى 250 صفحة، ويتضمن مجموعة من المقالات فى الشأن السياسى بعيداً عن السينما، التى أصدر فى مجالها الكاتب أكثر من 50 كتاباً مؤلفاً ومترجماً منذ عام 1966.


يقول فريد فى مقدمة كتابه: الذى يحمل عنوان عموده الشهير بجريدة الجمهورية «موضوع الكتاب، مقالاتى التى يعتبرها البعض سياسية، ولكنها كما أتصور مقالات عن الثقافة بالمفهوم الصحيح، ولكنه المفهوم غير الشائع للثقافة، أى الثقافة كمفاهيم تشمل السياسة وغيرها من أشكال وصور البنية الفوقية للمجتمع».


ويضيف: «بدأت نشر هذه المقالات بعد تجربة 1980، 1981 حين منعنى رئيس تحرير الجمهورية (محسن محمد) من النشر ومن السفر من سبتمبر 1980، بسبب مشاركتى فى لجنة مقاومة الصهيونية، التى عارضت فيها اشتراك إسرائيل فى معرض الكتاب لأول مرة، وتم القبض على أعضاء اللجنة والتحقيق معهم، إلا أننى أصدرت هذا الكتاب لأننى رأيت أن من حق القراء، الذين يقرأون كتاباتى عن السينما أن يقرأوا أيضاً ما نشرته بعيداً عنها».


يقول فريد فى مقاله المعنون بـ«قبران يحكمان الحياة السياسية فى مصر «الذى كتبه عام 1983» إن قبرين يحكمان الحياة السياسية فى مصر الآن، قبر عبدالناصر وقبر السادات، وليس هناك ما يبشر بالخير فى المستقبل، أن أجد من حولى من أفراد ذلك الجيل الذى صنع ثورة 1952، أو صنعتهم تلك الثورة، والذين يحكمون مصر منذ ذلك الوقت وحتى الآن وقد انقسموا فريقين، يتطلع كل منهما إلى هذا العقد أو ذاك الماضى القريب كأن أيهما كان فى غاية المنى وذروة تحقيق الأحلام».


ويضيف أنهم صناع النكسة ومنظروها، وهم صناع الانفتاح وما تلاه ومنظروه، كانوا الوزراء فى الأولى والوزراء فى الثانية، باختصار - والكلام للمؤلف - كانوا هم «المسؤولين»، ربما يشذ واحد هنا أو هناك، وربما يظهر فى الصورة وجه جديد هنا أو هناك، ولكن فى جميع الأحوال - حسب الكاتب - كان هذا الجيل هو الذى يحكم، ولايزال يحكم، ولايزال يريد أن يظل يحكم حتى آخر فرد فيه.


ويعتقد سمير فريد فى كتابه المقسّم إلى أربعة أقسام، حسب الميلاد، «قبران يحكمان مصر» و«احتلال وتحرير الكويت»، و«النظام العالمى الجديد» و«عالم ما بعد 11 سبتمبر» فى مقاله المنشور فى جريدة الجمهورية عام 1993 و«الإرهاب وهزيمة الثقافة» - أن انتشار «الإرهاب الدينى» فى مصر فى التسعينيات، دليل على هزيمة الثقافة كما أنه نتيجة لهذه الهزيمة، وليس المقصود بالثقافة هنا - بحسب تقديره- الآداب والفنون كما هو شائع، وإنما الوسائل التى تصنع وعى المواطن فى البيت والمدرسة وفى الجامع والكنيسة، وعن طريق الراديو والتليفزيون، والكتب والصحف والمجلات والعروض الفنية، من مسرح موسيقى وسينما ورقص وغناء وفنون تشكيلية وغيرها.


ويناقش المؤلف فى مقاله المنشور بـ«المصرى اليوم» فى ديسمبر عام 2004 واقعة «أبوالمطامير»، وهى حادثه المصادمات بين المتظاهرين الأقباط فى ساحة الكنيسة المرقسية بالعباسية ورجال الشرطة ويقول: «من المؤكد أن المعالجة الأمنية ضرورية فى وجه أى فرد يحمل السلاح، لكن لا تكفى لمواجهة التطرف الدينى، والدليل على ذلك أن الدولة المصرية تعالج التطرف الدينى أمنياً منذ عشرين عاماً، ومع ذلك تضاعف فى نفس الفترة عشرين مرة».


ويعتبر المؤلف فى مقاله المنشور فى «المصرى اليوم» عام 2006 أن الديمقراطية هى الأقرب إلى الفطرة لأنها تعبر عن الوطن، وتقوم على التعدد الذى يعنى الاختلاف ومنع الخلاف عن طريق الأحزاب التى تتداول السلطة، بما فى ذلك - حسبه - أحزاب النظريات عابرة الأوطان، وأنه يجب تقبل نتيجة أى انتخابات شرطاً أن تكون حقيقية، وعلى كل شعب أن يدفع ثمن اختياره، ويقول: «نريد أن ندفع ثمن ما نختاره، وليس ثمن ما يفرض علينا، من الداخل أو الخارج، لا نريد حكاماً يعتبرون مصر صغيرة عليهم لأنها كانت دائماً أكبر من كل حكامها، وسوف تظل».