تجدد الأمل فى استعادة مسلّات «الثغر» من الخارج بعد تحركات «الأعلى للآثار» لاسترداد مسلّة «سنترال بارك»

كتب: رجب رمضان الأربعاء 12-01-2011 08:00

جددّت تحركات رسمية للدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بشأن استعادة المسلة المصرية الموجودة فى سنترال بارك بالولايات المتحدة الأمريكية، الأمل لدى أثريى «الثغر» لاستعادة بقية مسلاّت المحافظة، فيما طالبت المنظمة الدولية للثقافة والآثار والبيئة بتشكيل مجلس أعلى مماثل للمجالس العليا الحكومية فى مصر تكون مهمته رصد ومتابعة أى انتهاكات تتعرض لها الآثار سواء المعارة إلى الخارج أو المعروضة فى الداخل، للحفاظ عليها وحمايتها.

قال الأثرى أحمد عبدالفتاح، مستشار المجلس الأعلى للآثار، عضو اللجنة الدائمة لحماية الآثار، إن تحركات الدكتور زاهى حواس من أجل حماية المسلة الأثرية النادرة الموجودة فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى تتعرض لمظاهر الإهمال هناك، جاءت «فى محلها»- بحسب تعبيره- خاصة أن هناك مسلات أثرية أخرى فى دول أجنبية تتعرض للإهمال، ولابد من التدخل لحمايتها أو استعادتها، خاصة أنها تمثل تاريخ مصر على مر العصور القديمة.

أضاف عبدالفتاح لـ«إسكندرية اليوم»: «لدينا مسلتان كانتا موجودتين بالمحافظة، كانت الأولى فى الموقع المقام عليه حالياً مبنى عمر أفندى المقابل لميدان سعد زغلول، وهى معروضة حالياً على نهر (التايمز) بمدينة (لندن) البريطانية، والأخرى كانت معروضة أمام البوابة الرئيسية لفندق (متروبول)، وهى المسلة المعروضة حالياً فى سنترال بارك بالولايات المتحدة الأمريكية».

وأوضح عبدالفتاح أن المسلتين كانتا موجودتين منذ عهد الملك تحتمس الثالث فى حديقة المطرية بالقاهرة، وأخذهما الملك رمسيس الثانى لنفسه، ثم استأثر بهما من بعده الملك سيتى الثانى، إلى أن جاءت الملكة كليوباترا السابعة، آخر الملوك البطالمة، وأرسلتهما إلى مدينة الإسكندرية لإنشاء معبد لزوجها مارك أنطونى، ولكن الملك أكتافيوس، الذى أصبح أول إمبراطور رومانى بعد استيلائه على المشروع، وأقام معبدا ضخما، من الحد الشمالى تمثال سعد زغلول، والحد الشرقى شارع صفية زغلول، والحد الغربى شارع النبى دانيال، والحد الجنوبى شارع إسطنبول، وكان يعتبر من أكبر معابد العالم، ويعرف باسم «القيسريون»، ثم جاء بعد ذلك الملك اكتافيوس وشونهما أمام المعبد، كالإعلام على البحر عام 30 قبل الميلاد.

ولفت إلى أن الولايات المتحدة حصلت على المسلة الشرقية كهدية من الخديو توفيق من أسرة محمد على، عام 1879.

وشدد عبدالفتاح على ضرورة استرداد المسلتين، على أن يتم عرضهما فى موقع تمثال سعد زغلول بعد نقل التمثال إلى أى مكان آخر فى المحافظة، وليكن فى مدخل الطريق الزراعى بجوار بوابة الرسوم الرئيسية.

من جهته، شدّد المهندس ياسر سيف، رئيس المنظمة الدولية للثقافة والآثار والبيئة، الرئيس السابق للجنة الثقافة والإعلام فى المجلس الشعبى المحلى للمحافظة، على ضرورة استرداد جميع الآثار المصرية النادرة الموجودة فى الخارج، سواء على سبيل الإعارة أو التى تمت سرقتها فى زمن بعيد، بما فيها المسلات الأثرية، لأنها تجسد حقباً تاريخية متعاقبة من الزمان، وتروى حضارة مصر على مر العصور والأزمنة.

وطالب سيف- فى تصريح لـ«إسكندرية اليوم»- بتشكيل مجلس أعلى مماثل للمجلس الأعلى للقضاء والمجالس الحكومية الأخرى، بحيث يكون مهمته رصد ومتابعة أى انتهاكات تتعرض لها الآثار المعارة إلى الخارج أو التى تم إهداؤها إلى أى دولة أجنبية، على أن يكون متصلاً بـ«الإنتربول» الدولى وجهات علمية وثقافية أجنبية، وتمنح له صلاحيات رسمية من أجل رصد ومتابعة وإصدار تقارير بشأن الآثار الموجودة فى الخارج والعمل على حمايتها من الإهمال.

كان «حواس» بعث رسالة رسمية الأسبوع الماضى إلى رئيس بلدية نيويورك، مايكل بلومبيرج، أكد فيها أن المسلة الحجرية الموجودة تآكلت بشدة بفعل العوامل الجوية وسوء الطقس، دونما اتخاذ أى إجراءات من جانبه لحمايتها، وأنه إذا كانت هيئة صيانة «سنترال بارك» ومدينة نيويورك لا يمكنهما توفير الحماية اللازمة لهذه المسلة فإنه سيتخذ الخطوات اللازمة لاستعادة هذه القطعة الأثرية الثمينة وإنقاذها من الدمار الذى تتعرض له.