قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إنه بكى عندما تذكر ما شاهده في أحداث جمعة الغضب في 28 يناير 2011، مضيفاً: «من يومين كنت بافكر فيها لقيت دموعي نازلة وأنا مع زوجتي في البيت، ده ده منظر هاعيش وأموت وهوا في مخيلتي».
وقال البرادعي، في الجزء الثالث من حواره مع برنامج «وفي رواية أخرى»، على «التلفزيون العربي»: «شفت الشعب كله، صغير وكبير، وفقير وغني، متجمع بيقولأنا عايز حقي عايز حريتي، وصلينا في الشارع على الجرايد، ولقيت منظر عمري ما شفته إلا مرة قبلها لما رحنا نعزي في خالد سعيد في الإسكندرية، الامن المركزي كإنها ساحة حرب، وأنا انضربت بالميه والغاز»
وأوضح البرادعي، أنه خلال ثورة 25 يناير قرر إدارة ملف التواصل مع الإعلام الخارجي، وإنه حين شاهد هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية بذلك الوقت، تقول إن أمريكا تقدر حكم مبارك وأنه مستقر، أجرى مداخلة على قناة«سي إن إن» لينتقد تصريحاتها، وقال إنه لابد أن لديها تعريفاً مختلفاً عن الاستقرار.
وأضاف البرادعي أنه أجرى اتصالا بوزير أمريكي كان يعرفه أثناء عمله بالوكالة، وقال له: «أنتم كولايات متحدة ليس لديكم مصداقية بالعالم العربي، ولو عايزين تبنوا لكم مصداقية لابد أن تنحازوا فوراً للحركة الشعبية»، وطلب منه أن يطالب أوباما بالانحياز للشعب المصري، وبالفعل بعد أيام ظهرت تصريحات أوباما الداعمة للثورة.
وأكد البرادعي، أنه لم ينسق على الإطلاق مع جماعة الإخوان المسلمين أثناء ثورة 25 يناير، كما اكد أن الشابيّن اللذين ذهبا للقاء عمر سليمان، رئيس المخابرات الراحل، لم يستشيراه ولم يُعلماه بذلك، مُلمحاً إلى مصطفى النجار وعبدالرحمن يوسف.
وقال البرادعي أن مشهد الميدان المشرف خلال أيام الثورة الثمانية عشر «يخليك تشيل الشعب المصري على رأسك»، مشددا على أنه رفض كل محاولات بقاء مبارك وطالب بأن يرحل ليُريح ويستريح، وكان يفضل أن يغادر البلاد لأنه لو فعل ذلك لتجنبنا جزءاً كبيراً من الأحداث التي حدثت بعدها.
وعن مشاعره حين سمع خطاب تنحي مبارك قال إنه كان شعوراً لا يوصف، وأحس بأن مصر تحررت، مشيراً إلى أنه رغم اقترابه من سن السبعين بذلك الوقت لم يكن قد أدلى بصوته في أي انتخابات، لكنه اكتشف بعدها أنه للأسف كان بداية طريق الآلام وليس طريق الخلاص.