هجوم بلاتر يشعل الصراع بين «فيفا» واللجنة الأوليمبية الدولية

كتب: الألمانية د.ب.أ الثلاثاء 11-01-2011 17:43


تسبب الهجوم الذى شنه جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم (فيفا) على اللجنة الأوليمبية الدولية فى صراع بين أهم هيئتين تعملان فى قطاع الرياضة فى العالم.


وبتصريحه برغبته فى إقامة مونديال 2022 بقطر فى شهر يناير، فى موعد قريب زمنياً من موعد دورة الألعاب الأوليمبية الشتوية التى تقام فى ذلك العام، يتحدى رئيس الفيفا نظيره للجنة الأوليمبية الدولية جاك روج، ويهدد المصالح المالية الأوليمبية.


وقدم بلاتر المزيد من الحطب لنار الصراع، ولم يحترم الميثاق الأوليمبى، فهو كعضو باللجنة الأوليمبية الدولية منذ 1999 ملزم بالدفاع «بكل السبل» عن مصالح المنظمة الأوليمبية.


لكن بعد الانتقادات التى أدلى بها يوم الجمعة الماضى فى الدوحة، بات بلاتر مجبراً الآن على الدفاع عن نفسه إزاء مسألة داخلية تتعلق بالفيفا.


ويعنى الرحيل «فورى المفعول» لجونتر هيرش من لجنة القيم بالفيفا خسارة كبيرة للمصداقية بالنسبة لرئيس المنظمة الدولية فى مكافحته للفساد والغش.


وأرجع هيرش، الرئيس السابق للمحكمة العليا الألمانية، خطوته إلى التأكد من أن «مسؤولى الفيفا ليس لديهم اهتمام حقيقى بلعب دور فعال فى توضيح وملاحقة وتجنب الانتهاكات».


كان بلاتر قد وصف فى العاصمة القطرية الدوحة اللجنة الأوليمبية الدولية بأنها «ناد يفتقد للشفافية»، وقال «اللجنة الأوليمبية الدولية تشبه ربة المنزل، تتلقى بعض المال، وتنفق بعض المال، لو أراد أحد أن يعرف أين يوجد مكان فى العالم لا يزال يضم أمراء وأميرات وملوكاً فليلق نظرة على قائمة اللجنة الأوليمبية الدولية، هناك سيجد عدداً كبيراً».


فى الوقت نفسه، شدد المسؤول السويسرى «74 عاما» على شفافية اتحاده: «حساباتنا مفتوحة أمام الجميع»، لكن من يبحث هناك عن مكافآت رئيس الاتحاد سيذهب جهده سدى، والتكهنات حول المبالغ السنوية التى يتلقاها بلاتر تصل إلى مليونى فرانك سويسرى نحو مليونى دولار.


وردت اللجنة الأوليمبية الدولية بشكل عقلانى على تصريحات بلاتر واكتفت بذكر أن «حسابات اللجنة مضبوطة، وتتم إدارتها بصورة احترافية وتتميز بالشفافية»، ومنذ عام 1999، يتلقى أعضاء اللجنة بما فى ذلك بلاتر، تقريراً مفصلاً عن الحسابات المالية.


ومع ذلك، يبدو غضب القيادة الأوليمبية كبيراً حيث ترى فى انتقادات بلاتر هروباً للخارج ومحاولة لإبعاد الأنظار صوب اللجنة الأوليمبية الدولية، بالنظر إلى اتهامات الفساد العديدة التى يتلقاها الفيفا حالياً.


كما يرى البعض فى رغبة رئيس الفيفا فى إقامة مونديال 2022 فى يناير اتقاء لحر قطر الشديد فى شهرى يونيو ويوليو، تحدياً كبيراً، بل إن أحد أعضاء اللجنة اعتبر تصريح بلاتر بمثابة «إعلان حرب».


والحقيقة أن الأمر يتعلق بأموال المليارات، فاللجنة الأوليمبية الدولية، التى حولت الألعاب الأوليمبية إلى نموذج ناجح للعمل الذى يجنى أرباحاً، تخشى التعرض لخسائر كبيرة مع اقتراب المونديال من إحدى دوراتها، وفى السوق التليفزيونية يعد بيع حقوق الأوليمبياد الشتوى أصعب بكثير من بيع حقوق إحدى بطولات كأس العالم.