قال سامح شكري، وزير الخارجية، إن مصر ملتزمة مبدئيا وسياسيا وأخلاقيا بوحدة واستقرار ليبيا، مضيفا أن ثوابت مصر لم تتغير منذ بداية الأزمة في ليبيا، وتقوم على الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي الليبية ودعم مؤسساتها الشرعية والالتزام بالحل السياسي مدخلا وحيدا لمعالجتها، والرفض القاطع لكل صور التدخل الأجنبي في الشؤون الليبية، وأن يكون الطريق الوحيد للحل السياسي، هو التوافق بين أبناء الشعب أنفسهم.
وأوضح شكري،، في كلمته بالجلسة الافتتاحية للاجتماع العاشر لدول جوار ليبيا بالقاهرة، السبت، أن الجهد المصري تجاه الأزمة الليبية ينصب على تسهيل التوصل إلى توافق بين أبناء الشعب الليبى بدون أي تدخل في طبيعة التوافقات التي يتم التفاهم عليها بين ممثلي الشعب الليبي.
وشدد وزير الخارجية على أنه لم يعد هناك مجال للخلاف حول حجية الاتفاق السياسي الليبي كمرجعية وحيدة لأي تسوية سياسية، ولم يعد هناك مبررا لإعادة التفاوض على مكوناته، أو مجال للحديث عن حل عسكري، فلقاء الشخصيات الليبية المعنية بالشأن العام والتي اجتمعت بالقاهرة ١٢ ديسمبر الماضي، أكد مجموعة من الثوابت الأساسية التي تشكل الضمانة لكل أبناء الشعب الليبي، والحفاظ على وحدة التراب الليبي وحرمة الدماء، والالتزام بالحفاظ على مدنية الدولة والتداول السلمي للسلطة، ورفض أشكال التهميش والإقصاء، ورفض التدخل الأجنبي.
وقال شكري إن جهود مصر في الفترة الأخيرة والتي تزامنت مع جهود أخرى قامت بها دول جوار ليبيا، خاصة تونس والجزائر، أظهرت أن الحل السياسي ممكن وضرورة، وأن اتفاق الصخيرات هو الإطار الوحيد لهذا الحل، وأن أي نقاط خلافية محددة يمكن التوصل لتفاهمات بشأنها.
وأضاف أن دول جوار ليبيا هي الأكثر تأثرا بالتحديات التي أفرزتها الأزمة الليبية، مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وتهريب السلاح والمقاتلين والمخدرات من وإلى ليبيا، وهو ما يتطلب تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين دول الجوار الليبي على كل الأصعدة السياسة والأمنية.
وأكد شكري أنه لا يخفى على أحد خطورة استمرار الأوضاع الأمنية المتردية في مختلف أنحاء ليبيا، لافتا إلى أن ليبيا تواجه خطرا حقيقيا من المنظمات الإرهابية التي تنشط في عدة مدن ليبية، لزعزعة الاستقرار والقضاء على مؤسسات الدولة الشرعية.
وقال إن دول الجوار حريصة كل الحرص على التنسيق مع كل طرف جاد في مسعاه لحل الأزمة الليبية والتنسيق قائم بين جهود دول الجوار والمبعوث الأممي إلى ليبيا، مؤكدا التزام مصر ودول جوار ليبيا بالعمل والتنسيق مع المبعوث الأممي ودعم جهوده لنصل لتسوية شاملة للأزمة الليبية، كما أن دول الجوار ينتمون لمنظمتين إقليميتين معنيتين بالأزمة الليبية وهما الجامعة العربية والاتحاد الأفريقي تحرص كل الحرص على التنسيق مع المنظمتين.