«طلى بالأبيض طلى يا زهرة نيسان، طلى يا حلوة بها الوجه الريان، وأميرك ماسك إيديكى وقلوب الكل حواليكى، والحب بيشتى عليكى ورد وبيلسان»، كثيراً ما نسمع تلك الأنشودة التى غنتها المطربة ماجدة الرومى، تتردد فى الكثير من حفلات الزواج، حيث يلتف الأهل والأحباب حول العروسين ليمطروهما بوابل من اللثمات والأحضان، هو مشهد يتكرر فى كل عُرس، ويزيده تأثيراً فى النفس، الابتسامات والضحكات التى تعلو جميع الوجوه مهنئة بالزفاف السعيد.
أمام جدراية سيدى جابر أو بمحاذاة الكورنيش أعلى كوبرى ستانلى، أو فى أحضان الأشرعة المنطلقة بالشاطبى، وغيرها، يكتمل المشهد حين تلتقط عدسات المصورين صوراً تذكارية، لتسجل أحداث هذا اليوم الذى لا ينساه أى من العروسين طيلة حياتهما، وتتحول معالم الثغر الشهيرة إلى استوديوهات «مجانية»، يقصدها معظم أبناء المدينة قبل أو بعد حفل الزفاف لالتقاط الصور، التى يعاودون مشاهدتها مرة بعد مرة لاستعادة ذكرى محببة للنفوس.
رانيا توفيق، ربة منزل متزوجة حديثاً، قالت إنها مثل بقية شقيقاتها وصديقاتها، توجهت مع زوجها «محمد»، بعد انتهاء حفل الزفاف لالتقاط الصور أعلى كوبرى ستانلى، وبررت ذلك بأن هذا هو العرف السائد فى معظم الأفراح مع اختلاف أماكن التصوير، ولأنه يضفى المزيد من الجمال على الصور لالتقاطها فى أماكن مفتوحة.
التغلب على أسعار الاستوديوهات الخاصة هو ما دفع إبراهيم خفاجى، 28 سنة، إلى اعتبار مناطق مثل ستانلى وجدارية سيدى جابر استوديو تصوير مفتوحاً لكل السكندريين محدودى الدخل، فهو يرى أن كاميرا أحد المقربين وخلفية جميلة كافيتن لتسجيل لحظات الفرحة، التى تنعكس على الصورة دون حاجة لإنفاق الكثير من الأموال.
«مش عارفة، بس ده كان رأى المصور اللى اتفقنا معاه على تصوير الفرح«، هكذا قالت شيماء فتحى، 25 سنة، موضحة أن الاختيار فى كثير من الأحيان يكون بناء على رغبة المصور التى تم الاتفاق معه على تصوير الفرح، خاصة مشاهد «الفيديو» التى يفضلون تصوير بعض أجزائها فى المنتزه وستانلى والقلعة وغيرها من المناطق.
محمد محمود مهدلى، أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب، يرى أن الظاهرة إيجابية، ففوائدها لا تقتصر فقط على التغلب على الأسعار، وإنما تمتد للترويج للمعالم السياحية للمدينة، وتعكس ثقافة المجتمع، داعياً إلى الابتعاد عن كل ما هو مصطنع فى حياتنا والعودة إلى الطبيعة التى تساعد فى التغلب على ظواهر العنف.