استعرض منتخب السنغال، الملقب بأسود التيرانجا، قدراته الكبيرة، وبرهن على أنه أحد أبرز المرشحين للقب البطولة الأفريقية بعد تحقيقه الانتصار على منتخب زيمبابوي بنتيجة 2-0، وتأهله رسميًا لدور الـ8 قبل جولة من نهاية دور المجموعات، ليكون أول فرق البطولة التي تنجح في الوصول للأدوار الإقصائية من كأس الأمم الأفريقية 2017.
نتيجة المباراة لا تعكس حجم وقدر هيمنة المنتخب السنغالي الذي سيطر على مجريات اللعب طولًا وعرضًا وأرهب المنتخب الزيمبابوي الذي ظهر عليه عامل انعدام الخبرة، فارتكب الأخطاء خطأ تلو الآخر أمام ضغط هجومي رهيب ومرعب من لاعبي السنغال الذين أنهوا المباراة عمليًا في 4 دقائق من الدقيقة 9 للدقيقة 13 في الشوط الأول بهدفين من ساديو ماني وهنري سايفت، ومن بعدها تفننوا في إضاعة الفرص حتى آخر دقيقة من المباراة.
وحاولوا التسديد في 24 محاولة (مقارنة بـ14 للخصم)، ونجحوا في التسديد على مرمى زيمبابوي في 9 مناسبات (مقابل 3 فقط لزيمبابوي)، ولولا تألق حارس مرمى منتخب المحاربين، تاتندا مارشال، الذي أنقذ مرماه من 6 أهداف بينها انفرادات صريحة بالمرمى، كذلك رعونة إنهاء المنتخب السنغالي للهجمات، حيث أضاع لاعبوه 4 فرص تهديفية محققة على الأقل؛ لانتهت المباراة بنتيجة ساحقة لمنتخب السنغال.
العرض الهجومي السنغالي لم يكن نتاجًا للقدرات الهجومية الفائقة بوجود المثلث الهجومي المكون من ساديو ماني وبالدي كيتا وبيرام ديوف فقط، بل كان نتاج عمل جماعي متميز بداية من خط دفاع قوي وصلب، لخط وسط قام بالعمل المهم من الضغط على الخصم وقطع الكرة والتفوق في التدخلات والتمرير السليم، ثم خط الهجوم المتميز الذي أخرج العمل الجماعي المميز لفريق المدرب أليو سيسيه الذي يقدم حتى الآن أفضل المستويات بين منتخبات البطولة الـ16 مبرهنًا على أنه أبرز المرشحين للقب الأفريقي في النسخة 31 من البطولة.
إدريسا جاي، هنري سايفت وكوليبالي افتكوا الكرة في 16 مناسبة، 3 لاعبين من المنتخب السنغالي افتكوا الكرة من الخصم أكثر مما افتكه لاعبو المنتخب الزيمبابوي بأكمله (15)، وقطع لاعبو المنتخب السنغالي الكرة في 21 مناسبة مقابل 14 للمنتخب الزيمبابوي.
وصنع لاعبو المنتخب السنغالي 16 فرصة تهديفية مقابل 9 لزيمبابوي، كل هذه إحصائيات مهمة عكست مدى قوة وسيطرة لاعبي المنتخب السنغالي، ليس فقط على الجانب الهجومي ولكن أيضًا على جانب تأمين الوسط والتدخلات الدفاعية.
جائزة رجل المباراة ذهبت للاعب الوسط القوي، شيخو كوياتي، الذي قدم مباراة كبيرة على مستوى قطع الكرة وبناء الهجمة والتفوق في التدخلات، فمرر بنسبة دقة وصلت إلى 90%، نجح في المراوغات بنسبة 100%، فاز بـ50% من التدخلات على الكرة، قطع الكرة في 4 مناسبات وأخرج الكرة من مناطق الخطورة في 3 مناسبات واستحق على أدائه المتميز جائزة رجل المباراة من اللجنة المنظمة.
السنغال تأهلت رسميًا لدور الـ8، وبشكل كبير ضمنت احتلال الصدارة نظرًا للفارق التهديفي الكبير الذي تمتلكه (+4) وبات عليها تفادي الخسارة في الجولة الأخيرة ضد المنتخب الجزائري لضمان التأهل كأول المجموعة.
أما المنتخب الزيمبابوي فلم تنته آماله بعد في البطولة، الفريق لديه بعض العناصر المميزة يتزعمهم الجناح المميز خاما بيليات الذي يعد واحدًا من أبرز اكتشافات البطولة بقدراته الكبيرة والمميزة على المراوغة وصناعة الخطورة، وسيكون أهم أسلحة فريق المحاربين في مباراة الجولة الأخيرة ضد المنتخب التونسي والتي ستحتاج فيها زيمبابوي إلى تحقيق الفوز في حال أرادت الوصول للدور الثاني.