قاد لوران كابيلا تمردا مسلحا أسقط به نظام موبوتو سيسيكو وغير اسم البلاد من زائير إلى الكونغو وهو مولود في ٢٧ نوفمبر ١٩٣٩ في أنكورو بإقليم شابا، وهو ينتمى إلى قبيلة اللوبا تلقى تعليماً أولياً بسيطاً ثم حصل على منحة تعليمية لدراسة الفلسفة السياسية في جامعة فرنسا.
وبعد حصوله على الليسانس حصل على منحة أخرى في الصين ودرس العلوم العسكرية وعاد إلى الكونغو وانضم إلى الحركة الوطنية بقيادة لومومبا وكان قائد الجناح الشبابى في الحركة،وفى ١٩٦٠ أصبح كابيلا عضواً في المجلس التشريعى الزائيرى المعروف باسم «كاتانجا» وبعد الانقلاب على لومومبا تزعم حركة معارضة لموبوتو معتمداعلى قبائل التوتسى محاولا إسقاطه وكانت هذه أولى محاولات كابيلا للتمرد لكن قوات موبوتو استطاعت سحق هذا التمرد مستعينة بطائرات أمريكية ومظليين بلجيكيين فهرب كابيلا إلى تنزانيا.
وفى ١٩٦٧ أعلن كابيلا عن تشكيل حزب الشعب الثورى، في مقاطعة كيفو شرق زائير الخارجة عن سيطرة موبوتو وشاركه مائة ثائر كوبى بقيادة جيفارا الذي انتقد سلوك كابيلا كبرجوازى متعالٍ على الفلاحين وفى ١٩٧٥قام بخطف ثلاثة طلاب أمريكيين وباحث ألمانى كانوا في زائير، وطلب فدية قيمتها نصف مليون دولار، وشحنات من الأسلحة المتوسطة والخفيفة من أمريكا، وجرت مفاوضات سرية بين كابيلا وأمريكا ثم أعلن إطلاق الرهائن وبعد فشل ثوراته المتتاليةعلى موبوتو استقر كابيلا في أوغندا، وعمل في التجارة.
وعرف عنه الإسراف والبذخ اللافت في مناطق تعانى الفقر والحرمان إلى أن وجد الفرصة مواتية في أواسط التسعينيات عندما اشتعلت أزمات كبرى في منطقة البحيرات الأفريقية، فأعاد تنظيم قواته من القبائل الأفريقية، وكان واضحا أنه يمتلك إمكانات مالية وعسكرية ضخمة فأمكن له الانتصار على موبوتو ودخل إلى زائير، وأعاد تسميتها الكونغوكما كانت قبل موبوتو وبرغم أنه يسارى سابق ادعى الولاء ل«لومومبا» فإن كابيلا أعاد سيرة موبوتو في الفسادوانتهاك حقوق الإنسان وتهيئة السلطة لابنه من بعده وحارب أصدقاء الأمس، فتحالفت القوى الديمقراطية لتحرير الكونغو وقبائل التوتسى وحركات أخرى في شكل التجمع الكونغولى من أجل الديمقراطية «ماى ماى» ونجح خصومه في زرع مؤيديهم بين المقربين إليه، إلى أن قتل على يد قائد حراسه «زي النهارده» في 16 يناير ٢٠٠١.