تحت شعار نكون أو لا نكون، يدخل المنتخب الوطنى لكرة القدم مواجهة «غامضة» أمام أوغندا، فى ثانى لقاءاته ببطولة أمم أفريقيا، وذلك عند التاسعة بتوقيت القاهرة الثامنة بتوقيت الجابون، على أرض ملعب استاد بورت جنتيل.
ويدخل الفراعنة اللقاء ولا بديل أمامهم إلا تحقيق الفوز، على أن يلعب القدر لصالحهم فى مباراة مالى وغانا، وعلى الرغم من تبقى مباراة لأبناء النيل أمام النجوم السوداء، فإنه من الضرورى الفوز بالنقاط الثلاث، الليلة، لتعويض التعادل فى المباراة الافتتاحية أمام منتخب مالى القوى دون أهداف.
والحالة المعنوية للاعبى المنتخب مطمئنة للغاية، فقد بذلوا قصارى جهدهم أمام منافس قوى، هو مالى، وهو من الفرق التى باتت مرشحة للتأهل للنهائيات فى هذه البطولة، وهو ما أوضحه لهم هانى أبوريدة، رئيس اتحاد الكرة، عندما اجتمع باللاعبين.
الفراعنة خرجوا بالعديد من الخسائر من المباراة الأولى، ربما تنعكس بالسلب على أداء الفريق، وأهمها إصابة أحمد الشناوى، حارس المرمى، فى العضلة الخلفية، وابتعاده عن باقى مباريات البطولة، والسلبية الثانية هى حالة الإجهاد الشديدة التى طاردت اللاعبين، خصوصاً أحمد فتحى ومحمد صلاح ومروان محسن، لدرجة دفعت هيكتور كوبر، المدير الفنى، إلى منح اللاعبين الأساسيين راحة من التدريبات الشاقة يومين متتاليين بعد مواجهة مالى، والاكتفاء ببعض الإطالات وتمرير الكرة بين اللاعبين، أما ثالثة السلبيات فهى حالة الضغط الإعلامى والجماهيرى على اللاعبين بعد التعادل فى المباراة الأولى، ومطالبة اللاعبين بالفوز فى المباراتين المقبلتين، وهو ما قد يؤدى إلى نتيجة عكسية.
والاستعداد للمباراة جاء هادئا للغاية من جانب الجهاز الفنى بسبب رغبته فى تجنب إجهاد اللاعبين، ويُنتظر ألا يُجرى «كوبر» أى تغييرات جوهرية على التشكيل الذى لعب به المباراة الأولى، وإن كان قد قرر تحرير اللاعبين من القيود الدفاعية التى كلفهم بها أمام مالى.
ووفقا للمعلومات الواردة من الجهاز الفنى، فإن «كوبر» يخطط لغزو دفاعات منتخب أوغندا عن طريق الجانبين، بعد أن وضح من خلال المباراة الأولى لهم أمام غانا ضعف خط دفاع الفريق، خصوصا الجهة اليسرى لديهم، ورغم أن المباراة انتهت بخسارة أوغندا بهدف دون رد، إلا أن لاعبى النجوم السوداء أهدروا العديد من الفرص السهلة أمام المرمى.
ووضح من خلال المران الأخير للفراعنة أن «كوبر» سيعطى الحرية لأحمد فتحى، فى الجهة اليمنى، ومحمد عبدالشافى، فى الجهة اليسرى، للتقدم كجناحين للفريق، وتمرير الكرات العرضية لمروان محسن، رأس الحربة، كما وضحت زيادة الشق الهجومى لمحمود تريزيجيه، فى الجانب الأيسر، بالإضافة إلى عبدالله السعيد، الذى يعول عليه الجهاز الفنى كثيراً فى المباريات المقبلة، باعتباره صانع الألعاب والعقل المفكر للفريق، فى ظل توقع الجميع عرض رقابة لصيقة على محمد صلاح، أشهر لاعبى المنتخب المصرى فى القارة السمراء.
ومن المنتظر ألا يخرج تشكيل الفريق عن كل من عصام الحضرى، فى حراسة المرمى، وأمامه على جبر وأحمد حجازى، وفى اليمين أحمد فتحى، واليسار محمد عبدالشافى، وفى الوسط محمد الننى وطارق حامد، وأمامهما محمود تريزيجيه وعبدالله السعيد ومحمد صلاح ومروان محسن.
من جانبه، قال أسامة نبيه إن المباراة لا تحتمل القسمة على اثنين، وإن لكل فريق أهدافه الخاصة، ومثلما يسعى المنتخب للفوز، فإن المنافس يدرك أيضاً أن هزيمته تعنى خروجه رسميا من البطولة بغض النظر عن نتيجته فى المباراة الأخيرة.
وأضاف أن الجهاز الفنى ذاكر لاعبى منتخب أوغندا جيداً، مشيراً إلى أن طريقة لعبهم مختلفة تماما عن منتخب مالى، لأنهم ينقلون الكرة على الأرض.
وأوضح أن نتيجة المباراة لن تعبر بأى حال من الأحوال عن مواجهتى الفريقين المقبلتين فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
وشدد على أن هدف المنتخب هو الفوز، ولا شىء آخر، مؤكداً أن اللاعبين كلهم تركيز وإصرار على تحقيق الفوز.
أما هانى أبوريدة، رئيس اتحاد الكرة، فقال إن لاعبى المنتخب يلعبون تحت ضغوط عصبية شديدة، على رأسها «فيسبوك»، حيث يخشى اللاعبون الفشل حتى لا يتعرضوا للنقد الجارح.
وأضاف أنه طالب اللاعبين، خلال اجتماعه بهم مساء أمس الأول، بنسيان الجمهور واللعب فى المباراة من أجل المتعة وإظهار مهاراتهم الفنية فقط، مشيراً إلى أنه لمس منهم روحاً عالية، ويتبقى فقط التوفيق من أجل تحقيق الفوز.
وتابع أن اللاعبين أغلبهم لم يشارك من قبل فى بطولات أمم أفريقيا، كما أن المنتخب عائد إلى المشاركة بعد غياب ثلاث دورات متتالية، وهى أمور يجب وضعها فى الحسبان. على الجانب الآخر، أنهى فريق أوغندا استعداده للمباراة، وجاءت تصريحات مديره الفنى، ميشو سردوفيتش، حول المواجهة متوازنة، حيث أعلن أنه جاء من أجل الظهور الجيد فى البطولة وليس المنافسة على النهائيات، مشيراً فى الوقت ذات إلى احترامه وتقديره للمنتخب المصرى، لكنه قال إنه سيسعى لتحقيق الفوز، بعد أن درس الفراعنة جيداً.
من ناحية أخرى، اشتكى عدد كبير من أفراد الجالية اللبنانية عدم توفر تذاكر للمباراة، حيث يرغب حوالى 100 لبنانى فى الحضور لتشجيع المنتخب المصرى ومؤازرته فى المدرجات.
وقال عدد منهم إن المعارضين لرئيس البلاد فى مدينة بورت جنتيل قاموا بشراء أعداد كبيرة من التذاكر لإظهار المدرجات فى البطولة خالية من أجل إفشالها، وإنه لولا تواجد الجالية المالية بكثرة لما شهدت البطولة أى تواجد جماهيرى ملحوظ.